المرشد الأعلى لإيران يعين حليفا لروحاني لتمثيله في مجلس الأمن القومي

الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الصيني تشي جينبينغ، أمس الخميس، في لقاء ثنائي بالعاصمة القرغيزية بيشكك (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الصيني تشي جينبينغ، أمس الخميس، في لقاء ثنائي بالعاصمة القرغيزية بيشكك (أ.ف.ب)
TT

المرشد الأعلى لإيران يعين حليفا لروحاني لتمثيله في مجلس الأمن القومي

الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الصيني تشي جينبينغ، أمس الخميس، في لقاء ثنائي بالعاصمة القرغيزية بيشكك (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الصيني تشي جينبينغ، أمس الخميس، في لقاء ثنائي بالعاصمة القرغيزية بيشكك (أ.ف.ب)

اختار المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي، الأدميرال علي شمخاني واحدا من اثنين من ممثليه في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وتأتي أهمية هذا التعيين في أن الرئيس حسن روحاني، الذي يرأس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، قد عين شمخاني عضوا وأمينا للمجلس.
كان الملف النووي الإيراني حتى وقت قريب للغاية ضمن اختصاصات المجلس الأعلى للأمن القومي، لكنه انتقل الآن إلى وزارة الخارجية الإيرانية التي يديرها البراغماتي محمد جواد ظريف.
وكان سعيد جليلي هو ممثل المرشد الأعلى في مجلس الأمن القومي الإيراني، ويشغل الآن عضوية مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يرأسه المعتدل هاشمي رفسنجاني. وتعد إزالة جليلي من مجلس الأمن القومي الإيراني وتكليفه للعمل بالتنسيق مع رفسنجاني ضربة للحركة الراديكالية الإيرانية.
في غضون ذلك، وصل الرئيس روحاني إلى كزاك بالعاصمة القرغيزية بيشكيك، أمس، لحضور مؤتمر قمة مجلس شنغهاي للتعاون. وقال روحاني للصحافيين، قبيل مغادرته طهران «سنشرح مواقف إيران بشأن القضايا الدولية والإقليمية المهمة في قمة شنغهاي (منظمة التعاون)»، بحسب ما نقلته قناة «برس تي في». وتعد هذه هي أول زيارة خارجية لروحاني منذ توليه منصبه في الرابع من أغسطس (آب). وترجع أهمية هذا الحدث إلى الموقف والعلاقات الاستراتيجية التي تربط إيران بروسيا والصين العضوين الدائمين في مجلس الأمن.
ويرافق روحاني في حضور القمة التي تستغرق يومين إلى دولة آسيا الوسطى، وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ووزير الصناعة والتعدين والتجارة محمد رضا نعمت زاده، ورئيس مكتب رئاسة الجمهورية محمد نهاونديان، وفقا للتقارير التي أذيعت لمغادرته مطار مهر آباد في طهران.
وعقب وصوله، التقى روحاني مع نظيره الصيني تشي جينبينغ، وناقشا أحدث المستجدات على صعيد القضايا الدولية والإقليمية، لا سيما الأزمة السورية. كما ناقش روحاني وجينبينغ العلاقات الثنائية الإيرانية - الصينية خاصة الروابط الاقتصادية بين البلدين. وقال الرئيس روحاني خلال اللقاء «العلاقات الإيرانية - الصينية تقوم دائما على الصداقة، وآخذة في الزيادة» وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية.
وفي حديثه عن الأزمة السورية، قال الرئيس الإيراني لنظيره الصيني «إن الموقفين الإيراني والصيني متشابهان في معظم القضايا الإقليمية والدولية»، مضيفا أن «طهران مستعدة للتعاون مع بكين للمساعدة في حل القضايا الإقليمية، لا سيما الأزمة السورية». وبحسب مصادر إيرانية «عبر الرئيس الصيني عن تقديره للرئيس روحاني لموقفه حول تعزيز العلاقات الثنائية، وقال إن الشعب والحكومة الصينية يؤيدان تعزيز الثنائية مع إيران في جميع المجالات». وأضاف أن الصين ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على العلاقات وتعزيز التعاون المتبادل على الصعيدين الإقليمي والدولي، وأنها دائما ما أشارت إلى حسن نواياها في هذا الصدد.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس روحاني أيضا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة بيشكيك لمناقشة الأزمة السورية، وبرنامج إيران النووي. كما تشير بعض التقارير إلى احتمالية حصول إيران على نظام الدفاع المضاد للطائرات لدعم القوة العسكرية الإيرانية. وكانت روسيا والصين قد أعلنتا عن دعمها حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إلى أن روسيا ستعرض بناء محطة نووية أخرى لإيران خلال اجتماع رئيسي البلدين. لكن الدول الغربية والإقليمية تبدي قلقها إزاء طموحات إيران في السعي لامتلاك التكنولوجيا النووية، وتصر على الوقف الكامل لتخصيب اليورانيوم والمشاريع البحثية الحساسة الأخرى.
وعلى صعيد الأزمة السورية، تبنت إيران الموقف الروسي والصيني في التخلي عن العمل العسكري والتمسك بالمفاوضات الدبلوماسية، في الوقت الذي حذر فيه مؤيدو العمل العسكري من أن ذلك ليس سوى تكتيك لكسب مزيد من الوقت للحكومة السورية لاستعادة السيطرة والبقاء في السلطة لفترة أطول.
وخلال الإدارة السابقة تبنت إيران سياسة تعرف بـ«التوجه شرقا» خارجيا، حيث منحت الأولوية للشركات الصينية والشركات الآسيوية الأخرى للتعاون التجاري والاقتصادي. وشملت هذه السياسة التعاون الاستراتيجي والنووي مع روسيا. وكانت الصين وروسيا أكبر المستفيدين من العزلة التي فرضتها الدول الغربية على إيران من حيث الحق في الوصول إلى السوق الإيرانية. وبحسب الموقع الرسمي للرئيس روحاني، دعا الرئيس الصيني نظيره الإيراني لزيارة بكين في المستقبل. وستكون رحلة روحاني القادمة إلى نيويورك لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيدشن خلالها جولة جديدة من المفاوضات مع مجموعة «5+1». وكان الرئيس روحاني قد وعد خلال حملته الانتخابية بتبني نهج مختلف في السياسة الخارجية كمفتاح لحل الصعوبات الاقتصادية الداخلية.



إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل تصنّف الضفة «ساحة رئيسية» للتهديدات

آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
آثار الدمار الواسع من جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

وسعت إسرائيل عمليتها في الضفة الغربية بعدما صنّفتها «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات. وبينما قتلت الغارات الإسرائيلية 3 فلسطينيين بينهم طفلان في قصف جوي، واصلت عمليتها البرية في شمال غزة وقالت إنها تقترب من «هزيمة (حماس)» هناك.

وقتل الجيش الإسرائيلي 3 فلسطينيين في قصف جوي في بلدة «طمون» شمال الضفة، بينهم آدم بشارات (24 عاماً)، الذي يعتقد أنه الهدف الرئيسي، والطفلان رضا بشارات (8 سنوات) وحمزة بشارات (10 سنوات) ما يرفع عدد من قتلهم الجيش منذ بدأ عملية واسعة في شمال الضفة إلى 6 فلسطينيين، وكان ذلك بعد مقتل 3 إسرائيليين في هجوم فلسطيني قرب قلقيلية يوم الاثنين الماضي. وقتلت إسرائيل 3 فلسطينيين آخرين، يوم الثلاثاء، في طمون وقرب نابلس.

مشيعون يحملون جثمان جعفر دبابسة (40 عاماً) خلال جنازته في قرية طلوزة بالقرب من مدينة نابلس الثلاثاء (إ.ب.أ)

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت «خلية إرهابية» شمال الضفة، لكن بعد اكتشاف مقتل طفلين في القصف، قال الجيش إنه فتح تحقيقاً حول الأمر.

وقال الجيش في بيانه إن «الغارة جاءت بعد رصد إرهابي يقوم بزرع عبوات ناسفة في منطقة تنشط فيها قوات الأمن».

وبحسب مصادر عسكرية فإن التحقيق «يشمل إعادة النظر في تحديد أهداف الغارة، والتأكد من عدم وجود أخطاء في عملية الاستهداف».

ساحة رئيسية

التصعيد في الضفة جاء بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنه صادق على زيادة العمليات الدفاعية والهجومية في الضفة الغربية، رداً على عملية قلقيلية.

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضفة الغربية أصبحت «ساحة رئيسية» في خريطة التهديدات الإسرائيلية.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن كاتس قوله في لقاء جمعه مع قادة ورؤساء المستوطنين ومجالسهم في الضفة، إن «يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أصبحت ساحة مركزية في خريطة التهديدات لإسرائيل ونحن نستعد للرد وفقاً لذلك».

وأضاف: «إننا نرى تهديدات متزايدة للمستوطنين في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، ونحن نستعد مع الجيش الإسرائيلي لتقديم الرد القوي اللازم لمنع وقوع أحداث مثل 7 أكتوبر (تشرين الأول) هنا».

قوة إسرائيلية خلال غارة على مخيم الفرا للاجئين قرب مدينة طوباس بالضفة الغربية الثلاثاء (د.ب.أ)

وذكر مكتب كاتس أنه أبلغ رؤساء السلطات بالخطوات الفورية التي وجه الجيش الإسرائيلي باتخاذها لتعزيز الأمن في المنطقة، بما في ذلك زيادة النشاط العسكري، وتنفيذ إجراءات مضادة واسعة النطاق في البلدات وتعزيز إنفاذ القانون على طول طرق المرور، والتزام الجهاز الأمني بتوسيع العمليات العملياتية في كل ساحة يتم فيها تنفيذ هذه العمليات.

ضغط بموازاة المفاوضات

وبينما قرر الجيش التصعيد في الضفة الغربية، وأنه حولها إلى ساحة تهديد رئيسية، واصلت القوات الإسرائيلية عمليتها البرية في قطاع غزة، في الشمال والوسط والجنوب.

وتعهد رئيس الأركان هيرتسي هاليفي بمواصلة القتال في غزة، حتى تصل حماس إلى «نقطة تفهم فيها أن عليها إعادة جميع المختطفين».

وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن الجيش يواصل عمليته في شمال قطاع غزة بالتوازي مع المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق، وقام بتعميق نشاطه في مناطق مختلفة في الأيام الأخيرة بينها بيت حانون، وهي المنطقة التي تدور فيها المعارك الأعنف في قطاع غزة خلال هذه الفترة.

وقالت القناة إن «القوات في المراحل النهائية لتطهير شمال قطاع غزة من الإرهابيين».

ونقلت القناة العبرية أن «الشعور السائد لدى الجنود أن (حماس) قد تنازلت عن شمال القطاع». وزعموا أن انخفاضاً كبيراً في الاحتكاك حدث في جباليا وبيت لاهيا وأن «العديد من المسلحين يفرون إلى الجنوب بأعداد غير مسبوقة».

لكن الجيش الإسرائيلي أعلن مراراً خلال حربه على غزة سيطرته على شمال القطاع، قبل أن يعود المسلحون الفلسطينيون لمفاجأته بعمليات وإطلاق صواريخ تجاه المستوطنات.

صاروخ اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي يوم الأربعاء فوق بيت حانون بقطاع غزة (رويترز)

وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارك مستمرة، وما يجري (من تحريك للمسلحين) هو تكتيك». وأضافت أن طبيعة المعارك تفرض «قاعدة الكر والفر» في العمل الميداني.

ويواجه الجيش الإسرائيلي معارك عنيفة في شمال غزة، إذ أعلن، الثلاثاء، عن مقتل المزيد من جنوده في المعارك الدائرة هناك. وإلى جانب المعركة في الشمال، واصلت إسرائيل قصف مناطق في القطاع في مدينة غزة، وخان يونس، وقتلت 15 فلسطينياً على الأقل، الأربعاء.

وقالت وزارة الصحة، إن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفع إلى 45.936 و 109.274 مصاباً منذ السابع من أكتوبر 2023.