أقدم ضحية بشرية لهجوم القرش عمرها 3 آلاف سنةhttps://aawsat.com/home/article/3048626/%D8%A3%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%B6%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%87%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B4-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%87%D8%A7-3-%D8%A2%D9%84%D8%A7%D9%81-%D8%B3%D9%86%D8%A9
تنقل الصحف بانتظام قصصاً عن هجمات أسماك القرش المرعبة، ولكنّ فريقاً بحثياً دولياً يقوده باحثان بجامعة أكسفورد البريطانية، أعلن في دراسة نُشرت أول من أمس الخميس، عن اكتشافهم ضحية عمرها 3000 عام هاجمتها سمكة قرش في بحر سيتو الداخلي للأرخبيل الياباني. وتُظهر الدراسة المنشورة (الخميس) في دورية «جورنال أوف أركيلوجيكال ساينس»، أن هذه الهيئة هي أقدم دليل مباشر على هجوم سمكة قرش على إنسان، وقد أعاد الفريق البحثي صياغة ما حدث بعناية باستخدام مزيج من علم الآثار وتقنيات الطب الشرعي. وتم اكتشاف هذا الحادث من قبل الباحثين بجامعة أكسفورد جوليا وايت وريك شولتنج، أثناء التحقيق في أدلة على وقوع صدمات عنيفة ببقايا الهياكل العظمية للصيادين وجامعي الثمار في عصور ما قبل التاريخ، في جامعة كيوتو اليابانية، وعندما وصلوا إلى الهيكل رقم 24، الذي ينتمي إلى موقع يسمى (تسوكومو)، وجدوا أن صاحبه، وهو ذكر بالغ يعاني من إصابات بالغة تختلف عن الآخرين، ورجحوا أن يكون سببها سمكة قرش. ويقول عالما أكسفورد في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة أكسفورد بالتزامن مع نشر الدراسة: «شعرنا في البداية بالارتباك بسبب ما يمكن أن يتسبب في إصابة هذا الرجل بهذا الشكل». وتابعا: «كانت الإصابات محصورة بشكل أساسي في الذراعين والساقين وأمام الصدر والبطن، واستبعدنا الصراع البشري والأكثر شيوعاً عن الحيوانات المفترسة». ونظراً لأن الحالات الأثرية لتقارير أسماك القرش نادرة للغاية، فقد لجأوا إلى حالات لهجمات حديثة، وعملوا مع الخبير جورج بورغيس، المدير الفخري لبرنامج فلوريدا لأبحاث القرش. وخلص الفريق إلى أن الضحية توفي منذ أكثر من 3000 عام، بين 1370 و1010 قبل الميلاد، ويشير توزيع الجروح بقوة إلى أن الضحية كان على قيد الحياة وقت الهجوم، وكانت يده اليسرى مقطوعة، وربما حدث هذا الجرح أثناء الدفاع. تم انتشال جثة الشخص رقم 24 بعد الهجوم بقليل، ودُفن مع قومه في المقبرة، وأظهرت سجلات التنقيب أنه فقد ساقه اليمنى ووضعت ساقه اليسرى فوق جسده في وضع مقلوب، ويرجح باحثا أكسفورد أن الرجل كان يصطاد مع رفاقه وقت وقوع الهجوم.
إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانهhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5091805-%D8%A5%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%88-%D8%B3%D9%83%D9%88%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%B3%D9%88%D8%B1-%D9%88%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D9%91%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D9%8F%D8%AD%D8%B1%D9%91%D9%90%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%87
إطار أندرو سكوت المكسور وصبيُّ السترة الحمراء يُحرِّران أحزانه
الحركة والفعل يتلازمان في الرسم على شكل تحوّلات (أندرو سكوت)
الشكل الإنساني بالسترة الحمراء والبنطال الرمادي، يتحرّك وسط الأُطر فيُحرّرها من ثباتها ويمنحها أنفاس الحياة. رسمُ الفنان الأميركي أندرو سكوت ظاهرُه فكرةٌ واحدة، وفي عمقه ولّادٌ وغزير. بطلُه بشريٌ يُطلق سراح المحبوس ويُجرّده من سجّانه؛ وهو هنا إطار اللوحة. ذلك القادر على ضبطها والتحكُّم بمساحتها، ثم إحالتها على قدرها: معانقة الجدار. التحريك الطارئ على المشهد، يُعيد صياغته بمَنْحه تعريفاً جديداً. الحركة والفعل يتلازمان في فنّ أندرو سكوت، على شكل تحوّلات فيزيائية تمسّ بالمادة أو «تعبث» بها لتُطلقها في فضاء أوسع.
