يستمر أبناء تهامة في محافظة الحديدة، غرب اليمن الواقعة على ساحل البحر الأحمر، في الاحتشاد والمسيرات بشكل شبه يومي للمطالبة بطرد جماعة الحوثي المسلحة وجميع الميليشيات من تهامة، في وقت يؤكد فيه أبناء تهامة أنهم يعانون منذ دخول المسلحين الحوثيين الإقليم، وذلك بسبب عدم استقرار الوضع الأمني جراء انتشار المسلحين الحوثيين في جميع مناطق الحديدة وهم مدججون بالأسلحة، بالإضافة إلى انتشارهم، أيضا، في بعض مديريات المحافظة وفتح مكاتب لما تسمى حركة «أنصار الله».
وتستمر المسيرات السلمية التي يشارك فيها الآلاف من أبناء تهامة بصورة شبه يومية للتنديد بانقلاب ميليشيات الحوثي، معلنة تأييدها للشرعية الدستورية ممثلة في رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، وتستمر الملاحقات للناشطين وشباب الثورة ورجال الدين والحقوقيين وكيل الاتهامات لهم بتلقي الأموال من دول مجاورة لدعم الشباب ضد الحوثيين، في الوقت الذي زادت جماعة الحوثي المسلحة من ملاحقتها للناشطين المشاركين في المسيرات المطالبة بطرد الحوثيين من تهامة والقيام بإطلاق الرصاص الحي والتجول بعشرات الأطقم التابعة لهم في جميع شوارع الحديدة.
وفي حين ما زالت جماعة الحوثي المسلحة تحتجز عددا من الناشطين السياسيين والحقوقيين وشباب ثورة فبراير (شباط) ومن ضمنهم طارق سرور ووليد القاضي وحسن الحوذلي، يقول الشيخ محمد سعد الحطامي، إمام وخطيب جامع الزهراء ورئيس مؤسسة الزهراء بالحديدة والذي كان مختطفا لدى الحوثيين وتم الإفراج عنه بعد أسبوع من اختطافه، إنه «تم اختطافي من قبل الحوثيين ونقلي إلى مقرهم في مبنى نادي الضباط سابقا، ومن ثم تم نقلي واحتجازي في مقر الأمن السياسي في الحديدة وأنا معصوب العينين ولم يتم التحقيق معي من قبل ضباط الأمن السياسي ولم توجه لي أي تهمة ولا أعلم ما سبب دخولي في زنزانة الأمن السياسي (المخابرات)، وقبل اختطافي من قبل الحوثيين المسلحين قام أحد الموالين لهم بدعوتي للعشاء في أحد المطاعم وعند خروجي من المطعم جاء طاقم تستقله جماعة مسلحة وتم اختطافي، إلا أني رفضت الصعود غير أنهم طلبوا مني الصعود على الطاقم العسكري الخاص بهم».
وأضاف الشيخ الحطامي لـ«الشرق الأوسط» أن «من المواقف التي تم الحديث عنها عند احتجازي جرت بيني وبينهم مناقشات فكرية حول السنة النبوية وأنهم لا يعترفون بها إلا إذا كانت موافقة للقرآن الكريم، ومن خلال المناقشات حول بعض الجوانب من السيرة ومنها بعض أحاديث صحيح البخاري، تبين أنهم هنا لا يعملون بالسنة إلا إذا كانت كما يزعمون موافقة للقرآن الكريم وكذلك بعض القضايا ومنها الإسراء والمعراج فهم يقولون بالإسراء ولا يقولون بالمعراج»، ودعا الشيخ محمد سعد الحطامي، جميع المكونات السياسية للجلوس إلى طاولة الحوار والخروج برؤية مناسبة للقضية اليمنية.
وحول تقبل المواطنين لانتشار الميليشيات المسلحة في مدينة الحديدة والمعاناة الحقيقية التي يعانون منها بسبب وجود الحوثيين المسلحين، يقول محمد يحيى علي لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أصبح المواطن التهامي يعاني كثيراً بعد دخول الميليشيات الحوثية إلى تهامة ومدينة الحديدة بشكل خاص، وتسببوا في عدم استقرار الوضع الأمني. وما زاد التهديد الأمني في تهامة هو تحكم الحوثيين بمقاليد القيادة العسكرية وأصبح يُداهم ويهاجم المعسكرات بحماية اللجنة الأمنية في المحافظة، كما أن المعاناة الحقيقية التي نعانيها كمواطنين هو تجول الميليشيات المسلحة الحوثية في الشوارع ومعهم أسلحتهم وما يقلق السكينة في تهامة هو تبادل إطلاق النار اليومي وأصبح من الضروريات سماع تبادل لإطلاق النار بين الحوثيين وبعض المواطنين، وهناك غضب شعبي يومي يتمثل في خروج المسيرات اليومية في تهامة لطرد جماعة الحوثي المسلحة وجميع الميليشيات».
وأردف محمد قائلا: «وحدث ولا حرج في التطورات الأمنية كلها تتبع الميلشيات المسلحة وهم من يديرون الوضع الأمني في تهامة، والشارع التهامي منتفض على آخرة من وجود هذه الميليشيات المسلحة ومن تصرفاتهم الهمجية، وما يغيض الشارع التهامي، أيضا، ما يقوم به المسلحون الحوثيون من قمع للمظاهرات السلمية وإطلاق الأعيرة النارية الحية عليها، فقد أصبحنا نرى كل أنواع الأسلحة وهى تتجول أمام أعيننا، وهو ما يمكن وصفه بأنه التهديد الحقيقي للسكنية التي كانت تمتاز بها تهامة، وجميعنا كمواطنين نشعر بأننا أصبحنا محتلين من قبل الميليشيات الحوثية المسلحة، وهو ما يشعر به أيضا جميع من يسكنون تهامة».
وتعد تهامة من المناطق المسالمة والتي عادة لا ينتشر فيها السلاح، ولا يستعمله المواطنون سوى في بعض المناسبات وبنسبة قليلة جدا.
تهامة.. المدينة المسالمة ترفض لاستسلام للميليشيات
معتقل مفرج عنه: اتهمني الحوثيون بجمع المال من السعودية لدعم أبناء مأرب للقتال
تهامة.. المدينة المسالمة ترفض لاستسلام للميليشيات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة