العثور على وثائق سرية لوزارة الدفاع البريطانية في محطة للحافلات

المدمرة البريطانية «إتش إم إس ديفندر» (أ.ب)
المدمرة البريطانية «إتش إم إس ديفندر» (أ.ب)
TT

العثور على وثائق سرية لوزارة الدفاع البريطانية في محطة للحافلات

المدمرة البريطانية «إتش إم إس ديفندر» (أ.ب)
المدمرة البريطانية «إتش إم إس ديفندر» (أ.ب)

عُثر على وثائق سرية لوزارة الدفاع البريطانية تحتوي على تفاصيل حول مدمرات الدفاع الجوي والجيش البريطاني في محطة للحافلات في منطقة «كنت» جنوب شرقي إنجلترا.
وتحتوي بعض الوثائق على توقعات الجيش البريطاني من رد فعل الحكومية الروسية المحتمل على مرور السفينة الحربية البريطانية عبر المياه الأوكرانية قبالة ساحل شبه جزيرة القرم يوم الأربعاء الماضي.
وشملت الوثائق تفاصيل أخرى، مثل التخطيط لوجود عسكري بريطاني محتمل في أفغانستان بعد انتهاء عملية «ناتو» التي تقودها الولايات المتحدة هناك. حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
قالت الحكومة إنه تم فتح تحقيق في الواقعة. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع: «إن أحد الموظفين أبلغ عن فقدان أوراق تحتوي على أسرار حربية».
وتم العثور على الوثائق، المكونة من 50 ورقة تقريباً، خلف محطة للحافلات في منطقة «كنت» في وقت مبكر من صباح يوم الثلاثاء.
تُظهر الوثائق المتعلقة بـ«المدمرة 45» التابعة للبحرية الملكية، والتي عبرت ساحل شبه جزيرة القرم الأسبوع الماضي، أن المهمة التي وصفتها وزارة الدفاع بأنها «مرور بريء عبر المياه الإقليمية الأوكرانية»، مع تغطية البنادق والمروحية الخاصة بالسفينة، تم إجراؤها كما هو متوقع، مع توقعاتهم بأن روسيا قد ترد بقوة.
فقد قامت الحربية الروسية بإطلاق أكثر من 20 طائرة روسية وسفينتين لخفر السواحل يوم الأربعاء لمرافقة السفينة الحربية البريطانية في أثناء إبحارها قبالة ساحل شبه جزيرة القرم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: «إن سفينة دورية أطلقت طلقات تحذيرية وأسقطت إحدى طائراتها قنابل في مسار المدمرة، لكن الحكومة البريطانية رفضت هذه الرواية ونفت إطلاق أي طلقات تحذيرية».
بعد الجدل الذي أثارته مهمة السفينة الحربية البريطانية، أكدت الوثائق التي تم العثور عليها في «كنت» أن المرور عبر قبالة ساحل شبه جزيرة القرم كان قراراً محسوباً من الحكومة البريطانية لإظهار دعمها لأوكرانيا، على الرغم من المخاطر المحتملة التي تنطوي عليها.
الوثائق لا تتوقف عند هذا الحد...
ضمت الوثائق أيضاً تحديثات بشأن تصدير الأسلحة، بما في ذلك ملاحظات حساسة حول المناطق التي قد تجد فيها بريطانيا نفسها في منافسة مع الحلفاء الأوروبيين.
وأيضاً ملاحظات موجزة لجلسة يوم الاثنين الماضي من الحوار الدفاعي البريطاني - الأميركي، بما في ذلك ملاحظات حول الأشهر الأولى للرئيس الأميركي جو بايدن في منصبه.
وحسب الملاحظات، فإن تركيز إدارة بايدن المبكر على الصين ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ يُظهر أنه «لا يزال هناك الكثير من الاستمرارية من الإدارة السابقة».
وأيضاً توجد وثيقة واحدة، موجهة إلى السكرتير الخاص لوزير الدفاع البريطاني بن والاس، تحدد توصيات شديدة الحساسية للبصمة العسكرية للجيش البريطاني في أفغانستان، عقب قرار بايدن في وقت سابق من هذا العام سحب القوات الأميركية.
أيضاً تناقش الوثيقة طلباً أميركياً للمساعدة البريطانية في عدة مجالات محددة، وتتناول مسألة ما إذا كانت أي قوات خاصة بريطانية ستبقى في أفغانستان بمجرد اكتمال الانسحاب.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية، إنه نادراً ما غطّت مجموعة من المستندات المفقودة مثل هذا النطاق الواسع من المجالات المهمة، وعدّتها مصدر إحراج كبير لوزارة الدفاع، التي تُجري حالياً تحقيقاً مفصلاً في كيفية ظهور الأوراق على محطة للحافلات، تحت المطر.



احتجاجات حول العالم تطالب بوقف الحرب في الشرق الأوسط

متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
TT

احتجاجات حول العالم تطالب بوقف الحرب في الشرق الأوسط

متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن رئيسية بأنحاء العالم، السبت، للمطالبة بوقف إراقة الدماء في قطاع غزة ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط، مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب، بعد الهجوم الذي قادته حركة «حماس» على إسرائيل. وشارك نحو 40 ألف متظاهر في مسيرة بوسط لندن، وتجمّع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأقيمت مظاهرات أيضاً بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن؛ احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين بغزة ولبنان، كما نقلت وكالة «رويترز».

