تنتشر متغيرات فيروس «كورونا» المستجد الجديدة بسرعة، وهناك مخاوف من أن لقاحات (كوفيد - 19) الحالية لن تحمي منها، إذ كشفت أحدث الدراسات الهيكلية لبروتين «سبايك» الخاص بتلك المتغيرات، عن خصائص جديدة في هذا البروتين بمتغير «ألفا» البريطاني و«بيتا» الجنوب أفريقي، وكانت اللقاحات الحالية أقل فاعلية ضد متغير «بيتا».
وبروتينات سبايك، الموجودة على سطح الفيروس، هي التي تمكن الفيروس من الارتباط بخلايانا والدخول إليها، ويتم توجيه جميع اللقاحات الحالية ضدها، واستخدمت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة «ساينس» في 24 يونيو (حزيران)، المجهر الإلكتروني المبرد (cryo - EM) لمقارنة بروتين سبايك من الفيروس الأصلي مع متغيرات ألفا وبيتا.
وتشير النتائج الهيكلية إلى أن الطفرات في متغير «بيتا»، المعروف أيضاً باسم (B.1.351) تغير شكل سطح بروتين سبايك في مواقع معينة، ونتيجة لذلك، فإن الأجسام المضادة التي تُحدِثها اللقاحات الحالية تكون أقل قدرة على الارتباط بفيروس بيتا، ما قد يسمح لها بالتهرب من جهاز المناعة حتى عندما يتم تطعيم الأشخاص.
يقول بنج تشن من مستشفى بوسطن للأطفال في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمستشفى يوم 25 يونيو: «إن الطفرات تجعل الأجسام المضادة التي يحفزها اللقاح الحالي أقل فاعلية، ومتغير بيتا مقاوم إلى حد ما للقاحات الحالية، ونعتقد أن اللقاح المعزز بالتسلسل الجيني الجديد يمكن أن يكون مفيداً للحماية من هذا البديل». ومع ذلك، وجدت الدراسة أيضاً أن الطفرات في متغير «بيتا» تجعله أقل فاعلية في الارتباط بمستقبلات (ACE2) بالخلايا البشرية، ما يشير إلى أن هذا المتغير أقل قابلية للانتقال من متغير «(ألفا)». وبالنسبة لمتغير ألفا (B.1.1.7)، فقد أكدت الدراسة أن التغيير الجيني في بروتين سبايك - بديل واحد للحمض الأميني - يساعد الفيروس على الارتباط بشكل أفضل بمستقبلات (ACE2)، ما يجعله أكثر عدوى، ومع ذلك، يشير الاختبار إلى أن الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الحالية لا تزال قادرة على تحييد هذا المتغير.
يقول الباحثون، ليكون تهديداً متزايداً، سيحتاج متغير «كورونا» المستجد إلى القيام بثلاثة أشياء: الانتشار بسهولة أكبر، وتجنب الجهاز المناعي لدى الأشخاص الذين تم تلقيحهم أو أولئك الذين تعرضوا سابقاً لـ(كوفيد - 19)، والتسبب في مرض أكثر خطورة، لحسن الحظ، لا تستوفي متغيرات «ألفا» و«بيتا» كل هذه المعايير. ويضيف «تشير بياناتنا إلى أن المجموعة الأكثر إشكالية لمثل هذه الطفرات ليست موجودة بعد في المتغيرات الحالية التي تم فحصها هنا». ويخطط فريق تشن أيضاً للإبلاغ عن هياكل المتغيرات الأخرى المثيرة للقلق، بما في ذلك متغير دلتا (B.1.617.2)، في المستقبل القريب. ولا تزال هذه التحقيقات جارية.
تحولات في بروتين «كورونا» تضعف اللقاح ضد «بيتا»
تحولات في بروتين «كورونا» تضعف اللقاح ضد «بيتا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة