لجنة التحقيق في وفاة معارض تقدم تقريرها اليوم

أشتية يحذر من «الأجندات السياسية»

وقفة لصحافيين خارج مقر الأمم المتحدة برام الله يطلبون حمايتهم أثناء تغطية الاحتجاجات (أ.ف.ب)
وقفة لصحافيين خارج مقر الأمم المتحدة برام الله يطلبون حمايتهم أثناء تغطية الاحتجاجات (أ.ف.ب)
TT

لجنة التحقيق في وفاة معارض تقدم تقريرها اليوم

وقفة لصحافيين خارج مقر الأمم المتحدة برام الله يطلبون حمايتهم أثناء تغطية الاحتجاجات (أ.ف.ب)
وقفة لصحافيين خارج مقر الأمم المتحدة برام الله يطلبون حمايتهم أثناء تغطية الاحتجاجات (أ.ف.ب)

طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الفلسطينيين بالتحلي بروح المسؤولية العالية، وألا يتم حرف الأمور لصالح أجندات سياسية وحملات التشهير المأجورة، «وإبقاء جهدنا الوطني منصباً في مواجهة الاحتلال وأدواته الاستعمارية في القدس وفلسطين عامة»، في وقت أعلن فيه د. محمد الشلالدة وزير العدل رئيس لجنة التحقيق في ظروف مقتل المعارض نزار بنات، أنه سيقوم بتقديم التوصيات والتقرير النهائي حول ظروف وفاته للرئيس عباس، اليوم (الثلاثاء).
وافتتح أشتية مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية، أمس، بقوله: «باسم مجلس الوزراء نتقدم من عائلة المرحوم نزار بنات بالعزاء ونشاطرها مشاعر الحزن والمواساة بوفاته»، مؤكداً أن لجنة التحقيق التي شكلت في وفاة بنات، تقوم بعملها بكل مهنية وشفافية من أجل تبيان الحقيقة، ووضع الأمور في نصابها ضمن إطار القانون الفلسطيني، «وأنه ستتم إحالة كل من تثبت علاقته بهذا الأمر إلى الجهات القضائية المختصة بما يعطي لكل ذي حق حقه، مطالباً اللجنة بإنجاز تقريرها خلال اليومين المقبلين».
كما شدد على احترام حق المواطنين بالتعبير عن آرائهم وفق الأصول الديمقراطية، التي هي جزء من ثقافة شعبنا، داعياً لاحترام استقلال القضاء وقراراته، واحترام حرية الصحافة والإعلام وعمل الصحافيين بحرية وفق القواعد والأصول المهنية. كما أكد على «محاسبة من يتجاوز القانون بما يعرض حياة الناس للخطر»، مشيداً «بالمؤسسة الأمنية ذات العقيدة الوطنية التي ستبقى الستار الواقي لمشروعنا الوطني، وعلينا جميعاً حمايتها وحماية هذا المشروع».
حديث أشتية جاء في وقت تشهد في الأراضي الفلسطينية أعنف مواجهات بين أجهزة الأمن ومتظاهرين خرجوا للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، محتجين على قتل المعارض البارز أثناء اعتقاله من قبل قوات أمنية فلسطينية من منزله يوم الخميس الماضي. وأظهرت نتائج التشريح الأولية، أن بنات توفي نتيجة الضرب، وهو الأمر الذي قاد إلى مظاهرات كبيرة سرعان ما اصطدمت بالأجهزة الأمنية ومتظاهرين مناصرين لعباس.
وأعلن وزير العدل رئيس لجنة التحقيق في ظروف مقتل بنات الدكتور محمد الشلالدة، أنه سيقوم بتقديم التوصيات والتقرير النهائي حول ظروف وفاته للرئيس عباس اليوم (الثلاثاء). وقال الشلالدة لصوت فلسطين: «إنه سيتم تقديم تقرير نهائي للرئيس، يتضمن توصيات من أجل أخذ المقتضى القانوني بحق المسؤولين عن وفاة المرحوم نزار بنات»، مشدداً على أن اللجنة تعمل بشكل شفاف وحيادي وعلى أسس قانونية ومهنية.
وعملت اللجنة منذ وفاة بنات على الرغم من انسحاب الطبيب حازم الأشهب ممثل عائلة بنات، منها، إلى جانب اعتذار عمار دويك مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان ونقابة المحامين، عن المشاركة فيها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.