احتجاجات... واحتجاجات مضادة

وردّد المتظاهرون في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك هتافات، مثل: «غزة ولبنان ستنتفضان، والشعب معكما». ورفعوا أيضاً لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

متظاهرون خارج البيت الأبيض بواشنطن يطالبون بوقف تصدير الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل 5 أكتوبر (رويترز)

واندلعت أحدث حلقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المستمر منذ عشرات السنين، بعدما هاجم مسلَّحون، تقودهم حركة «حماس»، جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأدى الهجوم إلى مقتل 1200 شخص، واحتجاز 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية. وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة، عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، فضلاً عن نزوح كل السكان تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وفي جاكرتا، عاصمة إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، تجمّع ما لا يقل عن 1000 متظاهر مؤيد للفلسطينيين، صباح الأحد، بالقرب من السفارة الأميركية، مطالبين واشنطن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة. وفي لندن، لوَّح مؤيدون لإسرائيل، السبت، بأعلام، خلال مرور محتجّين مؤيدين للفلسطينيين. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصاً، على هامش الاحتجاجات، ولم تُحدّد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المُعتقَلون.

اشتباكات بين متظاهرين والشرطة في روما 5 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي روما، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، واستخدمت مدافع المياه بعد اندلاع اشتباكات. وتحدّى نحو ستة آلاف محتجّ حظراً على تنظيم مسيرات في وسط المدينة، قبيل ذكرى السابع من أكتوبر. وفي برلين، اجتذب احتجاج نحو ألف مشارك حملوا أعلاماً فلسطينية وهتفوا: «عام من الإبادة الجماعية»، وهو مصطلح تُعارضه إسرائيل وتقول إنها تدافع عن نفسها. وانتقد محتجّون أيضاً ما قالوا إنه عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا. وشارك مؤيدون لإسرائيل أيضاً ببرلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية، واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

غضب واسع

وعلى مدار العام المنصرم، أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضاً من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات، في موجة من الغضب قال مدافعون عن إسرائيل إنها خلقت «مناخاً معادياً للسامية». وفي باريس، قال المتظاهر اللبناني الفرنسي حسام حسين: «نخشى اندلاع حرب إقليمية؛ لأن هناك توترات مع إيران في الوقت الراهن، وربما مع العراق واليمن». وأضاف: «نحن بحاجة حقاً إلى وقف الحرب؛ لأنه لا يمكن تحمل وطأتها بعد الآن».

مظاهرة في مانشستر مؤيّدة لإسرائيل الأحد 6 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي حين يقول حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها، تُواجه إسرائيل تنديدات دولية واسعة النطاق بسبب سياساتها في غزة، والآن بسبب قصفها المتواصل للبنان. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الانتقادات، وقال إن طريقة حكومته في إدارة الحرب تهدف لمنع تكرار الهجوم الذي شنته «حماس» قبل عام تقريباً.

تحذير بريطاني

عَدَّ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الأحد، أن الحرب في قطاع غزة والتصعيد الدامي في لبنان أدّيا إلى إطلاق «شرارة في مجتمعاتنا»، مُندّداً بالأعمال المعادية للسامية وللإسلام في المملكة المتحدة منذ 7 أكتوبر 2023.

جانب من المظاهرات في لندن المطالبة بوقف الحرب 5 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي مقال نشرته صحيفة «صنداي تايمز»، كتب زعيم حزب العمال أن «نيران هذا النزاع الدامي تُهدّد الآن بإحراق المنطقة، والشرارات تتطاير في مجتمعاتنا، هنا في بلادنا». وأضاف: «ثمة أشخاص يستغلون دائماً النزاعات في الخارج لتأجيج الصراعات عندنا. منذ 7 أكتوبر 2023، شهدنا تنامي كراهية مُشينة في مجتمعاتنا ضد اليهود والمسلمين»؛ في إشارة إلى ازدياد حدة الأعمال المعادية للسامية والإسلاموفوبيا. وفي المقال الطويل دعا زعيم حزب العمل، من جديد، «جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والعودة إلى الحلول السياسية وغير العسكرية». وأكّد أن «ذكرى هجمات السابع من أكتوبر يجب أن تُذكّرنا بتكلفة الفشل السياسي». كما دعا ستارمر إلى الإفراج عن الرهائن المحتجَزين في غزة، وعَدَّ أن حلّ الدولتين هو «الوحيد القابل للتطبيق» لإنهاء الصراع، وأنه «لن نحصل على مستقبل أفضل مع إلحاق صدمة بجيل آخر أو تيتيمه أو تشريده». وفي رسالة مفتوحة نُشرت، الأحد، دعا رئيس أساقفة كانتربري جوستان ويلبي، والحاخام الأكبر في المملكة المتحدة إفرايم ميرفيس، ورئيس المجلس الاستشاري الوطني للمساجد والأئمة قاري عاصم، الشعب البريطاني إلى نبذ «الكراهية بجميع أشكالها».