«أوبك بلس» تدرس سيناريوهات «استقرار السوق»

بين تمديد الاتفاق خشية تخمة محتملة وزيادة الإنتاج تلبية لارتفاع الطلب

تجتمع الدول الأعضاء في «أوبك بلس» اليوم للنظر في سياسة الإنتاج المستقبلية (رويترز)
تجتمع الدول الأعضاء في «أوبك بلس» اليوم للنظر في سياسة الإنتاج المستقبلية (رويترز)
TT

«أوبك بلس» تدرس سيناريوهات «استقرار السوق»

تجتمع الدول الأعضاء في «أوبك بلس» اليوم للنظر في سياسة الإنتاج المستقبلية (رويترز)
تجتمع الدول الأعضاء في «أوبك بلس» اليوم للنظر في سياسة الإنتاج المستقبلية (رويترز)

تجتمع دول «أوبك بلس»، اليوم (الخميس)، للنظر في عدة سيناريوهات، مع عودة الطلب العالمي على النفط نتيجة فتح اقتصادات الدول، الذي نتج عنه ارتفاع الأسعار إلى مستويات فوق 75 دولاراً للبرميل.
فبجانب سيناريو زيادة الإنتاج من خلال تقليص الخفض التدريجي، برز سيناريو آخر، وهو تمديد محتمل للاتفاق لما بعد أبريل (نيسان) 2022، بعدما حذرت لجنة تابعة لـ«أوبك+» في تقرير من «عدم يقين كبير» وخطر تكوّن تخمة نفطية العام المقبل، وفق وكالة «رويترز» نقلاً عن مصدرين.
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا وحلفاؤهما في مجموعة «أوبك بلس» على تخفيضات إنتاج قياسية نحو عشرة ملايين برميل يومياً بداية من مايو (أيار) 2020، على أن يتم إلغاؤها تدريجياً بحلول أبريل 2022.
وجاء تحرك «أوبك بلس» لإدارة الإمدادات لمواجهة انهيار الطلب مع تطبيق اقتصادات إجراءات عزل للحد من انتشار فيروس كورونا.
وفي الأول من يوليو (تموز)، سيبلغ الخفض 5.8 مليون برميل يومياً.
كما أظهر التقرير أن اللجنة، المعروفة باسم اللجنة الفنية المشتركة، قالت، في تقرير، إنها تتوقع فائضاً من النفط بحلول نهاية 2022، بموجب تصورات مختلفة لوضع العرض والطلب في سوق النفط.
وأشار التقرير إلى أنه رغم أن سوق النفط ستعاني عجزاً على المدى القصير، فإن تخمة تلوح في الأفق فور أن تنهي «أوبك بلس» تخفيضات الإنتاج.
وموقف روسيا غير واضح بعد، وسط أنباء عن تقديمها مقترحات بزيادة الإنتاج مع ارتفاع أسعار النفط، وقال مصدر، وفق «رويترز»، إن من المحتمل ألا يكون هناك قرار نهائي بشأن التمديد في اجتماع «أوبك بلس»، اليوم (الخميس).
وتجاوزت أسعار النفط 75 دولاراً أمس، بزيادة أكثر من 40 في المائة عنها في بداية العام.
وذكر التقرير أنه، بحسب تصور أساسي، ستصل مخزونات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من الخام إلى 96 مليون برميل دون المتوسط للفترة بين 2015 و2019 في الربع الثالث من 2021 و125 مليون برميل في الربع الأخير.
وتابع أنه لا يزال يتوقع زيادة كبيرة في عام 2022 تقود لفائض 181 مليون برميل بنهاية العام.
ويتبنى التصور الأساسي افتراضات نمو الطلب العالمي على النفط ونمو الإمدادات من خارج «أوبك» في التقرير الشهري لمنظمة أوبك لشهر يونيو (حزيران)، مع توقعات مبدئية لعام 2022.
وقالت اللجنة إنها ما زالت تتوقع نمو الطلب العالمي على النفط بواقع ستة ملايين برميل يومياً في 2021، لكنها قالت إن «قدراً كبيراً من عدم اليقين» يؤثر على الطلب، يشمل تباين وتيرة التعافي الاقتصادي العالمي وارتفاع الديون السيادية والتوزيع غير العادل للقاحات وتزايد الإصابات بسلالة «دلتا» من «كوفيد – 19».
وقال مراقبو «أوبك» إن المجموعة قد تبقي على الإنتاج دون تغيير عندما يجتمع الوزراء، اليوم (الخميس)، لاتخاذ قرار بزيادة الإنتاج ربما بأكثر من مليون برميل يومياً أو بمجرد 0.5 مليون برميل يومياً.
وذكرت مصادر في «أوبك بلس» أن مشاورات اللجنة يوم الثلاثاء لم تتمخض عن قرار أو توصية بالإجماع.
في الأثناء، أبدى وزير النفط الكويتي محمد الفارس، أمس، تفاؤله بشأن الطلب العالمي على النفط، في الوقت الذي تتعافى فيه الاقتصادات من تأثير الجائحة.
وقال الوزير، في بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية الحكومية، قبل اجتماع لكبار منتجي الخام العالميين: «توسُّع الدول في التطعيم ضد فيروس كورونا أسهم في تعزيز توقعات النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى والناشئة بالتزامن مع عودة تدريجية للحركة والتنقل والسفر في العديد من بلدان العالم، ما يعزز ويزيد الطلب العالمي على النفط».
من جانبه، قال ميلي كياري، رئيس مؤسسة البترول الوطنية في نيجيريا وممثل بلاده لدى «أوبك»، إن المنظمة سترفع الإنتاج لتُبقي أسعار النفط عند مستوى يمكن للعملاء تحمله.
وقال، في مقابلة مع القناة الإخبارية المحلية «آرايس تي. في»: «الوسيلة الوحيدة لخفض الأسعار هي زيادة الإنتاج... من أجل زيادة المعروض»، مضيفاً: «وهذا ما سيحدث. أوبك ستتدخل».


