تطوير السكك الحديد وشبكة الطرق يزيد وتيرة الإنتاج والتصدير ويعزز التنافسية

اللجنة الوطنية لـ«الشرق الأوسط»: المبادرة ستنشط حركة الشحن وتوسع التجارة الإلكترونية

«الشرق الأوسط»
«الشرق الأوسط»
TT
20

تطوير السكك الحديد وشبكة الطرق يزيد وتيرة الإنتاج والتصدير ويعزز التنافسية

«الشرق الأوسط»
«الشرق الأوسط»

في حين أعلن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، اعتماد «الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية» المتضمنة قفزة تطويرية في الخطوط الحديد وشبكة الطرق والخدمات المتعلقة بنقل الركاب والبضائع، أكدت لـ«الشرق الأوسط» «اللجنة الوطنية اللوجيستية» في «اتحاد الغرف السعودية» أن تطوير السكك الحديد وشبكة الطرق سيسهم في رفع كفاءة الاقتصاد ويعزز حركة الإنتاج والتصدير ويرفع تنافسية السعودية إقليمياً ودولياً.
وقال لـ«الشرق الأوسط» رئيس «اللجنة الوطنية اللوجيستية» في «اتحاد الغرف السعودية»، الدكتور خالد البواردي، أمس، إن «الاستراتيجية تسهم كذلك في حصول المملكة على حصة من الخدمات اللوجيستية العالمية التي تقدر بـ6.5 تريليون دولار سنوياً، وبالتالي زيادة الدخل غير النفطي وتنويع مصادر الدخل وخلق وظائف للشباب السعودي، كما أنها تزيد حركة الشحن البري والبحري والجوي لتخفض أسعار الشحن والنقل مما ينعكس على أسعار المنتجات».
وأبان أنه من ضمن إيجابيات الاستراتيجية الوطنية الجديدة دعم التجارة الإلكترونية لارتباطها الوثيق بالشحن الجوي، وأنه «كلما زادت حركة نقل الركاب جواً، زاد معها حجم الشحن الجوي وانخفضت أسعاره، بالإضافة إلى تفعيل التشاركية الإيجابية بين القطاعين الحكومي واللوجيستي».
وذكر ولي العهد السعودي أن «الاستراتيجية» تحقق زيادة في مجموع أطوال السكك الحديد المستقبلية والتي تقدر بـ8080 كيلومتراً وتتضمن مشروع «الجسر البري» بطول يتجاوز 1300 كيلومتر وستتخطى طاقته الاستيعابية 3 ملايين مسافر، وشحن أكثر من 50 مليون طن سنوياً، بهدف ربط موانئ المملكة على ساحل الخليج العربي بموانئ ساحل البحر الأحمر، مع فتح فرص جديدة وواعدة لهذا الخط عبر مروره بمراكز لوجيستية حديثة ومراكز للأنشطة الاقتصادية والمدن الصناعية والتعدينية، وتحسين مؤشر الأداء اللوجيستي للمملكة لتكون ضمن قائمة الدول العشر الأولى على مستوى العالم.
وقال الأمير محمد بن سلمان: «ستكون لدينا سوق مفتوحة للمشغلين والمستثمرين في السكك الحديد، وبما يشجع على تحقيق هدف إقليمي مهم يتلخص في تحقيق الربط البيني مع دول الخليج العربي بخط سكة حديد؛ مما يجعل للمملكة دوراً مؤثراً في اقتصادات النقل الإقليمي والدولي ومحور ربط للنقل التجاري».
وبحسب ولي العهد؛ فـ«الاستراتيجية تستند على ركائز عالية الأهمية، تشمل كذلك شبكة الطرق الكبرى التي تعدّ بلادنا الأولى في ترابطها على مستوى العالم، كما ستكون المملكة من الدول المتقدمة دولياً على صعيد جودة الطرق وسلامتها، حيث تتضمن الاستراتيجية مبادرات تهدف لخفض أعداد ضحايا الحوادث إلى الحد الأدنى أسوة بأفضل التجارب العالمية، وتحقيق كفاءة الربط وتطوير خدمات النقل العام في المدن السعودية، بالتوازي مع تحقيق المستهدفات على صعيد الاستدامة والمحافظة على البيئة وتقليل استهلاك الوقود بنسبة 25 في المائة، وتوفير حلول ذكية لتسهيل تنقل المسافرين بين المدن، ونقل البضائع، وفقاً لأحدث التقنيات المطبقة عالمياً».
وفي تفاعل سريع بمشروعات النقل العام، أعلنت، أمس، «الشركة السعودية للنقل الجماعي (سابتكو)» أنها قد تسلمت من شركة المواصلات العامة والتي تمتلك الشركة نسبة 80 في المائة من رأسمالها، إشعاراً يفيد بأن «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» حددت مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل ليكون بداية التشغيل الفعلي لشبكة «مشروع الملك عبد العزيز للنقل العام بالحافلات» بمدينة الرياض.
إلى ذلك؛ قال الدكتور لؤي الطيار، المختص في الشأن الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط» إن «الاستراتيجية المقرة ستسهم في تعزيز الموارد البشرية والفنية في قطاع النقل والخدمات اللوجيستية في السعودية، كما ستعزز أهمية السعودية في اقتصاد العالم مع تفعيل المملكة الاستثمار في موقعها الاستراتيجي والذي يربط القارات الثلاث؛ في تنويع مصادر الدخل عبر اعتماد تأسيس صناعة الخدمات اللوجيستية وما يتعلق بها من بناء منظومات عالية الجودة من الخدمات».
وأضاف الطيار أن ذلك «سيولد نماذج عمل تنافسية لتعزيز الإنتاجية والاستدامة في قطاع الخدمات اللوجيستية، والتي ستعدّ محوراً رئيسياً في برامج (رؤية المملكة 2030)، كما سيفرز قطاعاً حيوياً ممكناً للقطاعات الاقتصادية، وصولاً لتحقيق التنمية المستدامة».
ولفت الطيار إلى أن «هناك فرصاً جديدة وواعدة للخطوط الحديد والبرية المعتمدة، مما يشجع على تحقيق الأهداف السعودية باستغلال مساحات البلاد والموقع الجغرافي وتنفيذ الربط البيني في الإقليم».


