برغم الانقلاب العسكري... روسيا وبورما ترغبان في التعاون

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

برغم الانقلاب العسكري... روسيا وبورما ترغبان في التعاون

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

دعت روسيا وبورما اليوم (الاثنين) إلى تعزيز التعاون بينهما في مناسبة لقاء عقد في موسكو بين رئيس المجلس العسكري الحاكم الجنرال مين أونغ هلاينغ والأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف.
منذ الانقلاب العسكري في 1 فبراير (شباط)، تبدي روسيا دعمها تدريجياً للعسكريين الذين أطاحوا بالزعيمة السابقة أونغ سان سو تشي وأودعوها السجن، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال مجلس الأمن الروسي في بيان إن المسؤولين الروسي والبورمي تطرقا إلى «التعاون الروسي - البورمي في مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك إلى مواضيع مرتبطة بالتدخل غير المقبول لدول أجنبية في الشؤون الداخلية البورمية». وأكدا «رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي بشكل إضافي» بحسب المصدر نفسه.
بحسب إذاعة الدولة البورمية «إم آر تي في» فإن الجنرال مين أونغ هلاينغ وصل إلى موسكو على رأس وفد بورمي سيشارك في مؤتمر كبير حول الأمن الدولي، سيجمع اعتباراً من الثلاثاء وعلى مدى ثلاثة أيام في العاصمة الروسية مسؤولين عسكريين من أكثر من مائة دولة.
منذ فبراير يقمع المجلس العسكري حركة الاحتجاج المناهضة للانقلاب ما أسفر عن سقوط أكثر من 860 قتيلاً بينهم نساء وأطفال بحسب رابطة مساعدة السجناء السياسيين. الجمعة، اعتمدت الجمعية العام للأمم المتحدة قراراً غير ملزم يدين الانقلاب في بورما ويدعو «كل الدول الأعضاء إلى منع تدفق أسلحة» إلى هذا البلد.
ووافقت على هذا النص 119 دولة وامتنعت 16 عن التصويت بينها الصين، أبرز دولة داعمة لبورما، وروسيا.
ورغم أن الكرملين أعرب في نهاية مارس (آذار) عن قلقه إزاء العدد المتزايد من الضحايا المدنيين، فإن روسيا أوفدت في موازاة ذلك نائب وزير الدفاع إلى بورما، الدولة التي وصفت في هذه المناسبة بأنها «حليف موثوق» تريد موسكو «تعميق» التعاون العسكري معه.
من جانب آخر، رفضت روسيا في أبريل (نيسان) فكرة فرض عقوبات على المجلس العسكري البورمي معتبرة أنها ستكون بدون فائدة وستجر حتى إلى «نزاع مدني واسع النطاق» في ذلك البلد.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.