الوباء ينتشر بين أطفال إندونيسيا

تراجع التزام الوقاية... و«دلتا» وراء زيادة الإصابات

تلاميذ يرتدون كمامات في مدرسة بجاكرتا في أبريل الماضي (رويترز)
تلاميذ يرتدون كمامات في مدرسة بجاكرتا في أبريل الماضي (رويترز)
TT

الوباء ينتشر بين أطفال إندونيسيا

تلاميذ يرتدون كمامات في مدرسة بجاكرتا في أبريل الماضي (رويترز)
تلاميذ يرتدون كمامات في مدرسة بجاكرتا في أبريل الماضي (رويترز)

قال طبيب أطفال بارز في إندونيسيا، أمس (الأربعاء)، إن عدد الصغار الذين يصابون بفيروس كورونا ارتفع إلى ثلاثة أمثاله تقريبا منذ مايو (أيار)، وزادت الوفيات الناجمة عن «كوفيد - 19» بين أطفال هذا البلد الذي يعاني أسوأ موجة لانتشار الفيروس حتى الآن. وتشهد إندونيسيا زيادة في حالات الإصابة بالفيروس هذا الشهر، كما ذكرت وكالة رويترز، إذ سجلت مستويات قياسية جديدة في ستة أيام منذ 21 يونيو (حزيران)، منها زيادة يومية تجاوزت 21807 الأربعاء، مما يشكل ضغطا على الحكومة لتفرض تدابير أشد.
كما أظهرت بيانات صادرة عن وزارة الصحة، أمس، تسجيل 467 وفاة جديدة، مما يرفع العدد الإجمالي للوفيات إلى 58491. وسجلت إندونيسيا في المجمل مليونين و178272 إصابة بالفيروس، وهي حصيلة من بين الأعلى في آسيا.
وقال أمان بولونجان، رئيس الجمعية الإندونيسية لطب الأطفال، إن الوفيات الأسبوعية الناجمة عن كوفيد - 19 بين الصغار ارتفعت إلى 24 الأسبوع الماضي من 13 في الأسبوع السابق، وإن أعمار الكثيرين منهم تقل عن خمسة أعوام. وأضاف أمان أن الإصابات تزداد سريعا بين القصّر.
وتابع قائلا: «إنها في زيادة الآن. في منتصف مايو (أيار) كان هناك بين 2000 - 2500 حالة أسبوعيا... أما الأسبوع الماضي فسُجل أكثر من 6000 حالة».
ويعتقد أمان أن الأسباب الأكثر ترجيحا وراء ارتفاع الحالات هي التعب من اتباع إجراءات مكافحة الجائحة ونقص الوعي وليس سلالات الفيروس الأسرع انتشارا. وقال: «إنها ليست سلالة دلتا، وإنما النظام... فحوص أقل وتعقب أقل. ولا يزال الناس يعتقدون أن الأطفال لا يمكن أن يعانوا ويموتوا من كوفيد. ما زال الوعي منخفضا».
يأتي ذلك بعد يوم من تحذير الصليب الأحمر من أن إندونيسيا على شفا كارثة بسبب فيروس كورونا، وأرجع ذلك من ناحية إلى تفشي سلالة دلتا، مطالبا جاكرتا بتعزيز الاختبارت والتطعيم ضد الفيروس. وقد حذرت الرابطة الطبية في إندونيسيا هذا الأسبوع من أن النظام الصحي في جزيرة جاوة الرئيسية على شفا الانهيار، في الوقت الذي بدأت فيه كثير من المستشفيات في رفض استقبال المرضى، كما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وقال جان جيلفاند، رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر في إندونيسيا «كل يوم نرى سلالة دلتا تدفع إندونيسيا نحو كارثة».
وأضاف في بيان: «نحن في حاجة لاتخاذ إجراء سريع على المستوى الدولي، حتى يتسنى لدول مثل إندونيسيا الحصول على اللقاحات التي تحتاج إليها لمنع وقوع عشرات الآلاف من حالات الوفاة».
وحصل نحو 28.3 مليون شخص من البالغين في إندونيسيا، البالغ عدد سكانها 270 مليون نسمة، على جرعة واحدة على الأقل من لقاح فيروس كورونا. وتسعى إندونيسيا لتطعيم 181.5 مليون نسمة بحلول مطلع عام 2022.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».