السجن 30 عاماً لـ«داعشي» نفذ هجوماً على عسكريين في مركز تجاري بباريس

منع الإفراج عنه قبل أن يمضي ثلثي مدة عقوبته

صورة تم التقاطها في 5 فبراير 2017 تُظهر المصري عبد الله الحماحمي المشتبه بكونه مهاجم متحف اللوفر في باريس (غيتي)
صورة تم التقاطها في 5 فبراير 2017 تُظهر المصري عبد الله الحماحمي المشتبه بكونه مهاجم متحف اللوفر في باريس (غيتي)
TT

السجن 30 عاماً لـ«داعشي» نفذ هجوماً على عسكريين في مركز تجاري بباريس

صورة تم التقاطها في 5 فبراير 2017 تُظهر المصري عبد الله الحماحمي المشتبه بكونه مهاجم متحف اللوفر في باريس (غيتي)
صورة تم التقاطها في 5 فبراير 2017 تُظهر المصري عبد الله الحماحمي المشتبه بكونه مهاجم متحف اللوفر في باريس (غيتي)

حكمت محكمة الجنايات الخاصة في باريس بالسجن 30 عاماً على مصري يبلغ الثالثة والثلاثين بايع تنظيم «داعش»، هاجم بالساطور عسكريين في مركز كاروسيل دو لوفر التجاري في باريس في 2017. وترافق الحكم الصادر في حق المصري عبد الله الحماحمي بمنع الإفراج عنه قبل أن يمضي ثلثي مدة عقوبته، على ما أوضح رئيس المحكمة لوران رافيو، بعد مداولات استمرت أكثر من سبع ساعات. ومنع المدان من الإقامة بشكل نهائي على الأراضي الفرنسية وأُدرج اسمه على سجل مرتكبي الجرائم الإرهابية.
وأيّد القضاة الخمسة طلب النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب بالحكم عليه بالسجن 30 عاماً. ورأت المحكمة أن محاولة القتل استهدفت «أشخاصاً يمثلون السلطات العامة» في «إطار مخطط إرهابي». وخلصت إلى أن محاولة القتل هذه «ارتكبت عن سابق تصور وتصميم».
وعند تلاوة الحكم الذي ترجم للمتهم بشكل فوري، لم تبدُ على الحماحمي الذي وضع كمامة، أي ردة فعل.
في صباح الثالث من فبراير (شباط) 2017 في مركز اللوفر التجاري، هاجم الحماحمي بواسطة ساطورين مرتدياً قميصاً قطنياً أسود اللون مع رسم جمجمة، دورية عسكرية هاتفاً «الله أكبر». وأصيب أحد العسكريين في فروة الرأس فيما أصيب المهاجم بجروح خطرة إثر إطلاق النار عليه.
وأقر المهاجم، خلال محاكمته في باريس، بأنه بايع تنظيم «داعش» قبل تنفيذ العملية، مع تشديده على أنه لم يكن يقصد القتل.
وأكد أنه كان ينوي في الأساس تخريب تحف معروضة في متحف اللوفر، احتجاجاً على سياسة فرنسا حيال سوريا.
ورغم «التناقض» و«عدم الوضوح» في رواية المتهم، اللذين أشار إليهما الادعاء، قال هذا الكادر التجاري الذي تابع دروساً في المحاماة إنه فوجئ بوجود عسكريين مكلفين بالحراسة في المكان، موضحاً أنه «هاجمهم بشكل آلي كما لو كان روبوتاً». وبعدما طعن بصحة فيديو يظهر فيه وهو يبايع تنظيم «داعش» قبل تنفيذه الهجوم، تراجع المتهم، الثلاثاء، وأقر بأنه أراد الانضمام إلى صفوف التنظيم في الشرق الأوسط، لكنه لم ينجح فاختار فرنسا. ولم يعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم. وقالت النيابة العامة في مرافعتها الختامية، أول من أمس، إن «الوقائع خطرة للغاية لأنه قطع ربع الكرة الأرضية لارتكابها. لقد قام بالتحضير بعناية يوماً بيوم على أشهر عدة، ولم يتراجع في أي لحظة رغم الفرص التي سنحت له». وأضافت ممثلة النيابة العامة: «ما من شك أبداً بأن المتهم يستمر حتى الآن بتأييد آيديولوجية إسلامية عنيفة». وفي مرافعاتهم، شدد محامو الدفاع في المقابل على أن المتهم رجل «كان يرغب في الموت أكثر مما يرغب في القتل»، موضحين أنه اختار وقتاً يكون فيه المكان أقل اكتظاظاً». وأكد المحامي فرنسوا غاغي أن هدفه لم يكن ارتكاب مجزرة، بل تخريب أعمال فنية وكان مستعداً «للموت».
وفي قرارها رأت المحكمة أن «المخطط الإجرامي» للمتهم كان يشمل جرائم تطول أفراداً «لكن هذا لا ينفي عزمه على تخريب أعمال فنية في المتحف».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».