وزير التربية والتعليم البحريني لـ «الشرق الأوسط» : حققنا خطوة إيجابية باتجاه التوافق في الحوار

وزير التربية والتعليم البحريني د. ماجد بن علي النعيمي
وزير التربية والتعليم البحريني د. ماجد بن علي النعيمي
TT

وزير التربية والتعليم البحريني لـ «الشرق الأوسط» : حققنا خطوة إيجابية باتجاه التوافق في الحوار

وزير التربية والتعليم البحريني د. ماجد بن علي النعيمي
وزير التربية والتعليم البحريني د. ماجد بن علي النعيمي

أوضح الدكتور ماجد بن علي النعيمي، وزير التربية والتعليم في حكومة البحرين وأحد ممثلي الحكومة في حوار التوافق الوطني الذي دعا إليه ملك البحرين في يوليو (تموز) 2011، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن الجلسة الأخيرة التي عقدت أول من أمس الأربعاء الموافق 18 سبتمبر (أيلول) الحالي، والتي ضمت ممثلي أطراف طاولة الحوار ضمن الفريق المصغر «كانت إيجابية ومثمرة لأنها كانت جدية وعملية في الوقت ذاته، ولذلك تمكنت من الخروج برؤية مشتركة وبصياغة موحدة للمبادئ والقيم والثوابت الجامعة التي ستكون بمثابة القاعدة التي تؤطر الحوار وتدفع به نحو أفق التوافق الوطني بين مختلف الأطراف المتحاورة والتي تضم ممثلي الحكومة والجمعيات السياسية والمستقلين في السلطة التشريعية».
وكشف النعيمي، في اتصال أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس، أنه قد جرى خلال هذه الجلسة التي شارك فيها ممثلو أطراف طاولة الحوار استعراض المبادئ والثوابت التي تم الاتفاق عليها في جلسات سابقة، كما نوقشت الورقة المقدمة من الجمعيات الخمس والتي تتصل بالموضوع نفسه، حيث حرص الفريق على استعراض هذه المبادئ ومقارناتها بما تم الاتفاق عليه في السابق، سواء بالدمج أو الإقرار أو التعديل، ومنها: الحكم الرشيد وضمان الشفافية والنزاهة، والالتزام بسيادة القانون والمساواة بين المواطنين، والأخذ بأفضل الممارسات الديمقراطية في الانتخابات، والتأكيد على استقلالية القضاء وحق الوصول إليه، والتأكيد على التعددية السياسية ورفض مبدأ المحاصصة.
وقال النعيمي لـ«الشرق الأوسط» إنه «قد اتضح من هذه الجلسة أن عمل الفريق المصغر كان إيجابيا ومثمرا، حيث تم الانتهاء من مناقشة الموضوع والخروج بورقة موحدة سوف تطرح في الجلسة العامة القادمة بما سيساعد ولا شك على الدخول في جدول الأعمال وتسارع خطى الحوار للوصول إلى توافقات وطنية وإلى نتائج إيجابية تنهي حالة التجاذب والتوتر».
وعلى صعيد آخر، أشار الوزير إلى أن الجلسة العامة السابقة قد تم خلالها طرح فكرة اللقاء التشاوري بين عدد من ممثلي أطراف طاولة الحوار والذي يسبق الجلسة العامة ويمهد لها بهدف اختصار الوقت وتقريب وجهات النظر حول المسائل المطروحة وتخفيف التوتر الذي قد يصاحب بعض المناقشات، وقد جرى التوافق على هذه الفكرة، على ألا يصدر بشأن هذه المداولات أي بيان صحافي ولا أي محضر خاص بها.
وتوقع الوزير أن تدفع هذه الموافقة في المرحلة القادمة إلى البدء في عقد هذه الجلسات التشاورية، موضحا أن ما يتم تداوله أو الاتفاق حوله في هذه الجلسات لا يكون ملزما إلا بعد اعتماده في الجلسة العامة.
وعبر النعيمي عن تفاؤله بمستقبل جلسات الحوار، مؤكدا أن «الحوار ضرورة وحتمية بين الإخوة الأشقاء حتى وإن اختلفوا في الرأي، فالسلطة التنفيذية موجودة، والسلطة التشريعية ممثلة بشكل جيد، والجمعيات السياسية ممثلة في الحوار بشكل منصف وممتاز، وأعتقد أن جلسات الحوار التي تمت خلال الأشهر الماضية كانت بالفعل مفيدة وضرورية للتقدم نحو التوافق الوطني من أجل طي ملف الأحداث والمضي قدما نحو آفاق جديدة للحل الوطني التوافقي الذي يقي البحرين وأهلها من الهزات، وأرى أن الجميع مدرك لهذا الأمر ومقتنع به ويريد بالفعل الوصول إلى حل توافقي، وليس أمامنا كبحرينيين سوى التوافق فهو قدرنا وطريقنا إذا ما خلصت النوايا، خصوصا أن لدينا تجربة في الإصلاح تولدت عنها نتائج إيجابية في السابق ويمكن دعمها حاليا وتعزيز مكاسبها».
