سان فرانسيسكو.. البحث عن الذهب

فندق «القصر» في الوادي السعيد

{غولدن غيت} الشهير
{غولدن غيت} الشهير
TT

سان فرانسيسكو.. البحث عن الذهب

{غولدن غيت} الشهير
{غولدن غيت} الشهير

قبل مائة سنة على نكبة فلسطين (أي عام 1948) كانت سان فرانسيسكو مدينة صغيرة على الحدود لا يتجاوز عدد سكانها خمسمائة شخص يبحثون عن الذهب في ولاية كاليفورنيا، وكان الوصول إليها بسفينة عبر البحر أسهل طريقة لنمو عدد سكانها الذي وصل إلى 20 ألفا بعد عام واحد فقط. افتتح فيها فندق «القصر» أكبر وأفخم فندق في العالم آنذاك فيما يسمى «الوادي السعيد» وما زال يحتفظ بأمجاده وعراقته حتى اليوم.
تعتبر ولاية كاليفورنيا على الساحل الغربي للولايات المتحدة بلدا قائما بذاته يتميز بالطبيعة الخلابة والشمس الساطعة وجمال المحيط الهادي وثقافة السياحة والتنزه واعتلاء الأمواج المتكسرة ويفوق الطريق العام الذي يربط جنوبها بشمالها ألف كيلومتر ويمتد على شاطئ البحر. استفادت سان فرانسيسكو في نموها واتساعها من تدفق أموال مناجم الذهب والفضة في جبال صحراء نيفادا وتعتبر الآن عاصمة الثقافة الراقية في الولاية ومركز شركات التقنية الحديثة رغم أن عدد السكان لا يتجاوز 775 ألفا ففيها رقص الباليه والفرقة السيمفونية الشهيرة ودار الأوبرا المرموقة والمتاحف الفنية المتنوعة خاصة متحف الفن الحديث والمتحف العلمي المعروف باسم «اكسبلوتاريوم» أما عاصمة الثقافة الشعبية والسينما فهي ملك لمدينة لوس أنجليس في الجنوب.
تقول الكاتبة والمدافعة عن حق المرأة في الانتخابات اينيس هيز اروين في كتابها الصادر عن كاليفورنيا عام 1921 «بإمكانك العيش في سان فرانسيسكو شهرا كاملا دون أن تبغي أي تسلية أكثر من المشي في شوارعها». وهذا بالضبط ما لمسناه منذ أن وصلنا إلى سان فرانسيسكو في يوم امتاز بالطقس المعتدل البديع رغم موسم الشتاء وشاهدنا روعة ألوان الغروب قرب جسر الباب الذهبي المعروف في الصور، لكن المتعة الكبرى جاءت من الإقامة في وسط المدينة في الفندق التاريخي «القصر» والانطلاق منه سيرا على الأقدام إلى ساحة الاتحاد (يونيون سكوير) جنة التبضع والفنادق، والمدينة الصينية (تشاينا تاون) وسماحها بالمساومة والتدخين وأصوات أبواق السيارات، ومنطقة الميناء ورصيف الصيادين والشاطئ الشمالي ومخابزها الإيطالية التقليدية، وخليج سان فرانسيسكو بمناظره الرائعة بما فيها منظر الصخرة التي بني عليها السجن المشهور «إلكتراز» لحبس كبار المجرمين منذ عام 1933 حتى إغلاقه عام 1963. ومنطقة المارينا الحافلة بالحوانيت ذات الذوق الرفيع والمطاعم ذات المآكل اللذيذة على الطراز الأوروبي والأميركي بآن واحد.

* {إكسبلوراتوريوم}
الاستكشاف هو مختبر علمي يصلح للقرن الحادي والعشرين يفتح لك الآفاق لتكتسب بالتعليم أسرار العلوم وكيف تعمل فهو متحف علمي مبتكر لتطوير كيفية التعليم أنشأه عالم الفيزياء فرانك اوبنهايمر عام 1969 وهو شقيق روبرت اوبنهايمر أب القنبلة النووية، وانتقل المتحف إلى مقره الجديد منذ عام واحد على الرصيف رقم 15 في الميناء بعد تحديثه وزاره أكثر من 570 ألف شخص عام 2012. بدأ المتحف بمعروضات وأدوات وبرامج تحث الزائر – وخاصة الأطفال واليافعين – على الفضول وتوخي المعرفة واستكشاف أعماق العلم، وتوسعت تلك المعروضات في المقر الجديد وجربنا فيه الانغماس في الضباب حسب الطريقة الخلاقة للفنانة اليابانية فوجيكو ناكايا فوق الماء على «جسر الضباب». تلمس بنفسك جمال الضباب في سان فرانسيسكو وكأنك في حوار مع الريح، فالفكرة أن خبرتك اليومية مع الطبيعة تعطيك الكثير من الإلهام والأفكار حين تحاورها.
هناك أيضا «قبة اللمس» ابتكرها وبناها اوغست كوبولا والد الممثل نيكولاس كيج وشقيق المخرج السينمائي ذي الأصل الإيطالي فرانسيس فورد كوبولا.. تدخل في قبة مظلمة وتتعرف على غرفها وما فيها باستعمال حاسة اللمس فقط. إذا لم تعجبك تلك التجربة العلمية حاول أن تستعمل في قسم آخر من المتحف استعمال الضوء والصوت وتتلاعب بهما لتكتشف كيف يعملان أو كيف تصنع محركا بسيطا يبين لك علاقة الكهرباء والقوة المغناطيسية معا أو كيف تبدو تحت المجهر الخلايا الجذعية وذبابة الفواكه وسمك الزرد المخطط مثل الحمار الوحشي.

