أبحاث وتقنيات ثورية تقودها «كاوست» لرسم مستقبل وقود النقل

مركز الاحتراق النظيف في «كاوست» يعمل على  تطوير تقنيات للاحتراق النظيف والفعال
مركز الاحتراق النظيف في «كاوست» يعمل على تطوير تقنيات للاحتراق النظيف والفعال
TT

أبحاث وتقنيات ثورية تقودها «كاوست» لرسم مستقبل وقود النقل

مركز الاحتراق النظيف في «كاوست» يعمل على  تطوير تقنيات للاحتراق النظيف والفعال
مركز الاحتراق النظيف في «كاوست» يعمل على تطوير تقنيات للاحتراق النظيف والفعال

يتوقع في العقود المقبلة أن تحتفظ الهيدروكربونات والتقنيات التي تعتمد عليها، مثل محركات الاحتراق، بدور مهم في نظام الطاقة الدولي، إذ سيكون استخدامها ضرورياً في سيناريوهات مسارات انبعاثات متعددة. والسيناريو الذي يتوقع تحولات أبطأ نحو الصفر الصافي للانبعاثات، والسيناريو الذي يتوقع اعتماداً قوياً على مشروع احتجاز الكربون وتخزينه، يرجّحان أن تظل الهيدروكربونات مصدراً للطاقة طوال القرن الحادي والعشرين. أما السيناريو الذي يتوقع انتقالاً أسرع، فهو يقرّ بالاستخدام المستمر الكبير للهيدروكربونات في عقود ما قبل سنة 2050. بوصفها النقطة التي يجب أن يصل فيها الاقتصاد العالمي إلى صافي انبعاث صفري.
وفي ظل جميع السيناريوهات، ستكون الابتكارات التي تزيد من كفاءة تقنيات الاحتراق ضرورية لتقليل تأثيرها على البيئة.

تعد التحديات الناشئة عن احتراق الوقود الأحفوري، مثل ظاهرة الاحترار العالمي والحد من تغير المناخ، ضمن الاهتمامات الرئيسية لمركز أبحاث الاحتراق النظيف في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست). ويهدف المركز إلى تطوير تقنيات مبتكرة للاحتراق النظيف والفعال وتوفير حلول للطاقة المستدامة التي من شأنها أن تفيد المملكة العربية السعودية وبقية دول العالم.
كفاءة الوقود
يعمل الباحثون في المركز على جعل الوقود والاحتراق أكثر كفاءة ونظافة واقتصاداً، فعلى سبيل المثال، نشر رفيق باباييف، طالب الدكتوراه في الجامعة، وباحثون آخرون من المركز مقالاً في يناير (كانون الثاني) 2019 يوضح بالتفصيل طريقة جديدة تسمى «الاحتراق متساوي الضغط»، تتيح لمحركات الاحتراق الداخلي تحقيق كفاءة أعلى وانبعاثات أقل في الوقت نفسه. والدراسة هي جزء من تعاون بين مركز الاحتراق النظيف و«شاحنات شركة فولفو» يسعى إلى تطوير مفهوم تقسيم دورة عمل المحرك.
وأظهرت دراسة باباييف أن بمقدور الاحتراق متساوي الضغط أن يحسّن الكفاءة الحرارية للمحرك، عبر تقليل وتَبَدّد نقل الحرارة بنسبة 20 في المائة، بالتزامن مع خفض انبعاثات أكاسيد النيتروجين إلى النصف. ومن المتوقع أن يؤدي الاحتراق متساوي الضغط إلى تمكين المحركات ذات الدورة المنقسمة من تحقيق كفاءة طاقة بنسبة 60 في المائة، ما يعزز كثيراً كفاءة المحركات القياسية في الشاحنات، البالغة الآن 45 في المائة.
مجموعات بحث
جدير بالذكر أن مركز أبحاث الاحتراق النظيف في «كاوست» يضم أيضاً 3 مجموعات رئيسية؛ المجموعة الأولى تركز أساساً على الدراسات الحاسوبية والنمذجة في أفضل المقاييس الزمنية والمكانية، وعمل القياسات التقريبية للأجهزة الحقيقية، والمجموعة الثانية تعمل على تطوير نماذج وآليات الحركية الكيميائية، وتوصيف خطوات التفاعلات المعقدة جداً مثل إجراء مئات من تفاعلات الاحتراق لتحويل الوقود الأحفوري إلى ماء وثاني أكسيد الكربون، أما المجموعة الثالثة فتقوم بالقياسات التجريبية للكميات الفيزيائية مثل درجة الحرارة والسرعة، واختبار النماذج والآليات في اللهب، كما هو الحال في محركات الاحتراق الداخلي.
وتهدف معظم أبحاث الاحتراق التي تجرى في مركز أبحاث الاحتراق النظيف إلى الوصول لاستخدام أمثل للطاقة من الوقود، عبر ابتكار طرق فعالة لاستغلال زيوت الوقود الثقيلة والتخلص من الرواسب النفطية التي يصعب إحراقها، وبالتالي إنتاج وقود سهل الحرق، لا يستهلك مواد كثيرة ومنخفض التكلفة. وبالإضافة إلى محركات وسائل النقل، يستخدم الوقود أيضاً في محطات توليد الكهرباء.


