مصدر حكومي أردني لـ {الشرق الأوسط} : أموال جماعة الإخوان تؤول لأصحاب الترخيص الجديد

«شورى الجماعة» يبحث اقتراحًا بتغيير المراقب العام وتشكيل قيادة توافقية يرأسها عربيات

مصدر حكومي أردني لـ {الشرق الأوسط} : أموال جماعة الإخوان تؤول لأصحاب الترخيص الجديد
TT

مصدر حكومي أردني لـ {الشرق الأوسط} : أموال جماعة الإخوان تؤول لأصحاب الترخيص الجديد

مصدر حكومي أردني لـ {الشرق الأوسط} : أموال جماعة الإخوان تؤول لأصحاب الترخيص الجديد

كشف مصدر حكومي أردني أن الأموال والممتلكات العائدة لجماعة الإخوان المسلمين حاليا ستؤول بحكم القانون إلى الذين حصلوا على الترخيص الجديد لجماعة الإخوان المسلمين. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «إنه لم تحل جماعة الإخوان المسلمين ولكن تم تصويب أوضاعها بترخيص جديد وفق سجل الجمعيات الخيرية، ولذلك فإن الأموال والممتلكات المسجلة باسم الجماعة ستؤول حكما إلى القائمين على الترخيص الجديد لأنها أموال الجماعة».
وأشار المصدر إلى أنه لو كان هناك حل للجماعة فإن أموالها ستؤول إلى صندوق حكومي خاص وفق القانون، ولكن ليس هناك حل وإنما ترخيص جديد وتصويب أوضاع، وبالتالي فالأموال والممتلكات تؤول إلى قيادة الجماعة التي حصلت على الترخيص.
وكان مجلس الوزراء الأردني قرر يوم الأحد الماضي الموافقة على طلب المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين عبد المجيد ذنيبات وقيادات من الجماعة بتصويب وضع الجماعة لفك ارتباط إخوان الأردن عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر وإصدار ترخيص جديد للجماعة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية.
وكان المراقب العام السابق عبد المجيد الذنيبات و49 قياديا من الجماعة قدموا طلبا إلى الحكومة لترخيص الجماعة من جديد، وهو الأمر الذي أدى إلى خلاف مع قيادة الجماعة، وعلى رأسها المراقب العام الحالي الدكتور همام سعيد، التي قررت فصل كل الذين تقدموا بطلب ترخيص جديد.
وكان عبد المجيد الذنيبات قد قال سابقا لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد صدور قرار الترخيص فإن القيادة الحالية للجماعة أصبحت منحلة وفاقدة للشرعية وإنه سيتم تشكيل قيادة مؤقتة من الذين تقدموا بطلب الترخيص الجديد.
وقالت مصادر من جماعة الإخوان المسلمين إن مجلس شورى الجماعة الذي عقد اجتماعا مساء أمس بحث قضية الترخيص الجديد وكيفية التعامل معه، إلا أنه لم يتوصل إلى قرار لغاية أمس، وتم الاتفاق على إبقاء مجلس الشورى في انعقاد دائم للتوصل إلى قرار. وأضافت المصادر أن الاجتماع ناقش فكرة تشكيل مكتب تنفيذي جديد للجماعة يكون توافقيا علاوة على اختيار مراقب عام جديد يكون أيضا توافقيا.
وقالت المصادر إن عددا من القيادات المعتدلة في الجماعة طرحت فكرة أن يستقيل المراقب العام الحالي الدكتور همام سعيد ويتم اختيار الدكتور عبد اللطيف عربيات مراقبا عاما جديدا لـ«الإخوان» كمدخل للتوافق داخل الإخوان المسلمين لمعالجة الخلاف القائم مع ذنيبات والقيادات التي تم فصلها قبل أسبوعين على خلفية طلب الترخيص.
وأشارت المصادر إلى أنه خلال الاجتماع ظهر أكثر من رأي بخصوص المراقب العام؛ إذ تمسك التيار المتشدد، وعلى رأسه المراقب العام الحالي، بعدم تغيير المراقب العام والاكتفاء بتغيير المكتب التنفيذي للجماعة، في حين طالب رموز التيار المعتدل بأن يكون هناك تغيير للمراقب العام للجماعة للحفاظ على وحدة الجماعة.
وقالت المصادر إن الدكتور عربيات هو من الشخصيات التاريخية في جماعة الإخوان المسلمين ويحظى بتقدير وتأييد واسع داخل الجماعة، كما أنه من الشخصيات المعتدلة في الحركة الإسلامية ويحظى أيضا باحترام داخل الأوساط السياسية والرسمية الأردنية.
وكان الدكتور عربيات التقى رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور الثلاثاء الماضي لبحث قضية الترخيص الجديد.
ويشار إلى أن عربيات كان رئيسا لمجلس النواب الأردني لمدة 3 أعوام متوالية منذ عام 1990 لغاية عام 1993، كما تم تعيينه أكثر من مرة عضوا في مجلس الأعيان.
القيادي في الجماعة علي أبو السكر أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه في ظل قرار الحكومة ترخيص جماعة الإخوان المسلمين «أصبح لدينا هيئتان قانونيتان واحدة اسمها جمعية الإخوان المسلمين وهي التي تم ترخيصها حديثا وجماعة الإخوان المسلمين المرخصة منذ عام 1945». وأشار إلى أن هناك إدانة من قبل هيئات الإخوان لقيام مجموعة من الإخوان بالتقدم بطلب ترخيص، مؤكدا أنهم اتخذوا طريقا آخر وهم الآن مفصولون من الجماعة.
وأكد أن «هناك بحثا داخل الجماعة الآن حول تشكيل مكتب تنفيذي جديد توافقي، ولكن بمعزل عن المفصولين»، بحسب قوله. وحول تأثير الخلاف الآن داخل الجماعة على حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يعتبر الذراع السياسية للجماعة، نفى أبو السكر، وهو قيادي أيضا في الحزب، أن يكون هناك تأثير على الحزب ونشاطاته.
ولكن رأت قيادات من الحركات الإسلامية في الأردن أن الحزب هو مرآة الجماعة، وأن الخلاف الحالي ينعكس على الحزب خاصة أن الذين تقدموا بطلب الترخيص الجديد هم قيادات في الحزب مثل رحيل غرايبة والدكتور نبيل الكوفحي.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.