كيف قاد بوبي روبسون إبسويتش للحصول على كأس الاتحاد الأوروبي قبل 40 عاماً؟

الفريق الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية حالياً كاد أن يفوز بثلاثية تاريخية عام 1981

بوبي روبسون ومساعده بوبي فيرغسون وكأس الاتحاد الأوروبي (غيتي)
بوبي روبسون ومساعده بوبي فيرغسون وكأس الاتحاد الأوروبي (غيتي)
TT

كيف قاد بوبي روبسون إبسويتش للحصول على كأس الاتحاد الأوروبي قبل 40 عاماً؟

بوبي روبسون ومساعده بوبي فيرغسون وكأس الاتحاد الأوروبي (غيتي)
بوبي روبسون ومساعده بوبي فيرغسون وكأس الاتحاد الأوروبي (غيتي)

قرب نهاية موسم 1980 - 1981، بدا الأمر وكأن إبسويتش تاون في طريقه للحصول على الثلاثية التاريخية. فقبل نهاية الموسم بـ 10 أسابيع، كان النادي يتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي ويستعد لخوض نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الاتحاد الأوروبي. وكان إبسويتش تاون، بقيادة السير بوبي روبسون، قد أنهى الموسم السابق بقوة، حيث لم يخسر سوى مرة واحدة فقط في آخر 24 مباراة في الدوري، وبدأ موسم 1980-1981 بخوض 14 مباراة دون هزيمة. وكانت المشكلة الوحيدة التي تواجه إبسويتش تاون تتمثل في أنه كلما فاز بالمباريات، كان يتعين عليه خوض المزيد من المباريات! لقد عانى هذا الفريق، الذي كانت قائمته تضم عددا محدودا من اللاعبين، بشدة ولم يكن قادرا على التكيف مع متطلبات ذلك الموسم الصعب، الذي لعب خلاله 66 مباراة.
وقال روبسون لاحقًا في سيرته الذاتية: «ربما كان لدينا 14 لاعباً من نوعية اللاعبين القادرين على اللعب في الدوري الإنجليزي، لكننا كنا بحاجة إلى 19 لاعباً». وبحلول الوقت الذي بدأ فيه إبسويتش تاون محاولته للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي في يناير (كانون الثاني)، كان النادي قد لعب بالفعل 11 مباراة في مواجهات الكأس في ذلك الموسم: خمس مباريات في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وست مباريات في كأس الاتحاد الأوروبي، انتقل خلالها إلى اليونان لمواجهة أريس ثيسالونيكي، وإلى تشيكوسلوفاكيا لمواجهة بوهيميانز براغ، وإلى بولندا لمواجهة ويدزيو لودز قبل فترة أعياد الميلاد.
وكان من السهل معرفة السبب وراء المستويات والنتائج الجيدة التي يحققها إبسويتش تاون، حيث كان النادي يضم عددا من اللاعبين المميزين، مثل نجم خط الوسط الهولندي فرنس ثيسين، الذي فاز بجائزة رابطة كتاب كرة القدم كأفضل لاعب لهذا العام، ومواطنه أرنولد موهرين، الذي كان ينال إشادات كبيرة على الأداء القوي الذي يقدمه. وعلاوة على ذلك، كان آلان برازيل وبول مارينر وإريك غيتس، يقدمون مستويات جيدة للغاية في الخط الأمامي. وكان حارس المرمى بول كوبر يلعب خلف دفاع صلب يضم كلا من ميك ميلز، وراسل أوزمان، وتيري بوتشر، وجورج بيرلي، كما ضم الفريق ستيف ماكول بعد استبعاد بيرلي بداية من شهر يناير (كانون الثاني).
لكن من بين كل هؤلاء النجوم كان جون وارك هو الأبرز، حيث سجل لاعب خط الوسط الاسكوتلندي 36 هدفا في جميع المسابقات، وفاز بجائزة رابطة لاعبي كرة القدم المحترفين كأفضل لاعب في إنجلترا في ذلك العام، وأفضل لاعب أوروبي شاب لهذا العام. وتألق وارك بشكل لافت للأنظار في مباريات كأس الاتحاد الأوروبي، حيث سجل بمفرده أربعة أهداف في المباراة التي سحق فيها إبسويتش تاون نظيره أريس ثيسالونيكي بخمسة أهداف مقابل هدف وحيد، كما سجل هدفين في اللقاء الذي فاز فيه إبسويتش تاون على بوهيميانز براغ بثلاثية نظيفة، وسجل ثلاثة أهداف في الفوز بخماسية نظيفة على نادي ويدزيو لودز، الذي كان قد تغلب على مانشستر يونايتد ويوفنتوس في الجولتين السابقتين. ولم يكتف وارك بذلك، لكنه سجل المزيد من الأهداف في الجولات اللاحقة أيضا. ومع قدوم فصل الشتاء، واصل إبسويتش تاون مسيرته الرائعة، حيث لم يخسر سوى مرة واحدة فقط في مبارياته الـ17 التالية في الدوري - الخسارة بخمسة أهداف مقابل ثلاثة أمام توتنهام في المباراة التي طُرد فيها غيتس عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل بثلاثة أهداف لكل فريق. وفي منتصف شهر مارس (آذار)، كان سجل إبسويتش في الدوري مثيرا للإعجاب، حيث لعب 32 مباراة حقق الفوز فيها في 20 مباراة وتعادل في عشر مباريات ولم يخسر سوى مرتين. وبالتالي، كان الفريق على وشك الوصول إلى منصات التتويج في الجبهات الثلاث التي يقاتل فيها.