مقالات ذات صلة

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

الاقتصاد تتوقع «أوبك» أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2024 بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً (رويترز)

«أوبك» تخفّض مجدداً توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 و2025

خفّضت «أوبك» توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2024 و2025، يوم الأربعاء، في خامس خفض على التوالي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد منظر عام لمصفاة فيليبس 66 كما شوهدت من مدينة روديو بكاليفورنيا أقدم مدينة لتكرير النفط بالغرب الأميركي (رويترز)

النفط يرتفع بفضل توقعات ارتفاع الطلب من الصين في 2025

ارتفعت أسعار النفط قليلاً، في وقت مبكر اليوم الأربعاء، مع توقع المتعاملين بالسوق ارتفاع الطلب بالصين، العام المقبل.

الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص خلال منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ (أرشيفية - رويترز)

«أوبك»: تجديد تفويض هيثم الغيص أميناً عاماً للمنظمة لولاية ثانية

قالت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) إنها جدَّدت ولاية الأمين العام، هيثم الغيص، لمدة 3 سنوات أخرى في اجتماع افتراضي عقدته المنظمة، يوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد مضخة نفطية في حقل بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ف.ب)

تراجع طفيف للنفط... والتوتر الجيوسياسي وسياسة الصين يحدان من خسائره

تراجعت أسعار النفط قليلاً يوم الثلاثاء متمسكة بمعظم مكاسبها من الجلسة السابقة. فيما حدّ التوتر الجيوسياسي وسياسة الصين من الخسائر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص (أ.ف.ب)

هل يعاد انتخاب الغيص أميناً عاماً لـ«أوبك» غداً؟

من المقرر أن تعيد منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» انتخاب الأمين العام الحالي هيثم الغيص لفترة ثانية مدتها ثلاث سنوات.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
TT

واشنطن تُصعِّد تجارياً... رسوم جديدة على واردات الطاقة الصينية

يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)
يقوم عامل بإجراء فحص الجودة لمنتج وحدة الطاقة الشمسية في مصنع «لونجي للتكنولوجيا الخضراء» في الصين (رويترز)

تخطط إدارة بايدن لزيادة الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية، البولي سيليكون وبعض منتجات التنغستن القادمة من الصين، بهدف دعم الشركات الأميركية العاملة في قطاع الطاقة النظيفة.

ووفقاً للإشعار الصادر عن مكتب الممثل التجاري الأميركي، ستزيد الرسوم الجمركية على رقائق الطاقة الشمسية والبولي سيليكون المصنوعة في الصين إلى 50 في المائة من 25 في المائة، كما ستُفرض رسوم بنسبة 25 في المائة على بعض منتجات التنغستن، بدءاً من 1 يناير (كانون الثاني)، بعد مراجعة الممارسات التجارية الصينية بموجب المادة 301 من قانون التجارة لعام 1974، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وجاء القرار بعد فترة تعليق طويلة، حيث أشار الممثل التجاري الأميركي، في سبتمبر (أيلول)، إلى احتمال اتخاذ مثل هذه الإجراءات. وقالت كاثرين تاي، الممثلة التجارية للولايات المتحدة، في بيان: «زيادة التعريفات الجمركية هذه تهدف إلى مكافحة السياسات والممارسات الضارة التي تنتهجها جمهورية الصين الشعبية. وستكمل هذه الإجراءات الاستثمارات المحلية التي أطلقتها إدارة بايدن-هاريس لتعزيز اقتصاد الطاقة النظيفة وزيادة مرونة سلاسل التوريد الحيوية».

