إسرائيل تسمح بتصدير «محدود» للمنتجات من غزة

عامل فلسطيني يفرز صناديق الفلفل في مزرعة برفح لتصديرها عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي (د.ب.أ)
عامل فلسطيني يفرز صناديق الفلفل في مزرعة برفح لتصديرها عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي (د.ب.أ)
TT

إسرائيل تسمح بتصدير «محدود» للمنتجات من غزة

عامل فلسطيني يفرز صناديق الفلفل في مزرعة برفح لتصديرها عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي (د.ب.أ)
عامل فلسطيني يفرز صناديق الفلفل في مزرعة برفح لتصديرها عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي (د.ب.أ)

أعلنت السلطات الإسرائيلية مساء أمس (الأحد) استئناف تصدير المنتجات الزراعية من قطاع غزة بشكل محدود، وذلك للمرة الأولى منذ الحرب الأخيرة بين حماس والدولة العبرية.
ويأتي القرار الإسرائيلي بعد شهر على وقف إطلاق النار. وللمرة الأولى منذ الحرب الخاطفة، سيكون ممكناً تصدير منتجات زراعية «محدودة» من غزة عند معبر كرم أبو سالم، نقطة العبور الوحيدة للبضائع بين هذه الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بحسب ما أعلنت مساء الأحد وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات)، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت كوغات إن «هذا الإجراء المدني الذي نال موافقة على المستوى السياسي، مشروط بالحفاظ على الأمن»، مشيرة إلى أن هذا الإجراء اتخِذ بعد «تقييم أمني». يخضع قطاع غزة البالغ عدد سكانه أكثر من مليوني نسمة، لحصار إسرائيلي مشدد منذ أن تولت حركة حماس السلطة فيه عام 2007.
من جهته، قال رئيس اللجنة المدنية في قطاع غزة صالح الزق في تصريح صحافي: «أبلغنا الجانب الإسرائيلي بأنه سوف يسمح اليوم الاثنين بدخول وخروج البريد من وإلى قطاع غزة وعلى وجه الخصوص جوازات السفر العالقة بعد منع دام أكثر من شهر ونصف».
وبحسب الزق سيتم أيضاً «السماح بعودة جميع العالقين من أبناء القطاع خارج القطاع عبر معبر بيت حانون (ايريز) وكذلك السماح بتصدير كل المحاصيل الزراعية، والألبسة عبر معبر كرم أبو سالم».
وبهدف تصدير منتجات غزة الزراعية إلى الضفة الغربية المحتلة، أو حتى إلى الخارج عبر الأراضي الإسرائيلية، يتوجب على المنتجين في غزة الحصول على إذن مسبق من إسرائيل.
أقرّ وقف لإطلاق النار في 21 مايو (أيار) أنهى تصعيداً دموياً استمرّ 11 يوماً بين الدولة العبرية وحركة حماس الفلسطينية بعد أن أسفر عن مقتل 260 شخصاً بينهم 66 طفلاً ومقاتلون، بالإضافة إلى 13 شخصاً في إسرائيل بينهم طفل وفتاة وجندي.
وأطلقت حماس الأسبوع الماضي بالونات حارقة باتجاه إسرائيل التي ردّت بقصف جوّي على مواقع قالت إنها تابعة للحركة في غزة، ما أثار مخاوف من استئناف الأعمال العدائية في حين تحاول مصر تعزيز الهدنة بين الطرفين.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.