بدأ الفريق مسيرته في كأس الاتحاد الإنجليزي بالفوز بهدف دون رد على الغريم التقليدي أستون فيلا، قبل أن يحقق الفوز على شروزبري وتشارلتون ويصطدم بحامل لقب كأس أوروبا، نوتنغهام فورست، في الجولة السادسة. وفي مباراة مثيرة للغاية، تعادل إبسويتش تاون بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة، وهو ما كان يعني إعادة المباراة بين الفريقين في موسم مزدحم للغاية بالمباريات. طلب بوبي روبسون تأجيل مباراة الإعادة ليوم واحد، لكن بريان كلوف رفض تماما. ومع ذلك، كان المدير الفني لإبسويتش تاون هو من ضحك في النهاية، حيث حقق الفوز في المباراة وضرب موعدا في الدور نصف النهائي أمام مانشستر سيتي.
وتوالت المباريات بشكل سريع للغاية، فمنذ بداية شهر مارس (آذار) لعب إبسويتش تاون 20 مباراة في ثلاث مسابقات مختلفة، وهو ما يعني أنه غالبا ما كان يلعب ثلاث مباريات كل أسبوع. وسجل وارك في مباراتي الذهاب والإياب ضد نادي سانت إتيان، الذي كان يضم كوكبة من النجوم على رأسها جوني ريب وميشيل بلاتيني، حيث فاز في المباراة الأولى خارج ملعبه بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، قبل أن يفوز على ملعب «بورتمان رود» بثلاثة أهداف مقابل هدف، وبالتالي وصل إبسويتش تاون إلى المربع الذهبي لكأس الاتحاد الأوروبي. لكن الفريق تأثر كثيرا بحالة الإرهاق التي عصفت بالفريق نتيجة توالي المباريات، كما تراجع مستوى الفريق كثيرا في بطولة الدوري.
وتلاشت آمال إبسويتش تاون في الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي في الوقت الإضافي أمام مانشستر سيتي. وازدادت الأمور سوءا بإصابة كيفن بيتي بكسر في ذراعه في آخر مباراة له مع النادي. ومع ذلك، أظهر إبسويتش تاون، بقيادة روبسون، قوة شخصية هائلة وذهب إلى ملعب «فيلا بارك» بعد ثلاثة أيام لينعش آماله في الفوز باللقب بالفوز على أستون فيلا للمرة الثالثة في ذلك الموسم. لكن الخسارة على ملعبه أمام آرسنال في 20 أبريل (نيسان) والخسارة في مباراة الديربي أمام نوريتش سيتي بعد ذلك بيومين أعادت الأمل مرة أخرى إلى أستون فيلا. وكان لدى إبسويتش تاون بعض المباريات المؤجلة، وهو ما يعني أن الفريق كان لا يزال قادرا على المنافسة على اللقب، لكن جدول المباريات المزدحم أثر كثيرا على أداء الفريق.
وصل إبسويتش تاون إلى أول نهائي أوروبي في تاريخه بالفوز على كولن الألماني، الذي كان قد سبق له الفوز على برشلونة في عقر داره برباعية نظيفة. حقق إبسويتش تاون إنجازا رائعا بالفوز على النادي الألماني بهدف دون رد في مباراتي الذهاب والعودة، لكن بوبي روبسون كان قلقا للغاية بشأن المخزون البدني للاعبيه، حيث قال: «الطريقة التي يتم بها تنظيم الأمور هنا يمكن أن تؤدي إلى انهيار فريق ينافس على العديد من البطولات الكبرى».
وكان نادي أستون فيلا قد ودع مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي، ولم يكن يشارك في البطولات الأوروبية، وهو الأمر الذي جعل الفريق يلعب بأريحية شديدة في بطولة الدوري الإنجليزي. وبعد المباراة التي جمعت أستون فيلا وإبسويتش تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي في يناير (كانون الثاني)، لعب أستون فيلا 17 مباراة في الدوري الإنجليزي، في الوقت الذي لعب فيه إبسويتش تاون 31 مباراة في ثلاث مسابقات خلال نفس الفترة. ورغم ذلك، حافظ إبسويتش تاون على آماله في الفوز بلقب الدوري حتى الأسبوع الأخير من الموسم.
وبين شوطي مباريات يوم السبت الأخير من الموسم، كان أستون فيلا متأخرا بهدفين دون رد أمام آرسنال وكان إبسويتش تاون متقدما بهدف نظيف على ميدلسبره، وبالتالي كان إبسويتش تاون متأخرا عن أستون فيلا بنقطتين وله مباراة مؤجلة. لكن الأمور لم تسر على ما يرام، حيث سجل بوزو يانكوفيتش هدفين لميدلسبره في الشوط الثاني ليخسر إبسويتش تاون بهدفين مقابل هدف وحيد وتنتهي آماله ماما في الحصول على لقب الدوري، الذي حصل عليه أستون فيلا. وكما كان متوقعا، خسر إبسويتش تاون آخر مباراة له في الدوري أيضا، أمام ساوثهامبتون بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وكانت هذه هي الخسارة السابعة للفريق في آخر 10 مباريات بالدوري.
لكن إبسويتش تاون كان لا يزال ينافس على بطولة كأس الاتحاد الأوروبي. وكان النادي قد لعب في كأس الاتحاد الأوروبي خمس مرات تحت قيادة روبسون قبل موسم 1980 -1981، ووصل إلى الدور ربع النهائي في موسم 1973 - 1974، لكن كانت هذه أول مرة يصل فيها النادي إلى المباراة النهائية، وكان ذلك في حقبة قبل أن تجتمع أفضل الأندية في أوروبا معا في دوري أبطال أوروبا. وشارك في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي في ذلك الموسم أندية أندرلخت وبورتو وهامبورغ وكولن ويوفنتوس ومانشستر يونايتد وآيندهوفن وبرشلونة، وحامل اللقب إينتراخت فرنكفورت، لكنهم جميعا ودعوا المسابقة التي وصل للمباراة النهائية بها إبسويتش تاون وألكمار الهولندي.
فاز إبسويتش تاون في المباراة الأولى على ملعب «بورتمان رود» بثلاثية نظيفة. كانت هذه النتيجة الثقيلة كفيلة بأن تجعل إبسويتش تاون يضمن بنسبة كبيرة الفوز باللقب، لكنّ لاعبي الفريق وضعوا مزيدا من الضغوط على مديرهم الفني وعلى جماهير النادي في مباراة الإياب. تقدم تيسين بهدف مبكر لإبسويتش تاون جعل نتيجة مباراتي الذهاب والعودة تشير إلى تقدم إبسويتش تاون بأربعة أهداف دون رد، لكن ألكمار أحرز هدفين متتالين ليضع بعض الضغط على لاعبي إبسويتش تاون.
لكن وارك أحرز هدفا آخر لإبسويتش تاوين ليعيد فارق الأهداف إلى ثلاثة، ويواصل تألقه اللافت في هذه المسابقة، حيث سجل في كل جولات المسابقة وعادل الرقم المسجل باسم جوسيه ألتافيني، الذي سجل 14 هدفا عندما فاز ميلان بكأس أوروبا في موسم 1962 -1963 لكن لاعبي ألكمار لم يستسلموا وسجلوا هدفين آخرين لتصبح النتيجة الإجمالية لمباراتي الذهاب والعودة تقدم إبسويتش بخمسة أهداف مقابل أربعة.
وبعد أن كان ألكمار متأخرا بأربعة أهداف نظيفة في بداية المباراة، كان بحاجة إلى هدفين فقط في آخر 17 دقيقة لكي يفوز باللقب.
لكن إبسويتش تاون لم يسمح له بذلك وفاز بالبطولة بخمسة أهداف مقابل أربعة في مجموع المباراتين. وكتب ديفيد هون في صحيفة «الأوبزرفر» يقول: «من المريح بالنسبة لهذا النادي، الذي كان جيدا بما يكفي للفوز بكل البطولات هذا الموسم، أن يفوز ببطولة في نهاية المطاف». وبعد خمس سنوات، هبط النادي إلى دوري الدرجة الثانية. لكن ما حققه روبسون ولاعبوه في موسم 1980 - 1981 لا يمكن أن يُنسى أبدا.


مقالات ذات صلة

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فابيان هورتسلر مدرب برايتون (د.ب.أ)

مدرب برايتون: سأتعلم من عقوبة الإيقاف... وفولهام متطور

تعهد فابيان هورتسلر مدرب برايتون بأن يتعلم من عقوبة إيقافه بحرمانه من الوقوف في المنطقة الفنية خلال مواجهة فولهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، غداً الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال يستعد لاستضافة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)

قرعة كأس إنجلترا: آرسنال يصطدم بمانشستر يونايتد في قمة الدور الثالث

ستكون مواجهة آرسنال ومانشستر يونايتد على «استاد الإمارات» أبرز مباريات الدور الثالث من مسابقة كأس إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».