وفي تقرير يوم الخميس، تم ذكر أن المسؤولين الأميركيين والصينيين سيعقدون اجتماعات تجارية هذا الأسبوع، والأسبوع المقبل، قبل نهاية العام. وفي الأسبوع الماضي، شددت واشنطن القيود المفروضة على وصول الصين إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات المتقدمة، بينما ردت بكين بحظر صادرات المعادن الحيوية إلى الولايات المتحدة، مثل الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، إضافة إلى تشديد ضوابط صادرات الغرافيت.

وتهيمن الصين على سوق هذه المواد، وتعمل الولايات المتحدة على تأمين مصادر بديلة في أفريقيا وأماكن أخرى. ويعد التنغستن معدناً استراتيجياً حيوياً آخر تهيمن الصين على إنتاجه، وليست الولايات المتحدة، مما يجعل كوريا الجنوبية مورداً محتملاً. ويستخدم التنغستن في صناعات متنوعة مثل الأسلحة، وأنابيب الأشعة السينية، وخيوط المصابيح الكهربائية.

وانخفضت واردات الولايات المتحدة من المعدن من الصين إلى 10.9 مليون دولار في عام 2023 من 19.5 مليون دولار في العام السابق.

وبعد حظر بكين تصدير الغاليوم والمعادن الأخرى إلى الولايات المتحدة، يرى المحللون أن التنغستن قد يكون أحد المجالات التي قد ترد فيها الصين. وقبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب، تصاعدت التوترات التجارية، حيث كان قد تعهد بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على السلع الصينية. بينما عدَّ الرئيس جو بايدن هذا النهج خاطئاً، وأبقى على التعريفات التي فرضها ترمب خلال ولايته الأولى مع تبني استراتيجية أكثر استهدافاً.

وقد شهدت الصين زيادة كبيرة في إنتاج المركبات الكهربائية الرخيصة والألواح الشمسية والبطاريات، في وقت تسعى فيه إدارة بايدن لدعم هذه الصناعات في الولايات المتحدة. وتتهم أميركا الصين بدعم صادراتها بشكل غير لائق، ما يمنح مصنعي الألواح الشمسية وغيرها ميزة غير عادلة في الأسواق الخارجية، حيث تبيع هذه المنتجات بأسعار منخفضة بفضل الدعم الحكومي. كما تفرض الصين ضغوطاً على الشركات الأجنبية لتسليم التكنولوجيا.

وتشكل الصين أكثر من 80 في المائة من سوق الألواح الشمسية في جميع مراحل الإنتاج، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، مما يجعلها تهيمن على هذا القطاع بشكل واضح. وقد جعلت اقتصاديات الحجم الضخم في صناعة الطاقة الشمسية المنتجات الصينية أقل تكلفة، بينما قامت بتوجيه سلاسل التوريد إلى داخل الصين. وقد دعت وكالة الطاقة الدولية الدول الأخرى إلى تقييم سلاسل توريد الألواح الشمسية الخاصة بها ووضع استراتيجيات للتعامل مع أي مخاطر.

وفي بداية عام 2018، فرضت إدارة ترمب تعريفات بنسبة 30 في المائة على واردات الألواح الشمسية الصينية، وقد تقدمت بكين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الولايات المتحدة متهمة إياها بدعم مشتريات المركبات الكهربائية بشكل غير عادل.

واختتمت التحقيقات التي دفعت الممثل التجاري الأميركي إلى اتخاذ قرار بزيادة الرسوم الجمركية على الألواح الشمسية بتقرير صادر في مايو (أيار)، مما أسفر عن رفع الرسوم الجمركية على مجموعة واسعة من المنتجات، بما في ذلك المركبات الكهربائية، الحقن، الإبر، القفازات الطبية، أقنعة الوجه، أشباه الموصلات، ومنتجات الصلب والألمنيوم، وغيرها. كما تم رفع الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين إلى 100 في المائة بدلاً من 25 في المائة، في حين ارتفعت الرسوم الجمركية على بطاريات الليثيوم الصينية إلى 25 في المائة بعدما كانت 7.5 في المائة.