تصاعد جرائم القتل في «الهول» شمال شرقي سوريا

«قسد» تطالب بمحاكم خاصة لـ «الدواعش»

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (أ.ف.ب)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (أ.ف.ب)
TT

تصاعد جرائم القتل في «الهول» شمال شرقي سوريا

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (أ.ف.ب)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (أ.ف.ب)

أرسل القائد العام لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي خطاباً إلى الاجتماع الوزاري الموسع للتحالف الدولي ضد «داعش» المنعقد في مدينة روما الإيطالية، دعا فيها إلى تقديم الدعم المالي لدعم برامج مكافحة التطرف وإعادة التأهيل، في وقت طالبت القيادة العامة للقوات بإنشاء محكمة دولية خاصة على الأرض السورية بالاستناد إلى ارتكاب هؤلاء العناصر جرائم إرهابية في مناطق نفوذها، بينما أوضح مسؤول كردي بارز بالإدارة الذاتية أن استجابة الدول الغربية والعربية التي لديها رعايا من عائلات عناصر التنظيم بالسجون وبمخيم الهول بطيئة وتستغرق وقتاً طويلاً.
ونشر مظلوم عبدي قائد «قسد» تغريدة على حسابه الشخصي بموقع «تويتر»، خطاباً موجه إلى اجتماع وزراء خارجية أكثر من 40 دولة عقد أمس بالعاصمة الإيطالية روما لبحث تنامي خطر تنظيم «داعش» في المنطقة، قال فيها: «لضمان تحقيق النصر المستدام؛ يجب ألا ننسى أن عشرات الآلاف من النساء والأطفال ومقاتلي (داعش) لا يزالون في مخيمات ومراكز الاحتجاز في شمال وشرق سوريا».
ورغم الخسائر الميدانية والعسكرية التي تكبدها التنظيم قبل سنوات، يتزايد نشاط خلايا التنظيم في مناطق عديدة من سوريا خصوصاً في مخيم الهول الواقع شرقي محافظة الحسكة، وناشد عبدي حكومات الدول المجتمعة في روما إلى المساعدة بإعادة هؤلاء الأشخاص إلى بلدانهم الأصلية، «وكذلك دعم برامج التعليم ومكافحة التطرف، إلى جانب دعم خطط الاستقرار والإنعاش الاقتصادي في المناطق المحررة لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف».
في السياق، طالبت القيادة العامة لقوات «قسد» في بيان نشر على موقعها الرسمي أول من أمس، بضرورة إنشاء محكمة دولية خصوصاً في مناطق سيطرتها، «حيث ارتكب هؤلاء جرائمهم لضمان محاسبة عادلة للعناصر المتورطة في الأعمال الإرهابية، وتعزيز الحماية للضحايا وإحقاق العدالة التي ستشكّل رادعاً إضافياً للعناصر المحتملة انضمامهم إلى صفوف التنظيم الإرهابي»، ونوهت إلى أن حل قضية معتقلي «داعش» في سجون القوات: «مسألة أساسية في منع إنعاش آمال التنظيم، وحرمانه من أهم الملفات التي يستند إليها في نشاطه الدعائي لتجنيد الإرهابيين، وتشجيع خلاياه على تنفيذ العمليات الإرهابية».
إلى ذلك شهد مخيم الهول شرق سوريا الجمعة الماضية جريمة مقتل لاجئة عراقية كانت تدعى كفاء فرج رديني وتبلغ من العمر 35 عاماً، وعثرت قوى الأمن الداخلي على جثتها في القطاع الأول وعليها آثار طلقات نارية بالرأس، فيما قُتل لاجئ عراقي ثانٍ بعملية مشابهة بطلقات نارية بالقطاع الثالث وارتفعت عمليات القتل منذ بداية أبريل (نيسان) الماضي إلى 14 عملية.
ويضم «مخيم الهول» أكثر من 60 ألفاً 90 في المائة منهم نساء وأطفال يشكل السوريون والعراقيون النسبة الكبرى من تعداد قاطنيه، كما يضم نحو 12 ألف طفل وامرأة من عائلات عناصر «داعش» ينحدرون من 50 جنسية غربية وعربية، غير أنهم يشكلون عبئاً كبيراً على سلطات الإدارة بحسب شيخموس أحمد رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين، ورداً على تدهور الأوضاع الأمنية في مخيم الهول، أضاف قائلاً: «استجابة الحكومات والدول التي لديها مواطنين ورعايا من عائلات عناصر (داعش) في مخيم الهول تستغرق وقتاً طويلاً».
وقد تعرضت امرأة روسية الأصل تقطن بمخيم الهول في 23 من الشهر الحالي إلى محاولة اغتيال قامت بها نساء متشددات في قسم المهاجرات، وقالت إدارة المخيم إن اللاجئة الروسية وتدعى إيلينا ألكسندر وعمرها 36 سنة وهي من عائلات مسلحي التنظيم، «لديها أربعة أطفال تعرضت للطعن والضرب من خلال أدوات حادة يعتقد أن نساء متطرفات تورطن بالعملية»، وأوضحت أن اللاجئة تعرضت لإصابة بالظهر والرأس وتم نقلها إلى إحدى النقاط الطبية لتلقي العلاج.
وبحسب إحصاءات وبيانات إدارة المخيم، تعد هذه المحاولة الثالثة من نوعها التي تطال زوجات مسلحي التنظيم بعد تنفيذ حملة أمنية واسعة في شهر مايو (أيار) الماضي، وقد تعهدت مفوضية الاتحاد الأوروبي وحكومات غربية بتنفيذ مشاريع لبناء مراكز نفسية وتأهيلية داخل المخيم، والعمل على تنفيذ 15 فرعاً ومركزاً متخصصاً بمعالجة الأمراض النفسية وإعادة الاندماج، لإخضاع مواطني الدول الأجنبية والعربية لاختبارات قبل استعادتهم من قبل بلدانهم.
غير أن المسؤول الكردي شيخموس أحمد كشف أن الإدارة الذاتية تلقت وعوداً بالفعل تتضمن تقديم مساعدات مالية ولوجيستية لقاطني مخيم الهول ومخيمات أخرى منتشرة شمال شرقي سوريا، «وعدوا بفتح مراكز لإعادة تأهيل الأطفال والنساء الموجودين في مخيم الهول لكن دون تحديد مدة زمنية».
يذكر أن منصات رقمية دعائية نشرت 22 من الشهر الحالي رسالة صوتية لأبو حمزة القرشي المتحدث باسم «داعش»، يستجدي فيها المسلحين الموالين في العراق وسوريا للإفراج عن سجناء مرتبطين بالجهاديين، وأكد أنهم سينقذونهم من الأسر ووعد بمكافأة مالية للذين يغتالون القضاة وغيرهم ممن يتواطؤون في سجن أعضاء التنظيم.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.