مقالات ذات صلة

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

الاقتصاد مقر السوق المالية السعودية في الرياض (أ.ف.ب)

«تداول» توافق لـ«مورغان ستانلي السعودية» بمزاولة أنشطة صناعة السوق

وافقت شركة «تداول» السعودية أن تزاول شركة «مورغان ستانلي السعودية» أنشطة صناعة السوق على ثمانية أوراق مالية مدرجة في السوقين الرئيسية والموازية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد مشاريع وزارة البلديات والإسكان السعودية (الشرق الأوسط)

نسبة تملك المساكن في السعودية تقترب من مستهدفات 2030

تقترب الحكومة السعودية من تحقيق مستهدفات برنامج الإسكان؛ أحد برامج «رؤية 2030»، بعد أن حققت ارتفاعاً بنسبة تملك الأُسر المساكن إلى 63.7 في المائة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

الاقتصاد السعودي ينمو في أعلى وتيرة من عامين

حقق الاقتصاد السعودي نمواً قوياً في الربع الرابع من عام 2024، مسجلاً أسرع وتيرة توسع فصلي خلال عامين، مدعوماً بتسارع الأنشطة غير النفطية، مما يعكس زخم التعافي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مكة المكرمة (واس)

المرافق السياحية في مكة المكرمة تحقق نمواً بنسبة 80 %

كشفت وزارة السياحة، عن أن عدد مرافق الضيافة المرخصة في مكة المكرمة تجاوز الـ1000 مرفق حتى نهاية العام الماضي، مسجّلة نمواً بنسبة 80 في المائة.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
خاص العاصمة السعودية الرياض (واس)

خاص قروض المصارف السعودية إلى القطاع الخاص عند أعلى مستوياتها

بلغت مطلوبات المصارف السعودية من القطاع الخاص أعلى مستوى على الإطلاق خلال يناير (كانون الثاني) من العام الحالي، بنسبة زيادة وصلت إلى 14 في المائة تقريباً.

زينب علي (الرياض)

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».