تفاقم معاناة النازحين على وقع «تبادل القصف» شمال غربي سوريا

فصائل موالية لأنقرة تستهدف قوات النظام جنوب إدلب

دخان يتصاعد من مدينة أريحا بعد قصف من قوات النظام شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من مدينة أريحا بعد قصف من قوات النظام شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

تفاقم معاناة النازحين على وقع «تبادل القصف» شمال غربي سوريا

دخان يتصاعد من مدينة أريحا بعد قصف من قوات النظام شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من مدينة أريحا بعد قصف من قوات النظام شمال غربي سوريا أمس (أ.ف.ب)

تبادلت قوات النظام السوري وفصائل معارضة القصف على خطوط التماس في شمال غربي البلاد، في وقت زادت فيه معاناة النازحين.
وقال نشطاء و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المدفعية التركية وفصائل غرفة عمليات «الفتح المبين» استهدفت مواقع لقوات النظام في كل من معصران وجبالا والملاجة ومعسكر الزيتونة وحرش كفرنبل ومعرة حرمة بريف إدلب الجنوبي، ومعسكر جورين والحاكورة والمنارة بسهل الغاب شمال غربي حماة، وسط معلومات عن خسائر بشرية ومادية، كما قصفت قوات النظام مناطق في كنصفرة والبارة وأريحا بريف إدلب الجنوبي، وخربة الناقوس بسهل الغاب شمال غربي حماة.
ورصد «المرصد» قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام على مناطق في الرويحة والبارة ضمن القطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، وطال القصف على البارة منطقة النقطة التركية في القرية هناك، كما استهدفت قوات النظام بالرشاشات الثقيلة محاور في سهل الغاب شمال غربي حماة.
في غضون ذلك، تتزايد معاناة النازحين في المخيمات العشوائية شمال غربي سوريا مع موجة حر شديدة ضربت البلاد، تجاوزت درجات الحرارة فيها أربعين درجة مئوية، وسط ظروف معيشية صعبة لقاطني تلك المخيمات، وضعف كبير في استجابة المنظمات الإنسانية لاحتياجاتهم، ويتخوف الأهالي على صحة الأطفال والمرضى والمسنين مع غياب الخدمات الأساسية.
وقال شعلان بكور، وهو مدير مخيم العزة في كفرلوسين الحدودية مع تركيا، لـ«الشرق الأوسط»، إن أكثر من 300 عائلة في المخيم تعاني منذ يومين، من موجة حر شديدة، حيث تصل درجات الحرارة في ساعات الظهيرة إلى 40 درجة مئوية، ما يدفع الأهالي إلى رش كميات قليلة من المياه داخل الخيام، وتبليل الملابس بالمياه، للتخفيف من درجات الحرارة التي ترتفع أيضاً بسبب أسقف الخيام البلاستيكية، وتتحول الخيمة بذلك إلى أشبه بفرن.
ويضيف، أن ضعف دور وعمل المنظمات الإنسانية والتنموية وعدم توفيرها للمياه بكميات مناسبة لمثل هذه الحالة وانعدام الكهرباء، يضاعفان من معاناة الأهالي داخل المخيم، لا سيما وأن ارتفاع أسعار البطاريات وألواح الطاقة الشمسية حرم عددا كبيرا من نازحي المخيم من امتلاك وسائل التبريد البسيطة كالمراوح، حيث يبدأ سعر البطارية من النوع الجيد 50 دولارا، وكذلك أسعار المراوح.
من جهته، قال جهاد السيد مسؤول في فريق «منسقو الاستجابة»: «هناك ما يقارب المليون ونصف المليون نازح من مناطق مختلفة في سوريا، يعيشون في 1300 مخيم تقريباً»، تتوزع في عموم مناطق إدلب شمال غربي سوريا وبالقرب من الحدود التركية، وإنهم يعانون خلال الآونة من موجة حر شديدة ضربت البلاد بشكل مفاجئ.
لافتاً إلى أنه «بدأ تسجيل إصابات بين الأطفال وتحديداً الرضع منهم بحالات إسهال والتهاب الأمعاء نتيجة تعرضهم للحر الشديد»، فضلاً عن إصابة كبار السن والمرضى بحالات إغماء، هذا غير أن ارتفاع درجات الحرارة يحول الخيمة إلى كتلة ملتهبة سريعة الاشتعال «كما جرى في مخيم حربنوش ومخيم كللي وتعرض 7 مواطنين بينهم 3 أطفال لإصابات بحروق شديدة»، محذراً من تفاقم الوضع وحدوث كارثة إنسانية، في ظل تراجع حجم المساعدات الإنسانية والأدوية من قبل المنظمات المحلية والدولية.
وقال مسؤول مخيم الجب الكبير في منطقة تل عادة شمال إدلب: «مع بدء ارتفاع درجات الحرارة منذ يومين، بدأت العقارب والأفاعي في اقتحام الخيام هرباً أيضاً من لهيب الشمس والصخور»، وتعرضت امرأة للدغة عقرب وهي الآن في حالة غيبوبة نتيجة اللدغة، الأمر الذي يفاقم معاناة النازحين ويزيد من أوضاعهم الإنسانية الصعبة ضمن المخيمات.
في سياق منفصل أفاد ناشطون بأن الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا أطلق صباح الإثنين حملة عسكرية قوامها 1000 مقاتل، لملاحقة المطلوبين للقضاء بتهم وجرائم مختلفة، وآخرين متورطين بعمليات سلب وعنف، وأشخاص متورطين بأعمال إرهابية «تفجير عبوات ناسفة».
وقال العميد محمد حمادة، وهو مستشار في الجيش الوطني، إن ترتيب الوضع الأمني واستتباب الأمن ضمن مناطق درع الفرات وغصن الزيتون، «في إشارة إلى مناطق خاضعة لسيطرة النفوذ التركي وفصائل سورية موالية لتركيا شمال سوريا»، يتطلب القيام بحملة واسعة، للقبض على المتورطين بعمليات سطو وسرقة وسلب، فضلاً عن ملاحقة المتورطين بعمليات التفجير التي تشهدها تلك المناطق وتقديمهم للقضاء بعد التحقيق معهم، لنيل جزائهم العادل، لافتاً، إلى أنه تم اعتقال حوالي 30 مطلوبا للقضاء حتى الآن في مناطق جرابلس شمال حلب، مع الإعلان عن حظر تجول للمدنيين بغية الحفاظ على سلامتهم أثناء عمليات الدهم لمنازل المطلوبين.



«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
TT

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)
مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاعين التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

وفي المجال التعليمي، وقع «مركز الملك سلمان»، أمس (الثلاثاء)، اتفاقية تعاون مشترك مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني؛ لتنفيذ المرحلة الثالثة من «مشروع العودة إلى المدارس» في مديرية المخا بمحافظة تعز ومنطقة ثمود بمحافظة حضرموت، وفي محافظات شبوة وأبين ولحج، التي يستفيد منها 6 آلاف فرد.

وجرى توقيع الاتفاق على هامش «المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة» في مدينة الرياض، حيث وقع الاتفاقية مساعد المشرف العام على مركز العمليات والبرامج، المهندس أحمد بن علي البيز.

وسيجري بموجب الاتفاقية توفير 60 فصلاً من الفصول البديلة المجهزة بالكامل، وتجهيز وتأثيث 10 مدارس؛ لتوفير بيئة تعليمية ملائمة للطلاب والطالبات، بالإضافة إلى توفير 6 آلاف زي مدرسي وحقيبة تحتوي على المستلزمات المدرسية، فضلاً عن إيجاد فرص عمل للأسر من ذوي الدخل المحدود (المستفيدة من مشاريع التدريب والتمكين السابقة) من خلال تجهيز الحقائب والزي المدرسي المحلي الصنع.

ويأتي ذلك في إطار الجهود الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنسانية مركز الملك سلمان للإغاثة؛ بهدف تعزيز العملية التعليمية الآمنة وانتظامها، ومواجهة تسرب الطلاب من المدارس بالمناطق المستهدفة.

وفي القطاع الصحي، السياق وقع «مركز الملك سلمان» اتفاقية مع الجمعية الدولية لرعايا ضحايا الحروب والكوارث، لتشغيل مركز الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل في محافظة مأرب.

وسيجري بموجب الاتفاقية تقديم خدمات التأهيل الجسدي لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى متابعتهم والاستفادة منهم في خدمة المجتمع، والتشخيص وتحديد الخطة العلاجية لكل مريض على حدة، وتركيب الأطراف الصناعية بأنواعها.

ومن شأن الاتفاقية أن توفر خدمة إعادة التأهيل الوظيفي للأطراف الصناعية ومتابعتهم المستمرة، فضلاً عن رفع قدرات الكادر الطبي والفني مهنياً وعلمياً وتهيئته للتعامل مع الحالات النوعية، إضافة إلى الحد من هجرة الكوادر الطبية والفنية المتخصصة، ومن المقرر أن يستفيد منها 7174 فردًا.

من جهة أخرى، وقعت «منظمة الصحة العالمية» اتفاقية بقيمة 3.4 مليون يورو مع الحكومة الألمانية للحفاظ على خدمات الصحة والتغذية المنقذة للحياة في اليمن.

وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، الأربعاء، إن «هذه المبادرة تأتي في وقت يواجه اليمن فيه حالة طوارئ ممتدة من الدرجة الثالثة، وهي أعلى مستوى للطوارئ الصحية للمنظمة».

وأضافت أن «اليمن يواجه تفشي للأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات بما في ذلك فيروس شلل الأطفال، والإسهال المائي الحاد، والكوليرا، والحصبة، والدفتيريا، والملاريا، وحمى الضنك».

وأشارت إلى أنه تم الإبلاغ عن 33 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة منذ بداية العام الحالي، مع 280 حالة وفاة بسبب هذا المرض، فيما تم الإبلاغ عن 204 الآف حالة مشتبه في إصابتها بالكوليرا و 710 حالات وفاة، في الفترة التي بدأ فيها تفشي المرض في مارس (آذار) وحتى نهاية سبتمبر (أيلول) الماضيين.

وذكرت المنظمة أنه بحلول نهاية العام الحالي، من المتوقع أن تعاني أكثر من 223 ألف امرأة حامل ومرضع وأكثر من 600 ألف طفل من سوء التغذية.

وقالت: «من بين هؤلاء الأطفال، من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 120 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم، بزيادة قدرها 34 في المائة على العام السابق».