وأنجز فريق عمل الحوار التوافقي الوطني المصغر الذي تشكل من ثمانية أعضاء كممثلين للأطراف الأربعة المشاركة في حوار التوافق الوطني حسم ملف «المبادئ والثوابت والقيم» التي يقوم عليها حوار التوافق الوطني، يوم أول من أمس، وتوصل الفريق إلى صياغة 21 مادة كـ«ثوابت ومبادئ وقيم» لحوار التوافق الوطني.
وأبرز المواد التي جرى التوافق عليها «مرجعية الدستور، والإصلاح عبر الوسائل الدستورية، ونبذ العنف والإرهاب والكراهية والطائفية، ورفض مبدأ المحاصصة السياسية، والتأكيد على استقلالية ونزاهة وفعَّالية القضاء وحق الوصول إليه، واحترام وتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ومجلس حقوق الإنسان في جنيف التي وافقت عليها مملكة البحرين».
وتمثل الخطوة التي أنجزها فريق العمل حالة انفراج لمسيرة حوار التوافق الوطني الذي أنجز 24 جلسة منذ انطلاقته في 10 فبراير (شباط) الماضي، وذلك من أجل الوصول إلى جدول أعمال الحوار لإحراز توافقات سياسية من شأنها أن تنزع فتيل التوتر في الشارع البحريني.
وفي الجلسة الرابعة والعشرين تم التوافق على 21 مادة تمثل «المبادئ والثوابت والقيم» وستعرض على الجلسة العامة يوم الأربعاء المقبل وهي «مرجعية ميثاق العمل الوطني واحترام الدستور، والإصلاح السياسي من خلال الوسائل الدستورية، والتمسك بالدولة المدنية (دولة المؤسسات والقانون) ومبدأ المحاسبة، واحترام جميع الأديان والمذاهب، واحترام حكم القانون، والمساواة بين المواطنين أمام القانون في الحقوق والواجبات من دون أي تمييز، واحترام جميع مكونات المجتمع، ومكافحة ظاهرة وثقافة العنف والكراهية والطائفية».
كما شملت المواد المتفق عليها «رفض أي تدخل خارجي في القضايا الوطنية، والتأكيد على التعددية السياسية ورفض مبدأ المحاصصة السياسية التي تقوم على أساس الطائفة أو الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة، واحترام مبادئ حقوق الإنسان المعترف بها في مملكة البحرين، وأن نظام الحكم في مملكة البحرين ديمقراطي، السيادة فيه للشعب مصدر السلطات جميعا، والعدل أساس الحكم وضمان للحقوق والحريات، ودعم وكفالة حقوق المرأة البحرينية في كل المجالات، والعدالة الاجتماعية وكفالة الحياة الكريمة وتكافؤ الفرص بين المواطنين».
كذلك «احترام وتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق ومجلس حقوق الإنسان في جنيف التي وافقت عليها مملكة البحرين، والتزام الجميع بالعقد الاجتماعي، والمشاركة السياسية للمواطنين بمحض اختيارهم وبكامل إرادتهم في صنع القرار السياسي الجمعي من دون أي إملاءات، والحكم الرشيد وضمان الشفافية والنزاهة، والأخذ بأفضل وأنسب الممارسات في إجراء انتخابات حرة نزيهة، والتأكيد على استقلالية ونزاهة وفعالية القضاء وحق الوصول إليه».
يشار إلى أن الجمعيات السياسية المعارضة تقدمت بورقة تضم 10 مواد كـ«ثوابت ومبادئ وقيم» للحوار، بينما قدم ائتلاف الجمعيات ورقة تضم 17 مادة، وتم دمج الورقتين واستبعاد المكرر منها، وتوصل الفريق المصغر إلى 21 مادة.
ومثل الحكومة في فريق العمل الشيخ خالد آل خليفة وزير العدل، والدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم، ومن السلطة التشريعية عبد العزيز أبل وسوسن تقوي، وشارك من ائتلاف الجمعيات الوطنية السياسية أحمد سند البنعلي وخالد القطان، ومن الجمعيات الوطنية الديمقراطية المعارضة حافظ علي ومجيد ميلاد.



تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
TT

تأكيد سعودي على أهمية التعاون محلياً ودولياً لمكافحة الفساد

السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)
السعودية تطلعت إلى تفعيل مخرجات الاجتماع الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد بما يحقق المصالح المشتركة (واس)

أكد مازن الكهموس رئيس «هيئة الرقابة ومكافحة الفساد» السعودية، أن المملكة التي جعلت مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتها 2030، تدرك تداعيات جريمة الفساد العابر للحدود وأثرها على المجتمعات الإسلامية ونهضتها، مشدداً على أن تضافر الجهود على الصعيدين المحلي والدولي لمكافحة هذه الآفة يُساهم في تحقيق الرخاء والازدهار لدولنا الإسلامية ويدعم أهداف التنمية المستدامة فيها.

وأوضح الكهموس في كلمة السعودية خلال الاجتماع الوزاري الثاني لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة «التعاون الإسلامي» الذي استضافته العاصمة القطرية الدوحة، الأربعاء، أن المملكة تشرفت برئاسة واستضافة الاجتماع الوزاري الأول، تحت رعاية كريمة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الذي أسفر عنه إقرار «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد.

وعدّ الكهموس أن «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تمثل الإطار الأمثل لتعزيز جهود مكافحة الفساد وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

وأشار إلى القرار الصادر مؤخراً عن الدورة الخمسين لمجلس وزراء الخارجية بتاريخ 29 - 30 أغسطس (آب) الماضي المنعقد في الكاميرون الذي تضمن حث الدول الأعضاء على الإسراع بالتوقيع على «اتفاقية مكة المكرمة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة للمصادقة عليها.

ورحب باعتماد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مشروع قرار تقدمت به السعودية لتشجيع التعاون بين الدول الأعضاء مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنظمات ذات الصلة لوضع منهجيات ومؤشرات لقياس الفساد.

وشهد الاجتماع، اعتماد مشروع قرار «اتفاقية مكة» للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للتعاون في مجال إنفاذ قوانين مكافحة الفساد، التي تهدف لتعزيز التعاون بين سلطات إنفاذ قوانين مكافحة الفساد على نحوٍ يتم بالكفاءة والسرعة، وتشجع على الانضمام لشبكة مبادرة الرياض العالمية (GlobE Network)، التي توفر إطاراً قانونياً لتبادل المعلومات والتحريات بشكل مباشر وسريع، وتساهم في منع جرائم الفساد وتحجيم الملاذات الآمنة للفاسدين.

الكهموس أكد أن السعودية جعلت مكافحة الفساد ركيزة أساسية لتحقيق رؤيتها 2030 (واس)

كما نوه باستضافة السعودية، الأمانة العامة الدائمة للشبكة الإقليمية لاسترداد الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA-ARIN)، ورئاسة المملكة لها في عام 2025، مؤكداً التزام السعودية بتحقيق أهداف ومصالح أعضاء الشبكة، بما يعزز سبل التعاون الفعّال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتطلَّع الكهموس في ختام كلمته إلى تفعيل مخرجات الاجتماع بما يحقق المصالح المشتركة للدول الإسلامية لمواجهة هذه الآفة والحد من الملاذات الآمنة لمرتكبي جرائم الفساد.

وتأتي مشاركة السعودية في الاجتماع حرصاً منها على تفعيل مبادراتها الدولية النوعية الرامية لمكافحة الفساد، ومشاركة المجتمع الدولي في الجهود المبذولة لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والاستفادة من خبرات الدول، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الفساد إعمالاً لما تضمنته اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، وبما يتسق مع «رؤية المملكة 2030» التي جعلت الحوكمة والشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد أحد مرتكزاتها الرئيسية.

وشاركت السعودية في الاجتماع الوزاري الذي تستضيفه الدوحة خلال الفترة من 26: 27 نوفمبر (تشرين الثاني) بتنظيم من منظمة التعاون الإسلامي مع هيئة الرقابة الإدارية والشفافية في قطر، وترأس وفد المملكة مازن الكهموس.

يذكر أن الاجتماع الوزاري الأول لأجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي أتى بدعوة من السعودية خلال رئاستها القمة الإسلامية الرابعة عشرة، وتم تنظيمه بالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، بحضور ومشاركة رؤساء أجهزة إنفاذ قوانين مكافحة الفساد، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، ونخبة من المسؤولين والخبراء المحليين والدوليين.