حمية البحر الأبيض المتوسط تقلل وتيرة الصداع النصفي

رجل يقوم بتحضير طبق من السمك في أحد مطاعم نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يقوم بتحضير طبق من السمك في أحد مطاعم نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

حمية البحر الأبيض المتوسط تقلل وتيرة الصداع النصفي

رجل يقوم بتحضير طبق من السمك في أحد مطاعم نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يقوم بتحضير طبق من السمك في أحد مطاعم نيويورك (أرشيفية - رويترز)

تشير البيانات إلى أن تناول نظام غذائي متوسطي يحتوي على الكثير من الأسماك الزيتية يمكن أن يساعد في تقليل وتيرة الصداع النصفي لدى الأشخاص الذين يعانون منه، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
ويعاني ما يقرب من 10 ملايين بالغ في المملكة المتحدة من الصداع النصفي، مع احتمال إصابة النساء ثلاث مرات أكثر من الرجال. رغم توفر العديد من العلاجات الجديدة في السنوات الأخيرة، لا يزال الكثير من الأشخاص يعانون من الألم.
وتعتبر أحماض «أوميغا 3» الدهنية الموجودة في الأسماك الزيتية وبعض المكسرات والبذور، وأحماض «أوميغا 6» الدهنية، الموجودة في الزيوت النباتية المكررة، مقدمة لجزيئات تنظم الألم تسمى الأوكسيليبينات، حيث إن «أوميغا 3» تخفف الألم، بينما «أوميغا 6» لها تأثير معاكس، يزيد من الألم.
قرر الدكتور كريستوفر رأمسدن من المعهد الوطني للشيخوخة في بالتيمور بالولايات المتحدة وزملاؤه اختبار ما إذا كان تغيير نسبة هذه الدهون في وجبات الناس الغذائية له أي تأثير على تواتر أو شدة الصداع النصفي.
وقام الفريق بتجنيد 182 مريضاً يعانون من الصداع النصفي ما بين خمسة و20 يوماً في الشهر، وجعلوهم عشوائياً يتناولون واحدة من ثلاث وجبات لمدة 16 أسبوعاً: واحدة زادت من أوميغا 3 لكنها حافظت على أحماض أوميغا 6 الدهنية كما هي؛ وأخرى رفعت أوميغا 3 وخفضت أوميغا 6. ونظام غذائي ضابط معتدل يتضمن مستويات نموذجية لكل من الأحماض الدهنية.
تم تصميم الأنظمة الغذائية لتكون متشابهة مع بعضها بعضاً قدر الإمكان، مع الاختلاف الرئيسي هو نوع الزيت أو الزبدة، ومصادر البروتين الرئيسي (مثل الأسماك الزيتية مقابل الأسماك قليلة الدسم أو الدواجن)، التي تم توفيرها للمشاركين.
ووجد البحث، الذي نُشر في المجلة الطبية البريطانية، أن كلا النظامين التدخليين يزيدان من مستويات الأوكسيليبين المخفف للألم، مقارنة بالنظام الغذائي الضابط. كما أن هذه الأنظمة قللت بشكل كبير من وتيرة نوبات الصداع النصفي لدى الأشخاص - بمعدل 1.3 ساعة صداع في اليوم ويومين صداع في الشهر لمن هم في المجموعة التي تحتوي على نسبة عالية من أوميغا 3. و1.7 ساعة صداع في اليوم وأربعة أيام صداع في الشهر لأولئك الذين يتناولون الكثير من أوميغا 3 والقليل من أوميغا 6.
في حين أن الأنظمة الغذائية لم تقلل بشكل كبير من شدة الصداع لدى الناس، إلا أنه كان هناك اتجاه نحو صداع مدته أقصر.
ومع ذلك، كان معظم المشاركين من النساء، لذلك قد لا يعمل هذا النهج مع الأطفال أو الرجال أو كبار السن، كما أنه لا يزال غير معروف أيضاً ما إذا كانت المصادر الأخرى لأحماض أوميغا 3 الدهنية فعالة.


مقالات ذات صلة

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

تقنيات جديدة لعلاج التهاب الأنف المزمن

كشفت دراسة حديثة أن استهداف العصب الذي غالباً ما يكون مبهماً يؤدي إلى تحسين معدل نجاح العلاج بالتبريد والعلاج بالترددات الراديوية لالتهاب الأنف المزمن.

العالم العربي من داخل مجمع مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح في قطاع غزة (أرشيفية - أ.ب)

«أطباء بلا حدود»: مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج

حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، اليوم الأحد، من أن مواصلة إسرائيل تدمير النظام الصحي في قطاع غزة ستَحرم مئات آلاف السكان من العلاج الطبي.

«الشرق الأوسط» (غزة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».