أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان رسمي لها، أمس (الاثنين)، أن الوزير الجديد ورئيس الحكومة البديل، يائير لبيد، سيزور الإمارات في يوم الثلاثاء المقبل؛ ليكون بذلك أوّل وزير إسرائيلي يزورها منذ توقيع اتفاق السلام بين البلدين. وسيحل ضيفاً على نظيره الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، ويفتتحان معاً السفارة الإسرائيلية في أبوظبي والقنصلية الإسرائيلية في دبي.
واعتبرت الخارجية الإسرائيلية هذه الزيارة، تاريخية، وأكدت أن ترتيبها تم بعد سلسلة مكالمات هاتفية بين الوزيرين وطواقمهما، تطرقت إلى كيفية تطوير العلاقات بين البلدين وإحداث انطلاقة في التعاون الإقليمي والاستثمار فيه لأجل التقدم نحو تسوية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، بخطوات ثابتة وواثقة. وأكدت، أن الزيارة ستستغرق يومين وسيتعرف خلالها على مرافق مهمة في الإمارات ويلتقي عدداً من المسؤولين. ولم يستبعد مسؤول في الخارجية الإسرائيلية احتمال أن يلتقي لبيد ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، ونائب رئيس البلاد حاكم دبي، محمد بن راشد آل مكتوم، وقال «إذا حدث ذلك؛ فسيكون أول لقاء مفتوح بين شخصية إسرائيلية وبين حاكمي الإمارات».
والمعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، بنيامين نتنياهو، الذي يعتبر نفسه صاحب الفضل في هذه العلاقات، منع خلال فترة ولايته، وزير الخارجية في حكومته، غابي أشكنازي، ووزراء آخرين من زيارة الإمارات. وأبلغ وزراءه بشكل صريح، في ديسمبر (كانون الأول) 2020، «لن يسافر قبلي أي سياسي إسرائيلي إلى الإمارات». ومنع بالفعل أي زيارات لسياسيين، بدءاً بوزير الخارجية غابي أشكنازي إلى وزير الدفاع بيني غانتس، ووزير الاقتصاد عمير بيرتس، ووزير التعاون الإقليمي أوفير أكونيس. وعلى الرغم من التقدم الكبير في العلاقات بين البلدين في شتى المجالات والتوقيع على عشرات الاتفاقيات، فإن زيارات الإسرائيليين إلى أبوظبي اقتصرت على موظفين كبار، غالبيتهم من مكتب رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي أو جهاز الموساد (المخابرات الخارجية). وقد حضر بالمقابل وزراء إماراتيون عديدون لإسرائيل. وفي الأسبوع الأول من شهر مارس (آذار) الماضي، كان مقرراً أن يزور نتنياهو أبوظبي، لمدة ساعتين فقط ويلتقي الشيخ محمد بن زايد، ولي العهد، في مقصورة داخل المطار، على أن يقوم أشكنازي بزيارة بعد أسبوع، يفتتح خلالها مقر السفارة المؤقت في أبوظبي ومقر القنصلية المؤقت في دبي. لكن زيارة نتنياهو ألغيت، لأسباب مجتمعة عدة، بينها عدم حماس أبوظبي وقرار الأردن عدم السماح لطائرة نتنياهو بالطيران فوق أجوائه؛ احتجاجاً على ما فعلته إسرائيل ضد ولي العهد الأردني، الأمير حسين بن عبد الله الثاني، وتسبب في إجهاض زيارته إلى المسجد الأقصى. وكانت هذه رابع زيارة حددها نتنياهو للإمارات، لكن تم تأجيلها مراراً بسبب الوضع السياسي في إسرائيل.
وتشير توقعات في إسرائيل إلى أن لبيد، الذي يعلن أنه سيركز خلال السنتين المقبلتين، على تحسين علاقات إسرائيل مع الإدارة الأميركية ودول الشرق الأوسط، يؤمن بأن الإمارات عنصر أساسي في المعادلات السياسية في الشرق الأوسط، وبالتعاون معها يمكن التقدم في مسارات عدة تنسجم مع سياسة دول الغرب وإسرائيل وتعزيز العلاقات معها لا يخدم شعبيهما فحسب، بل سائر شعوب المنطقة. وبعد زيارته، ينوي مع رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، دفع وزراء آخرين من إسرائيل لزيارة الإمارات وتوقيع اتفاقيات تعاون مع نظرائهم فيها. والمعروف أن لبيد سيكون رئيس الوزراء القادم، ابتداءً من شهر أغسطس (آب) 2023، في حال صمدت الحكومة الحالية. وهو يسعى لترسيخ مكانة إقليمية ودولية تتيح له تحقيق إنجازات سياسية كبرى في المستقبل.
هذا، وكشفت القناة الإخبارية الإسرائيلية «i24NEWS»، التي تبث بثلاث لغات، هي العربية والإنجليزية والفرنسية، ويملكها يهودي فرنسي، أنها قررت توسيع نشاطها ليشمل الإمارات، وأنها حصلت على ترخيص بث من دبي وأبرمت اتفاقيات تعاون مع شركات إعلام إماراتية.
لبيد يفتتح السفارة الإسرائيلية في أبوظبي والقنصلية في دبي
في زيارة تستغرق يومين
لبيد يفتتح السفارة الإسرائيلية في أبوظبي والقنصلية في دبي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة