«حكاية الإنسان» تُشعل سِراج مشاريع البحر الأحمر السعودية

درويش: نلتزم الحفاظ على البيئة وندعم التنمية من الوجه إلى أملج

الفنون الشعبية أبرز الحكايا الجاذبة التي تعزز المشاركة والجذب السياحي (الشرق الأوسط)
الفنون الشعبية أبرز الحكايا الجاذبة التي تعزز المشاركة والجذب السياحي (الشرق الأوسط)
TT

«حكاية الإنسان» تُشعل سِراج مشاريع البحر الأحمر السعودية

الفنون الشعبية أبرز الحكايا الجاذبة التي تعزز المشاركة والجذب السياحي (الشرق الأوسط)
الفنون الشعبية أبرز الحكايا الجاذبة التي تعزز المشاركة والجذب السياحي (الشرق الأوسط)

إلى نحو أبعد من الاقتصاد، وما سيعززه أيضاً؛ تظل حكاية الإنسان أكبر عناصر الإثراء للرحلة السياحية في معظم دول العالم، ذلك النهج أخذ حيزه ليحكي عمق التجربة ضمن أحد أكبر مشروعات السعودية التطويرية على ساحل البحر الأحمر.
مشروع «البحر الأحمر»، قصة سعودية بدأت قبل أربعة أعوام، حين أعلن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إطلاق المشروع، الذي يقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، لتطوير منتجعات سياحية على أكثر من 22 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه.
المشروع الذي يجري العمل عليه حالياً بشكل متسارع، سيوفر فرصة استكشاف وجهة استثنائية تضع الاستدامة عنصراً أساسياً، ومعها الإنسان، لتعطي إطاراً مختلفاً لمستقبل السياحة على ساحل البحر الأحمر المغمور، الذي يحمل كثيراً من الجماليات، تنافس السعودية بشكل رئيسي ليكون ضمن عناصر الجذب الكبرى عالمياً.
يتحدث المهندس أحمد غازي درويش، كبير إداريي شركة البحر الأحمر للتطوير وأمالا، مع إطلاق الشركة سلسلة «حكايا البحر الأحمر»، الذي يروي حكايا الإنسان ضمن مشروع سياحي يُظهر التراث الحضاري الذي يعزز من مكانة المواقع السياحية على طول ساحل البحر، بتطورها التاريخي مع مشروعات كبرى ضمن نطاق المشروع.

من أجل الإنسان والمكان
وأشار المهندس أحمد درويش، خلال حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى جوانب الإنسان وأبرز المبادرات والبرامج للتنمية البشرية، وأن الإنسان هو المرتكز الأهم للمشروع الذي تطوره شركة البحر الأحمر للتطوير. ونظراً لوجوده على امتداد ساحل البحر الأحمر بين مدينتي الوجه وأملج، «سيساهم المشروع في إطلاق ودعم المبادرات المجتمعية التي تدعم تنمية الإنسان والمكان في آن معاً».
وتحدث عن المبادرات التي تدعم حضور الإنسان مع إطلاق «حكايا البحر الأحمر» المعنية بالإنسان، أنه تم دعم وتدريب مجموعة من الشباب السعودي في مجالات، منها الزراعة ليقودوا اليوم أكبر مشتل زراعي في الشرق الأوسط - وفق وصفه - بعد أن تلقوا التدريب والتأهيل اللازم على الزراعة والبستنة، تعيين ما يسمى بقادة الاستدامة من أبناء منطقة المشروع ليكونوا سفراء للبيئة وتم توظيفهم في شركة البحر الأحمر.
كذلك يضيف كبير إداريي «شركة البحر الأحمر للتطوير»، أنّ الشركة رعت مهرجان «مانجو أملج» كجزء من المسؤولية المجتمعية من خلال إيجاد منصة إلكترونية للتسويق. وأشار المهندس درويش، إلى أنّ الشركة أطلقت مبادرة «إزهار البحر الأحمر» كجزء من مبادرة، «السعودية الخضراء» التي أطلقها ولي العهد السعودي، لتجهيز الشتلات للطلبة والمتطوعين والتي بلغ عددها 17 ألف شتلة جاهزة الآن لزراعتها في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين.

قصص على امتداد ساحل البحر
وبسؤال المهندس أحمد، كبير إداريي الشركة، عن كيفية إبراز «حكايا البحر الأحمر»... على امتداد ساحل البحر الأحمر، قال: إن كل ما يحيط بمنطقة المشروع وامتداد ساحله ككل هو جزء مهم وجوهري فيها، حيث للتاريخ والتراث دور مهم في هوية المكان، مضيفاً أنّ أهل المكان هم أساسه. وانطلقت مبادرة «سلسلة حكايا البحر الأحمر» لتوثيق حكايا الإنسان والمكان والزمان بكل مكوناته، من خلال فيديوهات قصيرة متعمقة في القصص والتراث والعادات أعدت وصورت ونُفذت بفريق الشركة والكوادر السعودية الموهوبة؛ إيماناً بأهمية توثيق هذه الحقبة في تاريخ الوطن.
وستشمل وفق حديثه الموروث الثقافي والحضاري والتاريخي من الآثار والبناء والزراعة والحرف اليدوية والخط والغناء والفنون وصولاً إلى الوقت الحالي من حداثة وتمدن.

الهوية عنصر الاعتزاز
تسأل «الشرق الأوسط» عن مدى تعزيز الحضور الثقافي والإرث الاجتماعي لتشكيل هوية لمشروع نوعي مثل مشروع البحر الأحمر. يقول درويش؛ إنّه لا نجاح لمكان من دون الاعتزاز بهويته وأصله وتاريخه، وأكد أن مشروع البحر الأحمر يلتزم بالحفاظ على البيئة وتعزيزها، وهذا يشمل الموروث الإنساني والتاريخي والحضاري السعودي والعربي الأصيل.
ولفت درويش، إلى أنّ المشروع سيخلق وجهة للعديد من التجارب الشخصية الفريدة من نوعها، سواء في المغامرات البحرية أو الصحراوية أو المغامرات الاستكشافية ولعلاقة الإنسان بالبيئة وتأثيره عليها، وأنّ استعانة بالأهالي ستفيد من خبراتهم ودرايتهم المكان وقصصه. وأشار درويش، إلى أنّ الشركة تعاقدت مع جامعة الأمير مقرن في المدينة المنورة، من خلال إطلاق «برنامج منح البحر الأحمر» لتأهيل الشباب من الجنسين في مجال القطاع السياحي والضيافة بالتعاون مع جامعة لوزان السويسرية، التي تهدف لخدمة المجتمع من نواح عدة، اجتماعية أو ثقافية أو حتى اقتصادية.
ودُشّنت شركة البحر الأحمر للتطوير في عام 2018، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يهدف إلى وضع المملكة على خريطة السياحة العالمية، ويخلق فرص استكشاف وجهة تتميز مع معايير تنافسية سياحية، بما يضم من أرخبيل يحتوي على أكثر من 90 جزيرة، ويسعى خلال العامين المقبلين لافتتاح مرحلته الأولى، التي ستشكل إضافة نوعية في تطوير الساحل البحري الأطول عربياً.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.