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة
TT

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

دراسة أسترالية: ارتفاع درجات الحرارة يتباطأ داخل المدن الكبرى الملوثة

إن مسألة ما إذا كان الانحباس الحراري العالمي يتسارع، هي مسألة مثيرة للجدال بشدة بين علماء المناخ، ففي حين زعم ​​البعض أن معدل الانحباس الحراري الحالي -الذي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق في العام الماضي- يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة انبعاثات الوقود الأحفوري وبالتالي يتماشى مع نماذج المناخ الحالية؛ يُحذر آخرون من أن الأرض أضحت أكثر حساسية لتأثيرات الوقود الأحفوري مما كان يُعتقد سابقاً، وأن البشرية تتجه نحو نقاط تَحوّل لا يمكن العودة منها.

وتيرة ارتفاع الحرارة أقل داخل مومباي والقاهرة

في دراسة حديثة، زادت مجموعة من الباحثين من جامعة ملبورن تعقيد هذا النقاش من خلال تحليل معدلات الانحباس الحراري في جميع أنحاء العالم والأسباب المحتملة للاختلافات الإقليمية.

النتيجة الرئيسية التي توصلوا إليها: تزداد حرارة الكرة الأرضية بمعدل أسرع، لكن هذا التسارع يحدث بشكل غير متساوٍ. ولكن من المثير للدهشة أن المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مع التركيزات الكبيرة من الفقر -المدن الكبرى مثل القاهرة ومومباي-ـ ترتفع درجة حرارتها ببطء أكثر من المراكز الحضرية في أوروبا وأميركا الشمالية.

دقائق الهباء الجوي تعكس أشعة الشمس

لماذا؟ وجد الباحثون أن الكمية الكبيرة من دقائق الهباء الجوي في الهواء في المدن شديدة التلوث تعكس ضوء الشمس إلى الفضاء، وعلى الأقل في الأمد القريب، يمكن أن يكون لها تأثير تبريدي صافٍ على السكان.

وأشادت إديث دي جوزمان، المتخصصة في سياسة التكيف في مركز لوسكين للابتكار بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، بالباحثين، على عملهم.

وأكد مؤلفو الورقة البحثية أن النتيجة لا ينبغي أن تؤخذ على أنها علامة جيدة. فمن ناحية، من المرجح أن تكون مؤقتة فقط. وثانياً، تأتي الحماية، كما هي، فقط من الملوثات الضارة. ووافقت دي جوزمان على هذا الاستنتاج، قائلةً إن الاحترار المتسارع يعني أن «السكان الذين هم بالفعل عُرضة بشكل صارخ لمجموعة متنوعة من الظلم البيئي والمناخي سوف يكونون أكثر عرضة للخطر».

التخلص من التلوث الجوي يزيد الحرارة

ومع تطور البلدان اقتصادياً، تميل حكوماتها إلى تبني سياسات لتنقية البيئة من التلوث، ولكن مع صفاء الهواء، سوف تتعرض الفئات السكانية الضعيفة لخطر التعرض للحرارة الشديدة. وقد قدم كريستوفر شوالم، مدير برنامج المخاطر في مركز «وودويل لأبحاث المناخ»، مثال الصين، حيث بدأت الحكومة في تجهيز محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بتقنيات الحد من الانبعاثات مثل أجهزة التنظيف، لمنع السخام من التسرب من المنشأة. وقال إن مثل هذه التدابير جيدة لجودة الهواء، لكنها ستسمح بتسرب مزيد من الحرارة من الشمس.

الفقر يزيد تأثيرات ارتفاع الحرارة

وسوف يكون الأكثر تضرراً هم أولئك الذين لا يستطيعون الوصول إلى مكيفات الهواء والمناطق المظللة. وأضاف شوالم: «كلما كنت أكثر فقراً، ارتفعت درجة الحرارة، حيث تكون الحرارة استعارة لجميع أشكال اضطراب المناخ».

وأوضح شوالم أن المجتمع العلمي لديه نحو ثلاثين نموذجاً مناخياً متطوراً للغاية يُنظر إليه بشكل جماعي على أنه «لجنة من الخبراء» حول مسار الانحباس الحراري العالمي. يعتقد أن دراسة الاحترار المتسارع مفيدة لأنها يمكن أن تساعد البلدان على التخطيط لتدابير التكيف مع المناخ وفهم مدى واقعية أهداف سياسة المناخ الحالية -أو عدمها.

تغيرات مناخية مؤثرة

في العام الماضي، لم يحقق العالم أهداف الانبعاثات من اتفاقية باريس لعام 2015، وهو في طريقه لفعل نفس الشيء هذا العام. أصبح العلماء أكثر صراحةً بشأن ما تسمى وفاة التزام اتفاقية باريس بالحفاظ على العالم دون زيادة في درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت)، في محاولات لإجبار صناع السياسات على التعامل مع حتمية موجات الحر المتفاقمة والأحداث الجوية المتطرفة القادمة.

يقدم مؤلفو ورقة ملبورن رؤى مطلوبة بشدة حول شكل المستقبل وكيف يجب على الدول الاستعداد: «يجب أن تشجع نتائجهم «استراتيجيات التكيف مع المناخ المستهدفة» الموجهة إلى أفقر المجتمعات الحضرية في جميع أنحاء العالم.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».