«حماس» تطلق مخيمات صيفية في غزة لتدريب الأطفال على استخدام السلاح

إسرائيل تتهم الحركة بـ«جريمة حرب»

أطفال يتدربون في مخيم صيفي لـ«كتائب القسام» في ضاحية الشجاعية شرق مدينة غزة أمس (إ.ب.أ)
أطفال يتدربون في مخيم صيفي لـ«كتائب القسام» في ضاحية الشجاعية شرق مدينة غزة أمس (إ.ب.أ)
TT

«حماس» تطلق مخيمات صيفية في غزة لتدريب الأطفال على استخدام السلاح

أطفال يتدربون في مخيم صيفي لـ«كتائب القسام» في ضاحية الشجاعية شرق مدينة غزة أمس (إ.ب.أ)
أطفال يتدربون في مخيم صيفي لـ«كتائب القسام» في ضاحية الشجاعية شرق مدينة غزة أمس (إ.ب.أ)

أطلقت الأجنحة العسكرية لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، مخيمات صيفية للأطفال والشبان تستهدف تدريبهم على استخدام السلاح مستغلة العطلة الصيفية للمدارس، في خطوة عادة ما تغضب اسرائيل.
واستقطبت «كتائب القسام» التابعة لـ«حماس»، عشرات الآلاف من الأطفال هذا العام في مخيمات «طلائع التحرير» التي أطقت عليها اسم «سيف القدس» تيمناً بالاسم الذي أطلقته على المواجهة الأخيرة مع إسرائيل الشهر الماضي والتي استمرت 11 يوماً.
وأكد المتحدث باسم المخيمات التابعة للحركة «أبو بلال» أن «هذه المخيمات تأتي للمراكمة على ما حققه شعبنا خلال معركة سيف القدس وإعداد جيل التحرير». وأضاف: «شهد هذا العام إقبالاً كثيفاً على التسجيل بفارق عشرات الآلاف عن المخيمات السابقة، ما يدل على تنامي الالتفاف الشعبي والجماهيري حول المقاومة».
وأضاف أن كتائب القسام ورغم انشغالها بمعارك الإعداد وخروجها للتو من معركة سيف القدس فإنها وضعت على رأس أولوياتها إعداد برامج لاحتضان الجيل.
ويشرف مسلحون من «القسّام» على تدريب الأطفال على استخدام السلاح المختلف، كما يخضعون لاختبارات عسكرية متعددة تحاكي الحروب.
وكانت «كتائب القسام» أعلنت سابقاً عن فتح باب التسجيل لهذه المخيمات وأطلقتها أمس السبت فيما أطلقت كذلك «سرايا القدس» التابعة لـ«الجهاد الإسلامي» مخيمات خاصة بها تحت اسم «سيف القدس.. اقترب الوعد».
وقال القيادي في «الجهاد» خضر حبيب إن المخيمات «تأتي لإعداد جيل مقاوم يتربى على التحرير وفتح المسجد الأقصى المبارك من الاحتلال الإسرائيلي، واقتلاع النبتة الغريبة التي احتلت فلسطين». وأضاف: «نحن شعبٌ يدافع عن حقوقه وثوابته ولم نعتدِ على أحد ولم نظلم أحداً ونقاتل من أجل قضية عادلة مقدسة»، لافتاً إلى أن «العالم أجمع يشاهد المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق أبنائنا وتهجير العائلات وهدم المنازل واستباحة المقدسات». وتابع: «شعبنا مضطر للدفاع عن نفسه في ظل تكالب العالم على قضيتنا والوقوف إلى جانب المحتل»، مؤكداً أن «شعبنا ماضٍ في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حتى النصر أو الشهادة».
وأشار إلى أن «الجهاد الإسلامي ستشرع بإعداد جيل النصر قبل التوجه نحو معركة القدس التي هي معركة الأمتين العربية والإسلامية».
وتنظم «حماس» و«الجهاد» هذه المخيمات بشكل سنوي على الرغم من الاتهامات الاسرائيلية للحركتين بتدريب الأطفال لاستخدامهم دروعاً بشرية في المواجهات.
وقال الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية أوفير جندلمان: «66 ألف طفل فلسطيني على الأقل انضموا حتى الآن إلى معسكرات التدريب الصيفية التي تقيمها حماس للأطفال في قطاع غزة حيث يتم تدريبهم على استخدام السلاح. حماس لا تخفي جريمة الحرب هذه التي ترتكب أولاً بحق أطفال غزة. حماس تفعل ما فعله تنظيم داعش». وأضاف: «هذه مأساة كبيرة. لماذا يسمح أهاليهم لحماس بالتنكيل بهم؟ حماس تدرب الأطفال بغزة لينضموا إليها لما يكبرون وتستخدمهم عمداً كدروع بشرية. هذه هي جريمة حرب نكراء. وهذا ما فعله داعش».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».