منصات عراقية تنال «حصة الأسد» من الإغلاق الأميركي

مستخدم يعجز عن الدخول إلى موقع «كتائب حزب الله» بعد إغلاقه (أ.ف.ب)
مستخدم يعجز عن الدخول إلى موقع «كتائب حزب الله» بعد إغلاقه (أ.ف.ب)
TT

منصات عراقية تنال «حصة الأسد» من الإغلاق الأميركي

مستخدم يعجز عن الدخول إلى موقع «كتائب حزب الله» بعد إغلاقه (أ.ف.ب)
مستخدم يعجز عن الدخول إلى موقع «كتائب حزب الله» بعد إغلاقه (أ.ف.ب)

نالت المنصات التابعة لأحزاب وفصائل عراقية «حصة الأسد» في واقعة إغلاق وزارة العدل الأميركية 36 موقعاً ومنصة إلكترونية مرتبطة بإيران بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وشملت منصات لفصائل وميليشيات وأحزاب مدرجة ضمن لائحة الإرهاب الأميركية وأخرى غير مدرجة عليها. وخسرت ميليشيا «كتائب حزب الله» المعروفة بولائها لولاية الفقيه والمدرجة على لائحة الإرهاب الأميركية ثلاث منصات إلكترونية تابعة لها.
وتعمل معظم المواقع المغلقة تحت مظلة «اتحاد الإذاعات والقنوات الإسلامية» التابع لإيران ويروج لأنشطتها في المنطقة والعالم، ويدير الاتحاد شبكة واسعة تضم مئات القنوات والإذاعات والصحف والمواقع الإلكترونية عبر العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول، ويدير فرعه في العراق «اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية» رجل الدين المعروف بولائه الشديد لولاية الفقيه الإيرانية حميد الحسيني. وتتبنى غالبية المواقع المصادرة والمغلقة خطاباً مماثلاً لخطاب وسائل الإعلام الإيرانية المناهض للولايات المتحدة الأميركية. وبرز إغلاق موقع قناة «آفاق» الفضائية التابعة لحزب «الدعوة الإسلامية» وزعيمها رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، من بين أهم حالات الإغلاق التي طالت منصة إعلامية لحزب رئيسي في البلاد.
كذلك لفت انتباه الأوساط الإعلامية العراقية، مصادرة وإغلاق موقع قناة «الفرات نيوز» التي يملكها تيار «الحكمة الوطني» الذي يتزعمه عمار الحكيم والذي عرف بسلوكه المعتدل بالقياس لغيره من التيارات الإسلامية. وشمل الإغلاق موقع قناة «النعيم» الممولة من رجل الدين ومؤسس حزب «الفضيلة» محمد اليعقوبي. وكذلك موقع قناة «كربلاء» المملوكة للعتبة الحسينية.
ومن بين القنوات والمواقع الأخرى التي شملتها المصادرة قنوات (الأنوار، والإشراق، والصراط، والإباء، والمسار الأولى، وآسيا، والعالم الإيرانية، والمسيرة، وفلسطين، والكوثر، واللؤلؤة). ولم يسبق أن أقدمت واشنطن على إغلاق بهذا الحجم. وفيما لم يصدر أي بيان عن نقابة الصحافيين العراقيين، أو بقية الجهات الحكومية والإعلامية، وصفت حركة «النجباء» الموالية لإيران، قرار المصادرة بـ«السرقة» ودعت إلى مقاطعة الشركات الأميركية المزودة بكل النطاقات.
وقالت الحركة في بيان: «بعد أن سرقت (العصابة) الأميركية موقع حركة النجباء ومؤسسة النجباء للإعلام والبث الفضائي، تعاود هذه العصابة سرقة نطاقات وخوادم مواقع إنترنت عائدة رسمية لقنوات فضائية رسمية وجهات حرة شريفة ومؤسسات تعمل على نشر الوعي. تثبت هذه الخطوة خوف أميركا من الإعلام الخير الذي بدأ صوته يصل إلى كل العالم عبر الإنترنت والأقمار الصناعية».
وتابعت: «ندين هذه الخطوة الجبانة ونقف مع إخوتنا الذين أرعبوا أميركا بكلمتهم وأقلامهم من العراق واليمن وفلسطين والبحرين وأذربيجان ونيجيريا والجمهورية الإسلامية في إيران وكل أحرار العالم». وأضافت: «نوصي بمقاطعة الشركات الأميركية المزودة بكل النطاقات وتحويل خوادم واستضافات ونطاقات المتضررين في العراق إلى نطاق دولة العراق (iq) وخدماته أو إلى نطاقات تخضع لقوانين عادلة من دول حليفة بالنسبة للإخوة في البلدان الأخرى».
من جانبه، علق «حزب الدعوة» على القرار الأميركي، قائلاً إنه «اعتداء وتدخل سافر في شأن الشعوب والدول المستقلة، وهو يدخل في إطار انتهاك السيادة، كما أنه تعدٍّ صارخ على حرية الرأي وتجاوز على القيم والأعراف التي أقرتها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية». وأوضح، في بيان، أن «هذا السلوك العدواني ينم عن رغبات وتوجهات خطيرة تسعى الولايات المتحدة لتحقيقها تنفيذاً لمخططاتها داخل العراق وفي المنطقة، من أجل تغليب مصالحها على مصالح الشعوب وحرياتها».
وأشار إلى أن «ادعاء الديمقراطية ورعاية الحريات في العالم يبقى محض ادعاء ما لم يجد له واقعاً على الأرض، وهو تناقض في سلوك الولايات المتحدة التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية في العالم، بل إنها بسلوكها هذا وأمثاله تؤكد أن نظامها نظام ديكتاتوري يتدخل في شؤون الدول المستقلة ويرتكب أفعالاً تقمع الحريات وتصادرها وهو ما يناقض شعاراتها التي ترفعها».
ودعا البيان «الفعاليات السياسية والمؤسسات الإعلامية والمنظمات الحقوقية، والمجتمع الدولي إلى وقفة تضامنية تستنكر هذا التدخل في القضايا الإعلامية حفظاً للنظام السياسي في العراق الذي تحاول الولايات المتحدة تغيير أسسه حسب مصالحها وأهدافها التي تقف بالضد من تطلعات الشعب العراقي وطموحاته في حياة حرة كريمة تكفل حرية الرأي والتعبير، وترفض تكميم الأفواه والاعتداء على حقوق الإنسان».


مقالات ذات صلة

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

أوروبا كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

بدء إصلاح كابل بيانات متضرر في بحر البلطيق

 بدأ إصلاح كابل اتصالات بحري متضرر بين هلسنكي وميناء روستوك الألماني في بحر البلطيق، الاثنين.  

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.


السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.