الفصائل في غزة تحذر من انفجار بدون حلول للمشكلات

طفلة تطل من فتحة لوحة أعدها أطفال فلسطينيون في غزة (أ.ف.ب)
طفلة تطل من فتحة لوحة أعدها أطفال فلسطينيون في غزة (أ.ف.ب)
TT

الفصائل في غزة تحذر من انفجار بدون حلول للمشكلات

طفلة تطل من فتحة لوحة أعدها أطفال فلسطينيون في غزة (أ.ف.ب)
طفلة تطل من فتحة لوحة أعدها أطفال فلسطينيون في غزة (أ.ف.ب)

دعت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، المؤسسات الدولية والإنسانية للوقوف أمام مسؤولياتها لرفع الحصار عن غزة.
وحذرت القوى الوطنية والإسلامية في مؤتمر صحافي، أمس، عقدته بمدينة غزة، الجميع: «إما رفع الحصار عن القطاع أو الانفجار». وقال ناطق باسم الفصائل، «إن غزة كانت دائماً في المقدمة مدافعة عن حقوق الشعب الفلسطيني، لذا يجب كسر الحصار عن أهلها بكافة أشكاله». وتابع أن «أهل غزة بحاجة لحلول جذرية للمشاكل التي يواجهونها»، وطالب المتحدث باسم الفصائل بتشكيل لجنة وطنية عليا مهمتها الإشراف على إعادة إعمار غزة.
والتهديدات من غزة ليست جديدة لكنها تأكيد على أن المباحثات حول التهدئة تصطدم بعقبات كثيرة، بسبب أن إسرائيل تربط أي تقدم في الملفات باستعادة جنودها ومواطنيها من غزة. وتقول «حماس» إن الملفات غير مترابطة، وإنه يمكن إنجاز صفقة تبادل بدون أي ارتباط بملف التهدئة ووقف النار وإعمار القطاع، وأنه يجب التقدم في هذه الملفات، وإلا فإن المواجهة ستعود.
ويضع الجمود مزيداً من الضغط على الغزيين. وحذر رئيس اتحاد العمال في قطاع غزة، سامي العمصي، من أن استمرار إغلاق المعابر الإسرائيلية مع قطاع غزة سيؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة، تقود لتعطل عشرات المصانع وتسريح آلاف العمال عن أعمالهم.
وقال العمصي في تصريح صحافي، «إن إغلاق المعابر لليوم السادس والأربعين على التوالي، منع دخول المواد الخام اللازمة للصناعة، الأمر الذي اضطر مئات المصانع للعمل بصورة جزئية غير منتظمة، وهو ما أثر على دخل آلاف العمال، وفاقم أوضاع عائلاتهم». وأضاف: «إن الإغلاق أدى لنفاد الكثير من الأصناف ومواد الخام من المصانع، وهو ما يؤدي إلى نفاد كميات كبيرة من البضائع الأساسية التي يحتاجها المواطنون، ويخلق أزمة إنسانية كارثية إن لم يتم الضغط على الاحتلال ويقوم بفتح المعابر».
وأشار المسؤول العمالي إلى وجود 2000 مصنع في قطاع غزة منها 500 مصنع أغلقت بسبب الحصار والحروب الإسرائيلية، وباتت تشغل حالياً نحو 21 ألف عامل، مشدداً على أن إغلاق المعابر يؤدي إلى تعطل وتضرر قطاعات حيوية كقطاع الإنشاءات والصناعات المعدنية والغزل والنسيج والمطابع والأخشاب والزراعة والصيد البحري، والنقل العام، التي تشغل في مجموعها نحو 100 ألف عامل.
واستنكر العمصي «الشروط التعجيزية التي فرضها الاحتلال على المزارعين للموافقة على تصدير بعض المنتجات الزراعية، التي أدت لتكبد قطاع الزراعة خسائر تبلغ 16 مليون دولار». وأكد «أن هذه السياسة الإسرائيلية متعمدة تهدف إلى توجيه ضربة قاضية للاقتصاد الفلسطيني، تفاقمت معها المعاناة الإنسانية للناس»، مطالباً المجتمع الدولي ومنظمات العمل العربية والدولية والأمم المتحدة بالضغط على الاحتلال قبل انهيار الاقتصاد في قطاع غزة. ولفت إلى أن قطاع العمال والاقتصاد بشكل عام يعاني من شلل كبير قبل العدوان الأخير على غزة، بفعل أزمة فيروس كورونا، والقيود التي يفرضها الاحتلال، في ظل ارتفاع نسبة البطالة إلى 55 في المائة، ووصول أعداد المتعطلين عن العمل إلى ربع مليون عامل.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.