«الرحلة الأخيرة»... كارلوس غصن يروي قصته المثيرة لأول مرة في فيلم وثائقي

العرض الأول على «شاهد VIP» في 8 يوليو

الشعار الترويجي لفيلم «الرحلة الأخيرة» الذي يظهر خلاله كارلوس غصن (مجموعة إم بي سي)
الشعار الترويجي لفيلم «الرحلة الأخيرة» الذي يظهر خلاله كارلوس غصن (مجموعة إم بي سي)
TT

«الرحلة الأخيرة»... كارلوس غصن يروي قصته المثيرة لأول مرة في فيلم وثائقي

الشعار الترويجي لفيلم «الرحلة الأخيرة» الذي يظهر خلاله كارلوس غصن (مجموعة إم بي سي)
الشعار الترويجي لفيلم «الرحلة الأخيرة» الذي يظهر خلاله كارلوس غصن (مجموعة إم بي سي)

يكشف رجل الأعمال اللبناني كارلوس غصن، لأول مرة، عن معلومات حصرية حول قصة صعوده المثيرة إلى عالم المال والشهرة، ورحلة هربه المثيرة من اليابان، في الفيلم الوثائقي «كارلوس غصن: الرحلة الأخيرة»، الذي يبدأ عرضه في 15 يوليو (تموز) المقبل على منصة «شاهد VIP»، في عرضٍ أولٍ مرتقب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويستعرض الفيلم الذي تم تصويره في خمس دول وقائع هرب غصن مِن اليابان، عقب اتهامه بقضايا فساد مالي، والتحولات المثيرة في حياة غصن حتى أصبح أحد ألمع الأسماء العالمية في صناعة السيارات.
ويُعدّ العمل ثمرة إنتاجٍ مشترك بين MBC STUDIOS - الذراع الإنتاجية لـ «مجموعة MBC»- وشركة ALEF ONE العالمية المتخصصة في إنتاج الأفلام الوثائقية، والتي تتخذ من فرنسا مقراً لها.
وقال مخرج العمل نيك غرين، إنه حرص على «تقديم رواية كارلوس غصن بطريقة سردية من شأنها مقاربة ما جرى من ناحيتين: أولاً عبر مقاطعتها مع لقاءات وإفادات لأشخاص مُطّلعين على دواخل الأمور وداعمين لرواية غصن، الأمر الذي يمنح القصة بُعداً حقيقياً يكشف عن معلوماتٍ تفصيلية من الداخل».
وأضاف غرين في بيان رسمي، أن الجانب الآخر يتمثل في تسليط الضوء على قضية يصفها كارلوس غصن بأنها معركة خاضها بنفسه ضد الظلم في ظلّ غياب العدالة، موضحاً أن للمسألة عدة مقاربات ووجهات نظر مختلفة سنسلّط الضوء عليها، مع التركيز على الرحلة الأخيرة الأكثر غموضاً في عملية هرب غصن.
وصوّر فريق العمل مشاهد الفيلم في كل من لبنان وفرنسا واليابان وإنجلترا وجنوب أفريقيا، حيث أجرى العديد من المقابلات مع أشخاص التقاهم غصن خلال رحلة صعوده، إضافة إلى لقاءٍ مع زوجته كارول.
ويختم غرين «بالنسبة لكارلوس، فإن إفصاحه اليوم عن ملابسات ما جرى وسرد قصته كاملة أمام العالم سيترك أثراً مدوّياً لدى كل من يسمعها، سيّما وأن للرواية حبكة تحبس الأنفاس».



موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».