حفتر يتهم «أفريكوم» بالقتال ضده

أكد التمسك بوحدة ليبيا وخروج «المحتل»

TT

حفتر يتهم «أفريكوم» بالقتال ضده

أعلن المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، أن قراره بانسحاب قواته من محاور القتال بالعاصمة طرابلس كان لحماية خطوطها الخلفية ومناطق موانئ وحقول النفط، ووصفه بأنه كان قرارا سياديا وخيارا من ضمن خيارات صعبة، مشيرا إلى أن قوات (العدو) مدعومة من قوى إقليمية كانت ستقوم بإنزال في مناطق الموانئ والحقول النفطية.
وأضاف حفتر في تصريحات خلال لقائه بصحافيين بمقره مساء أول من أمس في شرق ليبيا، أن الجيش الأميركي شارك في القتال ضد قواته، موضحاً أن قوات القيادة الأميركية العاملة في أفريقيا المعروفة باسم «أفريكوم» هي التي استهدفت قوات «الجيش الوطني» في قاعدة الوطية الجوية وفي عدد من محاور طرابلس. وتابع: «الأميركان طلبوا منه فك الارتباط مع الحليف الروسي وعندما طلبنا منهم البديل تنصلوا وأطلقوا العنان لتركيا و(أفريكوم) وتقنيات (الناتو) في استهداف قواتنا»، واستكمل: «لم نندم على عدم استخدام القوة المفرطة لاقتحام العاصمة من أجل الحفاظ على أرواح أهلنا وممتلكاتهم».
وفى تهديد جديد، قال حفتر «الميليشيات والإرهابيون يتوهمون بنصر زائف على القوات المسلحة وستأتي ساعة الحقيقة الصادمة لهم ذات يوم قريبا»، مضيفاً: «نزلنا عند رغبة الأصدقاء والحلفاء وسنذهب في الحل السياسي حتى النهاية المرسومة في خريطة الطريق وهي الانتخابات؛ وإن لم نصل لحل فقواتكم المسلحة مستعدة مرة أخرى لتحرير العاصمة من المليشيات والمجرمين»، مشدداً على أن «وحدة ليبيا وسلامة أراضيها وخروج المحتل خطوط حمراء لا تفريط فيها».
في شأن آخر، أجرى عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» اتصالاً برئيس الوزراء الجزائري الجديد أيمن بن عبد الرحمن هنأه فيه بالمنصب الجديد، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطور المسار السياسي في ليبيا.
في غضون ذلك، ترأس النائب يوسف العقوري رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي، الذي يزور أثينا برفقة عقيلة صالح رئيس البرلمان، اجتماع لجنة الصداقة البرلمانية الليبية - اليونانية. ونقل مجلس النواب في بيان مساء أول من أمس، أن الاجتماع تناول قضية الهجرة غير المشروعة باعتبار ليبيا دولة عبور وليست مصدرا للهجرة، وكيفية تكثيف الجهود للحد من هذه الظاهرة والتي تعتبر من أساسيات الأمن القومي الليبي وأمن الاتحاد الأوروبي. كما تطرق الاجتماع إلى الاتفاقيات السابقة بين البلدين من ضمنها اتفاقية التجارة والمدفوعات المبرمة في عام 1960 إبّان العهد الملكي، وكذلك اتفاقية الثقافة والتعليم والعلوم الموقعة عام 2008. بالإضافة إلى اتفاقية التعاون الاقتصادي الفني الموقعة عام 1976 بحيث يتم تدارسها وإحالتها الحكومة للنظر فيها.
كما تناول الاجتماع أيضا الاتفاقية المبرمة بين الحكومة المصرية واليونانية حيث طالب الجانب الليبي بالحصول علي صفة مراقب، وكذلك مناقشة الاتفاقية المبرمة بين حكومة «الوفاق الوطني» السابقة والحكومة التركية. وانتهت اللجنة إلى بحث التعاون الدبلوماسي بين البرلمانين بالإضافة إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي بمساعدة اليونان للحد من الهجرة غير المشروعة.
وفيما يتعلق بالجهود الرامية لتوحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا، قال ناصر القايد مدير إدارة التوجيه المعنوي في المنطقة الوسطى التابعة للمجلس الرئاسي، في تصريحات إعلامية، أمس، إنه «لن يكون من السهل توحيد المؤسسة ما لم يجلس الجميع على طاولة واحدة ويتوافقوا على الأقل بشأن تطبيق القانون المعطل بالكامل». مشيراً إلى أن قانون التقاعد غير موجود وكل هذه الأمور لابد أن تحل قبل توحيد المؤسسة.
وقال إن الأمم المتحدة والداعمين لمسار الانتخابات يحاولون توحيد المؤسسة العسكرية رغم المشاكل والمعوقات الصعبة، «لكن ما يعيق توحيدها هو اختراق قانونها العسكري ومحاولة تطبيعها لشخصيات معينة ما حال بينها وبين التوحيد الإجمالي وشن الحروب الداخلية».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.