في ثلاثينه (مواليد 1991)، يمتاز أندرو سكوت بفرادة اللمسة لإضفائه تعديلاً على مفهوم الإطار، ومَيْله إلى تفضيل الوسيط المُحطَّم، مثل الزجاج، وما يطمُس الخطّ الفاصل بين الموضوع وحدوده، فإذا بالإطار المكسور يستميل الناظر إليه ويوقظ سؤال الـ«لماذا»؛ جرَّار الأسئلة الأخرى.
تُحاور «الشرق الأوسط» الفنان الشهيرة حساباته في مواقع التواصل، والمعروضة أعماله حول العالم؛ من إيطاليا وألمانيا إلى نيويورك... يعود إلى «سنّ مبكرة من حياتي حين شغفني الفنّ وكوَّنتُ ذكريات أولى عن الإبداع بحبسي نفسي في غرفتي بعد المدرسة للرسم لساعات». شكَّلت عزلته الإبداعية «لحظات هروب من العالم»، فيُكمل: «بصفتي شخصاً عانيتُ القلق المتواصل، بدا الفنّ منفذاً وتجربة تأمّلية».
لكنَّ الإنجاز الفنّي لم يكن دائماً جزءاً من حياته: «في سنّ الـ13 تقريباً، تضاءل شغفي بالرسم. هجرتُ قلمي حتى سنّ الـ28. طريقي إلى الفنّ طويلة ومتعرّجة. لـ10 سنوات عملتُ في كتابة الإعلانات، وخضتُ تجربة زواج فاشل. أدمنتُ المُخدِّر وواجهتُ تحدّيات أخرى. بُعدي عن الفنّ لـ15 عاماً، شكَّل أسلوبي».
تسلَّل عدم الرضا لتعمُّق المسافة بينه وبين الرسم: «شعرتُ بحكَّة إبداعية، ولم أكن متأكداً من كيفية حكِّها! التبس السبب وراء عجزي عن العودة إلى الرسم. تفشَّى الوباء وفقدتُ وظيفتي، لأقرر، هنا فقط، إحياء شغفي بالإبداع».
شخصيته أقرب إلى الانطوائية، باعترافه، ويفضِّل عدم الخوض في مسارات حياته، وإنْ لمحاولة التعمُّق في قراءة فنّه. ذلك يُفسّر تطلُّعَه إلى شهرته في مواقع التواصل، بأنها «أقرب إلى الشرّ الضروري منه إلى المتعة». فتلك المساحة المُضاءة تُشعره بأنه «فنان بدوام كامل»؛ يُشارك أعماله مع العالم. لكنَّ متعة هذا النشاط ضئيلة.
وماذا عن ذلك الصبي الذي يتراءى حزيناً، رغم ارتكابه فعلاً «حراً» بإخراج الإطار من وظيفته؟ نسأله: مَن هو صبيّك؟ فيجيب: «أمضيتُ فترات من الأحزان والوحدة. لم يحدُث ذلك لسبب. على العكس، أحاطني منزل العائلة بالأمان والدفء. إنها طبيعتي على الأرجح، ميَّالة إلى الكآبة الوجودية. أرسم الطفل ليقيني بأنه لا يزال ثمة واحد في دواخلنا جميعاً. جوابي على (مَن هو صبيُّك؟) يتغيَّر. على الأرجح إنه بعضي».