* الفن
أهم عروض الشهر الأول من سنة 2014 نراها في باليه «جيزيل» للموسيقار الفرنسي آدم وهي من أشهر القطع العاطفية تروي قصة حزينة لفتاة قروية واحتفالات في الغابة ورقص العذارى من الليل حتى الفجر في إنتاج رائع لهيلغي توماسون المدير الفني لباليه سان فرانسيسكو القادم من آيسلندا ذي الخبرة الطويلة في الدانمرك وباليه نيويورك. الموسيقى العذبة والبراعة في الأسلوب الكلاسيكي لرقص الباليه الذي يتميز فيه توماسون جعل العرض من أجمل عروض الرقص على الإطلاق.
أوركسترا سان فرانسيسكو السيمفونية التي يرأسها مايكل تيلسون توماس قدمت حفلا موسيقيا جميلا لموتسارت ومندلسون برز فيه عازف الكمان الروسي الكسندر بارانتشيك وتبعه حفل آخر لموسيقى رخمانينوف النابعة من القلب والسيمفونية السادسة لسيبيليوس بقيادة المايسترو الفنلندي اوسمو فانسكا كدليل إضافي على عالمية المدينة واحتضانها لكبار الفنانين من كافة الدول.

* سوساليتو
قرية صغيرة ساحرة ميسورة قرب المدينة والجزء الشمالي لجسر الباب الذهبي وفيها منطقة للتنزه بعد أن كانت محطة للقطارات قبل الحرب العالمية الثانية إنما أصبحت محطة للأغنياء والفنانين وبعض منازلها عبارة عن قوارب في البحر مرتبطة بالشاطئ. تاريخيا كانت تسكنها عشيرة من الهنود الحمر المسالمين تتعاطى صيد السمك، أما الآن فأقرب وسيلة للوصول إليها تتم عبر رحلات سياحية منظمة بالسفن الصغيرة. عندما تصل إلى سوساليتو ستدهشك الدكاكين الصغيرة الأنيقة (بوتيك على الطريقة الأوروبية) وصالات عرض اللوحات ومركز الأحياء المائية والمقاهي المستلقية عل الشاطئ في الهواء الطلق وبالتأكيد المنظر المذهل الساحر لخليج سان فرانسيسكو وجسر الباب الذهبي، وستشعر بالرغبة في البقاء فيها طويلا أو ربما الانتقال للسكن على الدوام.
غدت سان فرانسيسكو هذه الأيام مقصدا للسياحة والثقافة وأطايب الأطعمة وتغذي تطورها أموال الشركات الكبرى في سيليكون فالي مثل فيسبوك في بالو التو القريبة وتلهب أسعار عقاراتها التي أصبحت تنافس نيويورك بارتفاعها المتواصل. المهم أنك لن تنسى رحلتك إليها طوال العمر. مئات المغنين مجدوا جمال المدينة لكن الأغنية الشهيرة منذ الستينات كانت «تركت قلبي في سان فرانسيسكو» لطوني بينيت (ولد في نيويورك من أصل إيطالي عام 1926 باسم انتوني بينيديتو) وتبعه في تسجيلها بعد نجاحها الفائق فرانك سيناترا وبيري كومو وبيغي لي ودوك الينغتون وأندي ويليامز وأخيرا المغنية الإيطالية الكبيرة مينا قبل ربع قرن من اليوم، وما زالت الأغنية بمثابة توقيع طوني بينيت في كل مناسبة.

* The Palace (ذا بالاس)
* فندق من نوع بالغ الفخامة بني عام 1875 على الطراز الأوروبي حين كان أسلوب العمارة السائد يتبع طراز أبنية الملكة فيكتوريا في إنجلترا علما بأن كاليفورنيا كانت منعزلة عن الولايات الأخرى وتتبع في القرن الثامن عشر الإمبراطورية الإسبانية ثم ورثتها المكسيك، وقبيل إعلان استقلال الولايات المتحدة بستة أيام حل فيها المستعمرون الإسبان عام 1776 لكن مشاكل وحروب إسبانيا في أوروبا وثورات دول أميركا اللاتينية عليها أجبرتها على إهمال التوسع في كاليفورنيا، وانسحبت المكسيك من كاليفورنيا عام 1848 إثر هزيمتها أمام القوات الأميركية التي ضمت الولاية إلى بقية أجزاء الاتحاد. يروي هذا الفندق الغني تاريخ الولايات المتحدة وأعيد بناؤه ثلاث مرات في نفس الموقع، وقد صمم البناء الأول المؤلف من سبعة طوابق ويتسع لـ1200 شخص المهندس المعماري جون غينور بعد دراسة لأساليب البناء المتطورة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة وأوروبا. يذكر ريتشارد هارنيد المهتم بتاريخ سان فرانسيسكو أن الزبائن كانوا يدخلون إلى الفندق بخيولهم ويربطونها في الطابق الأول مثلما نرى في أفلام رعاة البقر لكن رائحة الخيول وضجيجها أزعجا الزبائن وتفاقمت المشكلة بعد اختراع السيارات التي لم تتمكن من الانعطاف والخروج من بهو الفندق. تم تعديل البناء وتحول المدخل إلى بهو متسع وفي وسطه شجرة نخيل، واستخدمت مساحة واسعة لثلاث غرف للطعام يعمل فيها 150 من الندل والخدم ومساحة أوسع للتبضع والشراء بحيث لا يضطر الزائر للخروج كي يحصل على مقتنياته كما أضيفت المصاعد العاملة بقوة ضخ الماء مثل النواعير. أعيد بناء الفندق بعد الزلزال الكبير الذي ضرب المدينة عام 1906 كما بني جسر يصله بالفندق المجاور «غراند اوتيل» سمي «جسر التنهدات» لأن الرجال كانوا يقيمون في بالاس اوتيل بينما تقيم السيدات المرافقات لهم في غراند اوتيل.
أقام الرئيس ويدرو ويلسون عقب الحرب العالمية الأولى حفل عشاء ضخما عام 1919 لإقناع الحضور والبلاد بالانضمام إلى عصبة الأمم التي سبقت الأمم المتحدة والتي أنشئت في سان فرانسيسكو مصرا على أنها أفضل أمل للسلام في العالم، وحين ذكر كلمة السلام أطلقت حاشيته عشرات الحمائم من أقفاصها ثم عادت الأغلبية إلى الأقفاص عدا البعض وعندما حاولوا القبض عليها فشلوا مرارا وتوقف الاحتفال فاضطرت إدارة الفندق للاستعانة بالصيادين الذين أطلقوا النار وتسببوا في تكسير الزجاج الملون في السقف.
حكايات كثيرة وذكريات حافلة مرت على هذا الفندق ومن أشهر زبائنه المعروفين عبر التاريخ: من الساسة الرؤساء الأميركيون أوليسس غرانت وويليام تافت ووارين هاردينغ الذي توفي في الفندق إثر نوبة قلبية عام 1923 وجورج بوش الأب وملك بلجيكا ألبرت وملك البرازيل دون بدرو وملكة هولندا جوليانا ومارشالات فرنسا فوش وجوفر ورئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل والرئيس السوفياتي نيكيتا خروتشوف والمستشار الألماني كونراد أديناور وهيلاري كلينتون، ومن الفنانين: الممثلة سارة برنارد ومغني الأوبرا انريكو كاروزو والمغني بينغ كروسبي والراقصة جنجر روجرز والمخترع توماس أديسون والكاتب دي ايتش لورنس والممثلة صوفيا لورين والمخرج السينمائي ريدلي سكوت والكاتب الساخر مارك توين الذي وصف سان فرانسيسكو بقوله: إنه تمتع بأبرد طقس شتوي خلال زيارته لها في الصيف.



ماذا تزور في كاليفورنيا العام المقبل؟

يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
TT

ماذا تزور في كاليفورنيا العام المقبل؟

يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)
يونيفرسال ستوديوز (الشرق الاوسط)

تستقبل كاليفورنيا عام 2026 بموجة من المعالم السياحية الحديثة، والفنادق الجديدة، والاحتفالات الفريدة، إلى جانب فعاليات بارزة ستجعل من مدن الولاية الشهيرة وجهةً عالمية بامتياز.

إليكم أهمّ الأحداث والمعالم البارزة التي تناسب السياح القادمين من دول الشرق الأوسط.

الطريق 66 يحتفل بالذكرى المئويّة لانطلاقته

من صحاري مقاطعة سان برناردينو إلى رصيف سانتا مونيكا الشهير، ستحتفل كاليفورنيا في عام 2026 بمرور 100 عام على إنشاء الامتداد الأسطوريّ للطريق 66 في الولاية، حيث تشكل هذه الاحتفاليّة فرصة نادرة لمشاهدة المعالم الساحرة على جانبي الطريق، والنُزُل الكلاسيكيّة التي تستلهم روح الماضي، فضلاً عن مراكز خدمة الزائرين الجديدة، والمرافق الثقافيّة التي تحتفي بالتاريخ الغنيّ للطريق الأمّ.عودة نهائي كرة القدم الأميركيّة ستستضيف سان فرانسيسكو في فبراير(شباط) المقبل المباراة النهائيّة المقبلة لدوري كرة القدم الأميركيّة الوطنيّ «سوبر بول إل إكس»، لتعود بذلك، للمرة الثالثة، إحدى أبرز الفعاليات الرياضيّة العالميّة إلى منطقة خليج كاليفورنيا، وستطلق المدينة، كذلك، العديد من المهرجانات الجماهيريّة، والأنشطة الاجتماعيّة التفاعليّة، بالإضافة إلى المسابقات المميّزة في جميع أنحاء المنطقة.

بيوت ملونة في الامو سكوير كاليفورنيا (الشرق الاوسط)

نهائيّات كأس العالم لكرة القدم 2026 في نسختها التاريخيّة

ستلعب كاليفورنيا دوراً رئيساً في كأس العالم لكرة القدم 2026، حيث ستجري على أرض كلّ من منطقة خليج سان فرانسيسكو ولوس أنجليس 14 مباراة، وسيستقبل ملعب «ليفاي» في «سانتا كلارا» وملعب «سوفي» في «إنغلوود» جماهير المشجّعين من جميع أنحاء العالم، كجزء من النسخة الموسّعة للنهائيات في أميركا الشمالية.عطلة نهاية أسبوع مثيرة مع «ناسكار سان دييغو»

للمرّة الأولى على الإطلاق، ستنظّم الرابطة الوطنية لسباقات السيارات «ناسكار» في يونيو 2026 مجموعة من السباقات في قاعدة عسكرية نشطة في سان دييغو، حيث ستتوّج عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة عيد الأب، ولمدّة ثلاثة أيام متتالية، بعدد من السباقات الاحترافيّة للشاحنات: «سلسلة كرافتسمان ترك»، و«سلسلة إكسفينيتي»، و«سلسلة الكأس» في المستوى الأعلى، بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ250 لتأسيس البحريّة الأميركيّة.

الترامواي الشهير في سان فرنسيسكو (الشرق الاوسط)

متحف لوكاس لفنون السرد

من المرتقب افتتاح المتحف المكوّن من خمسة طوابق، في حديقة المعارض بلوس أنجليس، وسيعرض أعمالاً فنية تشمل جميع أشكال السرد القصصيّ البصريّ من خلال الرسم والتصوير الفوتوغرافيّ والأفلام والنحت، على مساحة 100 ألف قدم مربع من حرمه الباهر الذي يمتدّ لأكثر من 11 فداناً، والمزدان بالمناظر الطبيعيّة الخلّابة من الخضرة والحدائق.

متنزّه «ليجو لاند» الترفيهي

سيُطلق متنزّه «ليجو لاند» الترفيهي في كاليفورنيا لعبته المثيرة «غالاكتيكوستر»، وهي أوّل أفعوانيّة جديدة له منذ أكثر من عقدين، وتتميّز بتصميمها المستوحى من عالم الفضاء، حيث سيكون باستطاعة المغامرين تخصيص مركبتهم الفضائية بالمؤثّرات المحببّة للانغماس في مغامرة مثيرة.

أفعوانيّة جديدة في عاصمة الترفيه

ستكشف مدينة الملاهي وأشهر استوديوهات الأفلام في هوليوود «يونيفرسال ستوديوز هوليوود» عن تشكيلة مثيرة من الألعاب، بما في ذلك إطلاق «فاست آند فيوريوس: هوليوود دريفت». وهي أوّل أفعوانيّة خارجيّة عالية السرعة، حيث تصل سرعة هذه الأفعوانية المدهشة إلى 72 ميلاً في الساعة، وتتميّز على نحو غير مسبوق بحركة دوران 360 درجة، مُحاكيةً حركة السيارات تماماً كما في سلسلة أفلام «فاست آند فيوريوس» الشهيرة.

منتجع ومتنزّه ديزني لاند

تتواصل احتفالات منتجع ديزني لاند بالذكرى السبعين لإنشائه حتى الصيف المقبل، حيث يمكن للضيوف قضاء أوقات مفعمة بالمتعة والإثارة في فترات محدّدة، وأجواء حماسيّة، مع الديكورات الزاهية، والمأكولات والمشروبات المميّزة، وعروض المنتجات التذكاريّة، وغيرها الكثير.

سباقات السيارات من بين النشاطات الجاذبة للعرب (الشرق الاوسط)

مواجهة أسماك القرش في «سي وورلد»

كشفت سلسلة الحدائق والمتنزّهات البحرية «سي وورلد سان دييغو» عن خطط لتحديث وإعادة تصميم أحد أبرز معارضها الأيقونية؛ «مواجهة أسماك القرش»، ومن المقرر افتتاح المعرض الجديد في ربيع العام المقبل، حيث سينغمس الزوار في تجربة المحيط كما لم يعهدوها من قبل، مزودين بأكثر الوسائط المتعددة حداثة وتطوراً في بيئات بحرية شديدة الحيوية، وستوفر «مواجهة أسماك القرش» أيضاً جولة حصرية لكبار الشخصيات مع أسماك القرش، ممّا يمنح الزوار تواصلاً بصرياً من مسافة قريبة، وتجربة تفاعليّة حية لن تُنسى بسهولة.

منتجعات ترفيهيّة فاخرةستحتفي مدينة «بالم ديزرت» بافتتاح منتجع «دي إس آر تي سيرف» الجديد صيف 2026 حيث سيضمّ فندقاً ومطعماً وفللاً فاخرة وبحيرة بمساحة شاسعة، لركوب الأمواج الاصطناعيّة القابلة للتعديل لتناسب جميع الأعمار والمهارات، بالإضافة إلى التركيز على الاستدامة من خلال برنامج «سيرف تو تيرف»، الذي يهدف إلى تحويل مساحات العشب في ملاعب الجولف القريبة إلى مناظر طبيعية، في مشهد آسر يدمج بين تجربة ركوب الأمواج والبيئة الصحراويّة المحيطة.

معرض الفيلة في حديقة حيوان سان دييغو

سيُفتتح «وادي داني سانفورد للفيلة» في حديقة حيوان سان دييغو مطلع العام الجديد، وسيتيح للزوار فرصة لا مثيل لها لاستكشاف واستلهام قلب السافانا الأفريقية، وبخاصة نظام حياة الفيلة الأفريقية، فهذا المشروع المثاليّ يضمّ أكثر من 350 نبتة سافانا محليّة، ويمثّل ثمرة جهود أكثر من 10 سنوات من التخطيط والابتكار في مجال الحفاظ على الحياة البريّة وتنوعها الغنيّ.

«ويست هاربر»... أحدث متنزّه ترفيهيّ بحري

سيُفتتح «ويست هاربر» الصيف المقبل، ليُعيد تعريف واجهة لوس أنجليس البحريةّ كوجهة جديدة وأكثر حيويّة لتناول الطعام والترفيه والتواصل المجتمعيّ. يغطي المشروع مساحة 42 فداناً على امتداد ميناء لوس أنجليس، وتتوزّع فيه مجموعة من المطاعم والمتاجر والمرافق الترفيهيّة، ومدّرج يتسع لـ6200 مقعد، يربطها جميعاً ممشى عام ذو مناظر طبيعيّة خلّابة على الجانبين، كما سيتضمّن الافتتاح كذلك نقطة انطلاق لرحلات شركة «هاربر بريز كروزيز البحرية»، التي توفّر للزوّار فرصة نادرة للاستمتاع بجولات ورحلات بحريّة خاصّة لمشاهدة الحيتان من كثب.

«أو سي فايب»... أول الافتتاحات

تمتدّ «أو سي فايب»، وهي منطقة ترفيهيّة متكاملة وجديدة، على مساحة تزيد على 100 فدان على طول النهر في مقاطعة أورانج، وتقع إلى جوار كلّ من «آرتيك»؛ المحطّة الإقليميّة الشهيرة للنقل المتعدد الوسائط، ومركز هوندا. ومن المتوقّع تدشين المنطقة على مراحل، تشمل مرحلة عام 2026 افتتاح مجموعة من المرافق، مثل قاعة السوق على مساحة 50.000 قدم مربعة، وهي مخصّصة لفنون الطهو، إذ يُقدّم فيها 21 مفهوماً من المفاهيم الإبداعيّة في الطهو على يد عدد من أمهر الطهاة، إضافة إلى ستة أماكن مميزة؛ بما في ذك افتتاح «ذا ويف»، وهو مبنى مكاتب للعمل، عمليّ وصديق للبيئة؛ وقاعة للحفلات الموسيقية، تتّسع لـ5.700 شخص؛ والحديقة الحضريّة الواقعة في قلب «أو سي فايب».

لأول مرة ملعب «أونتاريو تاور بازرز»

يُعدّ ملعب «أونتاريو » فضاءً رياضيّاً وترفيهيّاً متكاملاً يمتدّ على مساحة 190 فداناً، وهو الآن مقرّ «أونتاريو تاور بازرز»؛ الفريق الجديد التابع لنادي «لوس أنجليس دودجرز» في دوري الدرجة الأولى، ومن المقرّر افتتاح الملعب في أبريل (نيسان) 2026 تزامناً مع انطلاق مباريات الموسم في البيسبول.

أماكن إقامة جديدة جديرة بالاهتمام

تشهد كاليفورنيا توسّعاً متنامياً في خيارات الإقامة المتنوّعة، ففي عام 2025، افتُتح أكثر من 46 فندقاً ومنتجعاً جديداً، ممّا رفد قطاع الإقامة بأكثر من 6300 غرفة إضافيّة، وفي العام المقبل ستدخل في الخدمة عشرات المشاريع الفندقيّة التي شارفت على الانتهاء من بنائها.

> منتجعات يوسيميتي الخارجيّة، التي تقدّم تجربة إقامة جديدة في منطقة «يوسيميتي»، وتتميّز بتصميم عصريّ ووسائل راحة راقية.

> فندق «ذا بيبي جراند»، الذي يضفي لمسةً جمالية أنيقة على شاطئ «كورونادو»، بتصميمه العصريّ الفريد، وإطلالات تناول الطعام على الشاطئ.

> فندق «كالي آند روفتوب»، وهو جزء من مجموعة فنادق «ماريوت أوتوغراف كوليكشن»، في مدينة «إنغلوود»، ويتميّز بموقعه المثاليّ بالقرب من ملعب «سوفي» الشهير.

> منتجع «ذا إيلين» الفاخر في وادي «نابا»، يعدّ أحدث منتجع بوتيكيّ في المنطقة يجمع بين الرفاهيّة والتجارب الأصيلة، ومن أفضل الوجهات لتناول الطعام في وادي «نابا».

> مخيّم «أندر كينفاس يوسيميتي»، الذي يتيح تجارب تخييم فاخرة تجمع بين الراحة والاستدامة البيئية، مع خيام على طراز رحلات السفاري في أحضان الطبيعة.

> فندق «لايم لايت ماموث»، الذي سيُفتتح في ديسمبر (كانون الأول) 2025، وسيضفي على جبل «ماموث» للتزلج طابع مجموعة فنادق ومنتجعات «أسبن هوسبيتاليتي» الجبليّ المعاصر وحماسة ما بعد التزلّج النابضة بالحياة.

> فندق «سوليا»، وهو فندق قيد الإنشاء، وسيكون جزءاً من مجموعة فنادق «أوتوغراف» ضمن محفظة ماريوت الدوليّة، وتفصله عن متنزّه «ليجولاند» الترفيهيّ بضع دقائق.

> منتجع «سيكس سينسز نابا فالي» الغنيّ بالمياه المعدنيّة، ويجمع بين المرافق الصحيّة المتكاملة، والتصميم الأنيق.

> فندق «روزوود سان فرانسيسكو»، يقع في منطقة «ترانس باي» المتسارعة في الازدهار، مع إمكانيّة الوصول إلى المعالم الشهيرة القريبة من الفندق.

> «أبيليشن بيتالوما»، وهو فندق ريفيّ يحتفي بالتقاليد.

> فندق «بان آم باي هيلتون»، الذي يوفّر أماكن إقامة تدمج بين التصميم المستوحى من حقبة «بان أميركان» للطيران ووسائل الراحة العصرية، ويقع بالقرب من منافذ البيع؛ «سيتادل أوتليت» في مدينة التجارة.

> مجمّع «ذا أواسيس» للمركبات الترفيهيّة، الذي يحتوي على 50 موقعاً مُصمّمة بعناية فائقة، ومجهّزة بجميع الخدمات.

> منتجع «فور سيزونز بيلتمور سانتا باربرا»، سيعاد افتتاحه بعد عمليّة ترميم واسعة، وسيزيح الستار عن مجموعةٍ من التصميمات الداخليّة المحدّثة، وقائمةٍ واسعة من عروض الطهو المبتكرة.


العلا... أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
TT

العلا... أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)
صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)

حصدت العلا لقب «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025» ضمن جوائز السفر العالمية لهذا العام، في إنجاز يعزّز مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والتراث والاستكشاف، ويؤكد ريادتها المتنامية في تقديم تجارب ثقافية متكاملة تستند إلى إرثها الفريد وطبيعتها الاستثنائية.

صخرة الفيل الشهيرة في مدينة العلا (الشرق الأوسط)

ويُعد هذا التكريم من أرفع جوائز الحفل السنوي والأعلى تقديراً في قطاع السفر عالمياً؛ إذ نالت العلا هذا اللقب المرموق بعد حصولها على أعلى عدد من الأصوات من نخبة من الخبراء الدوليين وكبار التنفيذيين وأبرز منظمي الرحلات ووكلاء السفر المعتمدين.

أُطلقت جوائز السفر العالمية عام 1993 للاحتفاء بالتميّز في قطاعات السفر والسياحة والضيافة، وقد أصبحت اليوم معياراً عالمياً يُمثّل أفضل مناحي الإنجاز في هذه القطاعات. وتشمل الجوائز عدداً كبيراً من الفئات شديدة التنافسية، تمتد من أفضل الفنادق وشركات الطيران إلى أبرز تجارب السفر والضيافة وغيرها.

هجرة في العلا (الشرق الأوسط)

ويأتي هذا التكريم العالمي ليضاف إلى سلسلة إنجازات حققتها العلا مؤخراً، بعد نيلها ثلاث جوائز إقليمية ضمن النسخة الشرق أوسطية من جوائز السفر العالمية 2025، وهي: «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في الشرق الأوسط لعام 2025»، و«أفضل وجهة للفعاليات والمهرجانات في الشرق الأوسط لعام 2025»، و«أفضل مشروع سياحي ثقافي رائد في السعودية لعام 2025».

تتفرّد العلا بكونها نقطة التقاء بين جمال الصحاري الشاسعة وعمق الإرث الإنساني العريق، فهي تحتضن بعضاً من أهم المعالم الثقافية في المنطقة والعالم. وفي مقدمتها الحِجر، أول موقع سعودي يُدرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، ويضم مجموعة استثنائية من المدافن النبطية المحفوظة بدقة لافتة تكشف روعة حضارة ازدهرت منذ قرون.

تجربة تأمّل النجوم في الغراميل (الشرق الأوسط)

وتتميّز العُلا بتاريخٍ يمتدّ لأكثر من 200 ألف عام من الوجود البشري، و7 آلاف عام من الحضارات المتعاقبة، تُروى فصولها اليوم من خلال جهود الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتوفير تجارب غامرة تُعيد إحياء التاريخ، وتقديمه برؤية معاصرة تمزج الماضي بالحاضر. وتستكمل العُلا هذه اللوحة التاريخية بجمالها الطبيعي الآسر، ودفء ضيافتها، وبرامجها المتنوّعة من الفعاليات الثقافية والمهرجانات والمعارض الفنية والحفلات الموسيقية ضمن تقويم فعاليات «لحظات العُلا» الممتدة على مدار العام.

معلومات عن العلا

محمية شرعان الطبيعية (الشرق الأوسط)

تقع العلا شمال غربي المملكة العربية السعودية، على بُعد نحو 1,100 كيلومتر من العاصمة الرياض، وتُعد واحدة من أبرز مواقع التراث الطبيعي والإنساني في العالم. تمتد العلا على مساحة شاسعة تبلغ 22,561 كيلومتراً مربعاً، وتضم واحة غنّاء وسلاسل جبلية من الحجر الرملي ومواقع أثرية تعود لآلاف السنين إلى فترة ممالك لحيان والأنباط.

تُعد الحِجر أشهر مواقع العلا. تبلغ مساحتها 52 هكتاراً، وكانت المدينة الجنوبية الرئيسية لمملكة الأنباط، وتضم أكثر من 140 مدفناً منحوتاً في واجهات صخرية بزخارف معمارية مبهرة.

وتُشير الأبحاث الحديثة إلى أن الحِجر كانت أبعد نقطة جنوبية للإمبراطورية الرومانية، بعد أن ضمّ الرومان مملكة الأنباط عام 106 ميلادية.

وتضم العلا أيضاً مدينة دادان القديمة، عاصمة مملكتي دادان ولحيان، التي تُعد من أكثر مدن الجزيرة العربية تطوراً خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، إلى جانب جبل عكمة، الذي يُعد مكتبة مفتوحة في الهواء الطلق تحتوي على مئات النقوش والكتابات بعدة لغات، وقد أُدرج مؤخراً في سجل ذاكرة العالم التابع لليونيسكو. كما تحتضن العلا البلدة القديمة، وهي متاهة تضم أكثر من 900 منزل طيني تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وقد اختارتها منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة كأحد أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2022.


طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
TT

طابا... ملاذ عشاق الطبيعة بين جبال مصر وبحرها

مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)
مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة تمنح الزائر تجربة إقامة استثنائية (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

مكان يجمع بين البحر الصافي وجمال الطبيعة ودفء الشمس والشعور براحة البال، هناك في طابا، أقصى الشرق من شبه جزيرة سيناء، حيث تختبئ المدينة المصرية كواحدة من أكثر الوجهات السياحية سحراً وهدوءاً.

تلك البقعة الساحلية التي تقدم لزوارها تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة البكر وهدوء العزلة، ما يجعلها وجهة مثالية للمسافرين الباحثين عن الاسترخاء، حيث تُعرف طابا بكونها المكان الأمثل لمن يبحث عن الانعزال عن صخب الحياة اليومية وقضاء عطلة مميزة وسط الطبيعة الخلابة، كما أن تميز المدينة بأجوائها الدافئة والمشمسة، يجعلها القرار الأمثل لقضاء وقت هادئ وممتع خلال أشهر الشتاء.

تتميز أعماق المياه في طابا بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

تقع طابا على رأس خليج العقبة على شواطئ البحر الأحمر، وتمتاز بأنها من أصغر المدن السياحية المصرية، إذ لا تتعدى مساحتها 508.8 أفدنة، ورغم صغرها، فإنها وجهة تقدم مشهداً بانورامياً يسيطر عليه التناغم بين زرقة مياه البحر الزاهية الممتدة أمام الأعين، والهدوء الذي تفرضه جبال جنوب سيناء.

زيارة قلعة "صلاح الدين" تتيح التعمق في التاريخ (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

ماذا تزور في طابا؟

إذا كانت وجهتك هي طابا، فإن جدول رحلتك سيكون مميزاً، فقط عليك اصطحاب كتابك المفضل ونظارتك الشمسية، وترك نفسك للطبيعة البكر.

تظل التجربة تحت الماء هي العنوان الأبرز في طابا، إذ يزخر خليج العقبة بالشعاب المرجانية والحياة البحرية المتنوعة، مما يجعلها وجهةً مثاليةً للغوص والغطس، تنتقل معهما إلى عالم آخر من الألوان والجمال الفطري.

ويُعد خليج «فيورد باي» (جنوب المدينة) قبلة عالمية لهواة الغوص، يضم هذا الخليج الطبيعي حفرة غطس فريدة، تتميز بكثافة الشعاب المرجانية والأسماك الملونة، مما يجعل الخليج قبلة للغواصين المحترفين، كما الخليج له قيمة استراتيجية وتاريخية نادرة، حيث يتيح للزوار فرصة فريدة لمشاهدة حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، وفلسطين من موقعه المتميز.

جزيرة فرعون تسمح لزائرها بممارسة اليوغا أمام مشهد خلاب وسط الطبيعة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

لعشاق التاريخ والهدوء، فيمكن لهم زيارة «جزيرة فرعون» قبالة شاطئ المدينة الجنوبي، على بعد 8 كيلومترات منه، ويمكن الوصول إلى هذه الجزيرة الساحرة عبر رحلة بحرية بمركب أو لانش يخترق مياه الخليج الهادئة، حيث يمكن قضاء اليوم في الاسترخاء أو الغطس، والتمتع بمنظر غروب الشمس الذي لا مثيل له.

تحتضن الجزيرة معلماً تاريخياً هو حصن أو «قلعة صلاح الدين»، التي بنيت عام 1171 ميلادية من الحجر الناري الجرانيتي، لحماية مصر من خطر الحملات الصليبية، والتي تم ترميمها مؤخراً، ليُكمل المشهد السياحي الذي تقدمه المدينة ما بين استرخاء في الطبيعة وتعمق في التاريخ، فما يميز زيارة الجزيرة هو جمعها بين عظمة القلعة التاريخية وإمكانية ممارسة رياضات الاستجمام، مثل اليوغا، أمام هذا المنظر الساحر، الذي يمنح الزائر صفاءً ذهنياً وعلاجاً للروح.

لا تكتمل مغامرة طابا دون زيارة «الوادي الملون»، إحدى العجائب الطبيعية في جنوب سيناء، إذ يوفر هذا الوادي متاهة من الصخور الرملية المنحوتة بفعل الطبيعة، واكتسب الوادي الملون اسمه بفضل ظلال الألوان التي تكسو جدرانه بفعل الأملاح المعدنية، والتي تتدرج ألوانها بين الأصفر الدافئ والأحمر القاني والذهبي اللامع، وهو مكان مثالي لرحلات السفاري والمشي، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجمال الطبيعة الصارخ في حضور عظمة الجيولوجيا.

جمال الطبيعة وعظمة الجيولوجيا يجتمعان في "الوادي الملون" بطابا (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

كذلك، تمنح طابا فرصة لا تُنسى لمحبي المغامرة، فموقعها المميز يجعلها نقطة انطلاق مثالية لرحلات استكشاف الطبيعة البرية والجبلية، إذ يمكن للسائح أن يعيش تجربة استثنائية من المغامرات الصحراوية، أو استكشاف سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية. وبعد أن يقضي الزائر لطابا نهاره أمام البحر والغوص، أو التمتع بجمال الطبيعة، يحل خلال الليل موعد السهرات البدوية، على الرمال وأسفل النجوم ووسط الجو الدافئ. فمع حلول المساء، تدعو طابا زوارها إلى الاستمتاع بسهرات بدوية، تزينها المشاوي والمشروبات، ويتخللها الغناء والاستعراض، ما يعرف الزائر بالتراث التقليدي للبدو المقيميين.

خليج "فيورد باي" في طابا قبلة عالمية لهواة الغوص (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

محمية طابا

لا تقتصر متعة طابا على شواطئها فحسب، إذ تُعد طابا أيضاً محمية طبيعية منذ عام 1998، وبفضل مساحتها التي تغطي حوالي 2800 كيلومتر مربع، تتربع المحمية على الساحل الشمالي الشرقي لخليج العقبة، لتقدم للزائر تجربة فريدة تتجاوز مجرد الاستمتاع بالشاطئ، ما يجعل المحمية من أكثر الأماكن المفضلة لدى السياح بالمدينة.

تتميز محمية طابا بكونها محمية ذات إرث طبيعي ومنطقة لإدارة الموارد الطبيعية، وتشتهر بتكويناتها الجيولوجية الفريدة التي يعود تاريخها إلى 5000 عام، وهي ليست مجرد أرض، بل متحف طبيعي مفتوح يضم مناظر طبيعية خلابة مثل الواحات والأخدود الملون وعيون المياه المنتشرة داخلها، حيث تحتوي على كهوف وممرات جبلية، ووديان أشهرها وادي وتير والزلجة والصوانة نخيل وواحة عين خضرة، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الحيوانات و50 نوعاً من الطيور وأكثر من 450 نبات نادر.

الإقامة في طابا

تشتهر مدينة طابا بمنتجعاتها السياحية الفاخرة، التي تمنح المقيمين فيها تجربة إقامة استثنائية، خصوصاً أن هذه المنتجعات تحتمي بالجبال الشاهقة من حولها، مما يوفر خصوصية للزائرين، مع إطلالات بانورامية خلابة وأجواء هادئة ومريحة. وتوفر هذه المنتجعات مجموعة متميزة من الخدمات، أبرزها حمامات السباحة المتنوعة، بالإضافة إلى بعضها يضم بحيرات الملح العلاجية، التي تضمن تجربة استجمام فريدة.