الدبيبة يطالب المغرب بدعم جهود المصالحة

التقى رئيس الحكومة ورئيسي مجلسي النواب والمستشارين

TT

الدبيبة يطالب المغرب بدعم جهود المصالحة

دعا رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة المغرب إلى دعم جهوده لإرساء مصالحة وطنية في بلاده، خلال زيارته للرباط التي تضمنت لقاءات مع نظيره المغربي سعد الدين العثماني ورئيسي مجلسي البرلمان الحبيب المالكي وعبد الحكيم بن شماس.
وقال الدبيبة، خلال اللقاء مع المالكي، أمس، إن بلاده ترغب في مواصلة المغرب دعمه لتحقيق الاستقرار في محطة الانتخابات المقررة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، خصوصاً أن ليبيا استطاعت «توحيد 80 في المائة من المؤسسات المنقسمة».
وأشاد بالجهود المغربية لحل الأزمة الليبية، قائلاً: «نشكر جلالة الملك محمد السادس ونشكر المملكة المغربية. لقد أخرجتم المنطقة من أزمات عدة، وأديتم عملاً عظيماً لفائدة الشعب الليبي، وأرسيتم دعائم الحوار الليبي - الليبي الذي انطلق في مدينة الصخيرات بالمغرب».
وشدد على «أهمية مواصلة المغرب دعمه للمصالحة الوطنية الليبية»، مشيراً إلى أن «المغرب بلد محايد، وهو مؤهل للمصالحة الوطنية ومحور وسند لها... واحتضن أصعب النقاشات السياسية بين الأطراف الليبية». وأكد أن ليبيا ترغب في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع المغرب الذي تحتاج «خبراته وشركاته».
وقال الدبيبة إنه جرى اتفاق مع المغرب لعقد «منتدى اقتصادي مغربي - ليبي في أقرب وقت»، مشيراً إلى أنه سيشكل «مناسبة للتعريف بفرص الاستثمار في البلدين وتمكين رجال الأعمال من عقد شراكات اقتصادية وتجارية».
وأشار رئيس مجلس النواب المغربي إلى وقوف بلاده مع الشعب الليبي. وقال إن لدى المغرب «إرادة سياسية قوية لإعادة بناء ليبيا ودعم الحوار الليبي - الليبي».
بدوره، قال رئيس الحكومة المغربية خلال استقباله نظيره الليبي، أمس، إن «المغرب يتطلع لنجاح الانتخابات المقبلة في ليبيا»، مؤكداً «التزام المملكة المتواصل بالمساندة الإيجابية لأي حل تتفق عليه المكونات ويرتضيه الشعب، في إطار من سيادة القرار الليبي». ورحب بزيارة الوفد الليبي، قائلاً إنها «تشكل فرصة للدفع بالعلاقات الثنائية وبالتعاون بين البلدين على جميع المستويات».
وجاء في بيان لرئاسة الحكومة المغربية أن الجانبين ينوهان «بقوة ومتانة علاقات الصداقة العريقة التي تجمع بين البلدين وبين الشعبين، وأكدا رغبة الحكومتين للدفع بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، والعمل على توفير الظروف الملائمة لتعزيز المبادلات التجارية المغربية - الليبية وتوسيع آفاقها، وعبرا عن تطلعهما لعقد اللجنة العليا المشتركة المغربية - الليبية في الفترة المقبلة».
وعبر رئيس مجلس المستشارين المغربي عن أمله «في تحقيق إرادة وتطلعات الشعب الليبي في تنظيم الانتخابات قبل نهاية السنة الحالية، تؤسس لسلطة تنفيذية قوية وموحدة وتنهي المرحلة الانتقالية وتضمن أمناً واستقراراً دائمين لليبيا بما يعيد لها عافيتها ومكانتها المستحقة في جوارها العربي ومحيطها الإقليمي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.