الولايات المتحدة تكافح غسل الأموال بزيادة القيود على المبيعات الفنية

تعتمد صالات العرض على نزاهة العملاء الذين تعاملت معهم منذ فترة طويلة
تعتمد صالات العرض على نزاهة العملاء الذين تعاملت معهم منذ فترة طويلة
TT

الولايات المتحدة تكافح غسل الأموال بزيادة القيود على المبيعات الفنية

تعتمد صالات العرض على نزاهة العملاء الذين تعاملت معهم منذ فترة طويلة
تعتمد صالات العرض على نزاهة العملاء الذين تعاملت معهم منذ فترة طويلة

عثر العملاء الفيدراليون الذين داهموا منزل تاجر للمخدرات في إحدى ضواحي فيلادلفيا على مخدر الماريغوانا، ولدهشتهم، عثروا أيضاً على 2.5 مليون دولار نقداً مخفية في مخبأ سري تحت حوض الأسماك.
ولكنهم كانوا أكثر دهشة لاكتشاف الكثير من الأعمال الفنية — 14 لوحة على الجدران و33 لوحة أخرى مكدسة في وحدة للتخزين تقع على بعد أميال قليلة من منزل تاجر المخدرات، رونالد بيلشيانو. وكانت الأعمال لمجموعة من أشهر الفنانين: رينوار، وبيكاسو، وسلفادور دالي.
قال برايان مايكل، الوكيل الخاص المسؤول عن تحقيقات الأمن الداخلي في فيلادلفيا «لقد فوجئنا بذلك في وجوهنا. لم تكن هذه الكمية من الأعمال الفنية شيئاً نجده في كل عملية مداهمة». واتضح أن بيلشيانو كان يستخدم هذه الأعمال الفنية في غسل بعض أموال المخدرات التي يتكسبها، حيث يشتري الأعمال من معرض فني معروف بالقرب من متحف فيلادلفيا.
وفي عام 2015، صدر ضده الحكم بالسجن لمدة تزيد على 5 سنوات بتهمة الاتجار بالمخدرات وغسل العائدات غير المشروعة عن طريق الاستفادة من إحدى السمات المميزة لسوق الأعمال الفنية - ألا وهي غموضها وعدم شفافيتها.
بلايين الدولارات من الأعمال الفنية تتداولها الأيدي كل عام مع القليل من - أو انعدام - التدقيق من الجهات العامة. لا يعرف المشترون عادة من أين يأتي العمل الفني الذي يشترونه. ويبقى البائعون أيضاً في الخفاء فيما يتعلق بالوجهة التي يقصدها العمل الفني. ولا تتطلب أي من عمليات الشراء تقديم المستندات التي تسمح للجهات الرقابية بتتبع مبيعات الأعمال الفنية أو أرباحها بسهولة، وهو الفارق الواضح عن الطريقة التي تستطيع بها الحكومة مراجعة تحويل الأصول الكبيرة الأخرى مثل الأسهم أو العقارات.
ولكن الآن، بدأت السلطات التي تخشى ألا تكون قضية بيلشيانو مجرد شذوذ عن القاعدة، وإنما صارت مثالاً لمدى الفائدة المحققة من وراء الفنون كأداة لغسل الأموال، تفكر في تعزيز الرقابة على هذه السوق وجعلها أكثر شفافية.
وفي يناير (كانون الثاني)، وسّع الكونغرس الأميركي من نطاق اللوائح الفيدرالية لمكافحة غسل الأموال، والتي تهدف إلى إحكام السيطرة على الصناعة المصرفية حتى تشمل تجار الآثار والأعمال الفنية. ويقتضي التشريع من وزارة الخزانة الانضمام إلى الوكالات الحكومية الأخرى لدراسة ما إذا كان ينبغي فرض لوائح أكثر صرامة على سوق الفنون الأوسع نطاقاً. وتتبع الجهود الأميركية القوانين التي جرى تمريرها مؤخراً في أوروبا، حيث يتعين الآن على التجار وأصحاب المزادات تحديد هوية عملائهم والتحقق من مصدر ثرواتهم.
بالنسبة إلى القدامى من رواد عالم الفنون، الذين يعتبرون إخفاء الهوية أمراً بديهياً، وتقليداً طبقياً، وليس ازدواجية للمعايير، فإن هذه التحركات على السرية والخصوصية هي ردة فعل مبالَغ فيها من شأنها إلحاق الضرر بسوق الفنون. وهم يشعرون بالقلق إزاء إزعاج العملاء بالأسئلة الاستقصائية الكثيرة للاستفسار، لا سيما عندما يقولون إن هناك أدلة غير قوية على إساءة المعاملة.
والواقع أن مخاوفهم كبيرة إلى الحد الذي جعل جماعات الضغط من أجل رابطة تجار الأعمال الفنية وكبريات دور المزادات تحاول في العاصمة واشنطن صياغة السياسة المتطورة بشأن هذه التدابير التنظيمية وغيرها. ومنذ عام 2019، بلغت قيمة فاتورة جماعات الضغط الخاصة بدارَ «كريستيز» و«سوثبيز» للمزادات ورابطة تجار الفنون نحو مليون دولار.

- تاريخ طويل من الأسماء الخفية
فما هو أصل هذه السرية؟ يقول الخبراء، من المحتمل، أنها ترجع إلى الأيام الأولى من سوق الفنون في القرنين الـ15 والـ16 عندما بدأت جماعة سانت لوك، وهي المنظمات التجارية المحترفة، في تنظيم إنتاج وبيع الأعمال الفنية في أوروبا. وحتى ذلك الحين، لم يكن الفن معروضاً للبيع والشراء على النحو المطلوب من جانب الرعاة الأرستقراطيين أو رجال الدين. ولكن مع اتساع الطبقة التجارية، كذلك توسعت سوق الفنون، التي تعمل من ورش العمل، والأكشاك العامة في مدن مثل أنتويرب في بلجيكا. ولإفشال مساعي المنافسين، كان من المنطقي إخفاء هوية زبائنهم حتى لا يتم سرقتهم، أو التكتم على السعر المتفق عليه مع أحد الزبائن حتى يتسنى لهم أن يتقاضوا سعراً مختلفاً من عميل آخر، وهي حوافز حراسة المعلومات التي لا تزال قائمة حتى اليوم.
صارت سوق الأعمال الفنية أقل سرية مما كان عليه من قبل. وتنشر دور المزادات، على سبيل المثال، تقديرات للأسعار التي تتوقع أن تحققها الأعمال الفنية. ولكن يظل الكثير من الأمر مبهماً، وهو ما يمنح الأمر مناخاً من الغموض عن العالم الذي يمكن للقيم والأرباح أن تعتمد فيه على أمر متقلب مثل الإجماع الحاشد على العبقرية الفنية.
تشير كتالوجات المزادات إلى أن الأعمال هي من «مجموعة خاصة»، وفي كثير من الأحيان لا تفيد بأكثر من ذلك. ويقول الخبراء والمسؤولون، إنه في بعض الأحيان يتم طرح اللوحات في الأسواق من قبل ممثلين عن المُلاك المجهولة هوياتهم، حتى في صالات العرض التي تنظم عمليات البيع. ويستخدم المشترون الوسطاء أيضا في مباشرة تلك العمليات.
وفي ظل هذه الظروف، تعتمد صالات العرض على نزاهة العملاء الذين تعاملوا معهم منذ فترة طويلة. وفي بعض الأحيان لا يكون المشترون والبائعون أشخاصاً على الإطلاق، بل إنها شركات وهمية، وكيانات استثمارية مبهمة، مصممة في الغالب لإخفاء الهوية.
يقول الدكتور هربرت لازارو، بروفسور القانون في كلية الحقوق بجامعة سان دييغو «إن تنوع عمليات الاحتيال في عالم الفن يكاد يكون بلا نهاية، ويسهل من ذلك حقيقة أن عالم الفن يعمل بسرية لا يحلم أي مستثمر آخر بالعمل فيها».

- اتباع المنهج الأوروبي
تدرس الحكومة الفيدرالية الأميركية استخدام قانون يهدف إلى مكافحة غسل الأموال في المؤسسات المالية لزيادة تنظيم سوق الفنون. وينص القانون، وهو قانون السرية المصرفية، على إبلاغ المصارف عن المعاملات النقدية التي تزيد قيمتها على 10 آلاف دولار، وأن تفصح عن النشاط المريب، وأن تتفهم هوية عملائها، وما هي مصادر ثرواتهم.
وقد فوض الكونغرس مسؤولي وزارة الخزانة بصياغة اللوائح الملائمة لسوق الآثار الذي ظل مثقلاً بالأعباء لفترة طويلة بسبب المخاوف من تهريب الآثار غير المشروعة من دول مثل سوريا والعراق. والآن، سوف يُعامل تجار الكنوز القديمة، مثل التماثيل الرخامية الرومانية أو الآثار المصرية القديمة، معاملة المؤسسات المالية، وسوف تدرس الجهات الرقابية الفيدرالية ما إذا كان من الواجب توسيع القيود إلى سوق الفنون الأوسع نطاقاً.
ويشعر تجار الآثار بالقلق إزاء تكلفة الامتثال لما يسمى بأنظمة مكافحة غسل الأموال. ويقولون إنهم يعرفون عملاءهم بالفعل بما يكفي لكي يتأكدوا من أنهم لا يشاركون في أنشطة غير مشروعة.
ولقد استجابت دور المزادات بالفعل للتغيرات التي طرأت على أوروبا من خلال الفحوص الأكثر دقة لعملائها في الولايات المتحدة أيضاً. تقول «دار كريستيز» للمزادات، إن البائعين في مزاداتها في نيويورك يجب أن يكشفوا عن هويتهم بشكل كامل. وبالنسبة للمشترين، تقول الدار، إنها تتحقق من هوية أي وكيل، كما تعمل على تحديد مصادر الأموال عندما تكون هناك أي إشارة لوجود مخاطر.
غير أن محققي مجلس الشيوخ الأميركي قد وجدوا في العام الماضي ثغرات في السياسات المتبعة في سوق الفنون. كما استشهد المجلس بأن دور المزادات والتجار قد سمحوا لاثنين من شخصيات النخبة الثرية الروسية، المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين، والمدرجين على قوائم العقوبات الأميركية، بشراء وبيع الأعمال الفنية باستخدام شركات وهمية يرأسها مستشار فني خاص. وخلصت اللجنة الفرعية في المجلس إلى أن دور المزادات، في المعاملات الجارية بين عامي 2011 و2019، لم تحدد هوية المالكين الفعليين على الرغم من ادعائهم أنهم اعتمدوا الضمانات المطلوبة.
وقال السيناتور الجمهوري روب بورتمان، من ولاية أوهايو، وهو أحد مقدمي التقرير «لا يمكن الوثوق بالرقابة الذاتية في صناعة الفنون». وأضاف السيناتور في بيان له «بينما زعمت دور المزادات أنها تستخدم برامج قوية لمكافحة غسل الأموال، وجدنا أن الموظفين الفعليين الذين يسهلون المعاملات لم يسألوا أبداً عن هوية المشتري الحقيقي للأعمال الفنية الذي يشتري الوسيط لصالحه، أو من أين تأتي الأموال».
وحتى لو تم اعتماد القواعد الأكثر صرامة، فإن أسماء المشترين والبائعين لن تصبح علنية. ولكن التجار ودور المزادات سوف يحتاجون إلى تحديد من يتعاملون معهم في حالة التحقيق من قبل سلطات إنفاذ القانون.
- خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

بريطانيا تكشف شبكة لغسل الأموال لصالح روسيا... وتوقيف 128 شخصاً

أوروبا استخدمت شبكة غسل الأموال مئات من عمال التوصيل في 28 بلدة ومدينة بريطانية (أ.ف.ب)

بريطانيا تكشف شبكة لغسل الأموال لصالح روسيا... وتوقيف 128 شخصاً

كشفت الشرطة البريطانية، الجمعة، شبكة لغسل مليارات الدولارات تعمل في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صورة عامة لمقر البنك المركزي في برازيليا (رويترز)

«المركزي البرازيلي» يقر قواعد تنظيمية جديدة لتداول الأصول الافتراضية

أصدر البنك المركزي البرازيلي، يوم الاثنين، قواعد طال انتظارها لتداول الأصول الافتراضية، بما في ذلك العملات المشفرة، لتوسيع نطاق لوائح مكافحة غسل الأموال.

«الشرق الأوسط» (برازيليا)
شؤون إقليمية صورة توضيحية تظهر العَلَم الإيراني وورقة نقدية من فئة الدولار ونماذج مصغرة لأنابيب النفط والبراميل (رويترز)

واشنطن ترصد أنشطة جديدة لـ«مصارف الظل» الإيرانية

كشفت شبكة إنفاذ الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة الأميركية أن نحو 9 مليارات دولار من الأنشطة الموازية المرتبطة بإيران جرت عبر حسابات أميركية خلال 2024.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا من اجتماع سابق لقضاة جزائريين حول تطبيق أحكام قانون مكافحة غسل الأموال (صورة أرشيفية)

الجزائر: تقرير «المركزي» يكشف أساليب تبييض الأموال

حدد البنك المركزي الجزائري الوسائل المُستخدمة في تبييض الأموال، مؤكداً أن الاستثمار العقاري هو وجهة مفضلة لعائدات الأنشطة الخارجة عن القانون.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
خاص العاصمة السعودية (أ.ف.ب)

خاص سيناتورة فرنسية لـ«الشرق الأوسط»: تعاون مستمر مع السعودية للتصدي للجرائم المالية

تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستضافة مؤتمر «العقوبات ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في القطاع المصرفي والمالي في السعودية».

فتح الرحمن يوسف (الرياض)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.


رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».


ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».