رغم سطوع الحزن، يتلألأ الأمل ويعمُّ في كل مرة يُكسَر الإطار لتخرج منه فكرة مضيئة. يؤيّد أندرو سكوت هذه النظرة. فالأُطر المكسورة تُشبه مرايا حياته. لسنوات ارتمى في الفخّ، ثم تحرَّر: فخّ العادة السيئة، الكسل، التأجيل، العجز، والتخبُّط. كسرُه الإطار إعلانٌ لحرّيته.
لعلَّ إعلان الحرّية هذا يشكّل إيماناً بالنهايات السعيدة ويجترح مَخرجاً من خلال الفنّ. فأندرو سكوت يفضِّل فناً على هيئة إنسانية، لا يركُن إلى الأفراح حسراً، لاستحالة ثبات الحالة النفسية والظرف الخارجي على الوضع المُبهج. يقول: «أحب تصوير الحالة الإنسانية، بنهاياتها الحلوة والمريرة. ليست كل الأشياء سعيدة، وليست أيضاً حزينة. أمام واقعَي الحزن والسعادة، يعكُس فنّي النضال والأمل».
وتُفسِّر فتنتُه بالتحوّلات البصرية ضمن الحبكة، إخراجَ الإطار من دوره الكلاسيكي. فالتفاعل مع الأُطر من منطلق إخضاعها للتحوّل البصري النهائي ضمن حبكة الموضوع، ولَّده «بشكل طبيعي» التفكير بمعرضه الفردي. يقول: «لطالما فتنتني المنعطفات البصرية في الحبكة. لم يتأثر أسلوبي بفنانين آخرين. أمضيتُ معظم حياتي خارج عالم الفنّ، ولم أكُن على دراية بعدد من فناني اليوم المعاصرين. بالطبع، اكتشفتُ منذ ذلك الحين فنانين يتّبعون طرقاً مماثلة. يحلو لي التصديق بأنني في طليعة مُبتكري هذا الأسلوب».
فنُّ أندرو سكوت تجسيد لرحلته العاطفية وتأثُّر أعماله بالواقع. يبدو مثيراً سؤاله عن أعمال ثلاثة مفضَّلة تتصدَّر القائمة طوال تلك الرحلة، فيُعدِّد: «(دَفْع)، أو (بوش) بالإنجليزية؛ وهي الأكثر تردّداً في ذهني على مستوى عميق. لقد أرخت ظلالاً على أعمال أخرى قدّمتها. أعتقد أنها تُجسّد الدَفْع اللا متناهي الذي نختبره نحن البشر خلال محاولتنا الاستمرار في هذا العالم».
من المفضَّل أيضاً، «المقلاع»: «هي من الأعمال الأولى التي غمرها الضوء، ولها أمتنُّ. لقد شكَّلت تلك القطعة المُبكِرة كثيراً من نجاحي. أحبُّ رمزية المقلاع، فهي اختزال للبراءة والخطيئة في الوقت عينه».
ثالث المفضَّل هي «الغمّيضة»، أو «الاختباء والبحث»: «قريبة وعزيزة على قلبي لتحلّيها بالمرح. أراها تُجسّد نقاء الطفولة وعجائبها. إنها أيضاً اكتشاف مثير للاهتمام لشكل الإطار. فهو يرتكز عادةً، ببساطة، على مستوى واحد، وإنما هنا ينحني باتجاه الزاوية. أودُّ اكتشاف مزيد من الأفكار القابلة للتلاعب بالأشكال مثل هذه الفكرة».
هل تتأكّد، بهذا التفضيل، «مَهمَّة» الفنّ المتمثّلة بـ«حَمْل الرسالة»؟ رغم أنّ أندرو سكوت لا يعتقد بوجود قواعد عالمية في الفنّ، وإنما آراء شخصية فقط، يقول: «بالنسبة إليّ، الرسالة هي الأهم. ربما أكثر أهمية من مهارة الفنان. لطالما فضَّلتُ المفهوم والمعنى على الجمالية عندما يتعلّق الأمر بجودة الخطوط والألوان. أريد للمُشاهد أن يُشارك رسائلَه مع أعمالي. وبدلاً من قيادة الجمهور، أفضّل إحاطة فنّي بالغموض، مما يتيح لكل فرد تفسيره على طريقته».