أفضل النقاد والمحللين في الدوري الإنجليزي هذا الموسم

من إيان رايت... مروراً بغاري نيفيل... وصولاً إلى سيسك فابريغاس

غاري نيفيل (غيتي)
غاري نيفيل (غيتي)
TT

أفضل النقاد والمحللين في الدوري الإنجليزي هذا الموسم

غاري نيفيل (غيتي)
غاري نيفيل (غيتي)

انتهى الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2020 - 2021، الذي لم يشهد تنافساً كبيراً على الفوز باللقب، لكن المنافسة كانت حاضرة بقوة على المقاعد المؤهلة للبطولات الأوروبية حتى الجولة الأخيرة. وقاد جوسب غوارديولا فريقه مانشستر سيتي إلى التتويج بلقب البطولة، وهو اللقب الثالث لمانشستر سيتي منذ تولّي المدير الفني الإسباني المقاليد الفنية عام 2016. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على أفضل النقاد والمحللين في الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2020 - 2021:

إيان رايت
في الحلقة الأخيرة لهذا الموسم من برنامج «مباراة اليوم» الذي يذاع على شاشة قناة «بي بي سي»، تمكن إيان رايت (بشكل أثار حيرة غاري لينيكر وآلان شيرر) من أن يذكر اسمي مغنيي الراب في المملكة المتحدة روس ميليونز، وتيون واين، كما وصف ليدز يونايتد بأنه «أسطول إمبراطوري من النجوم يخرج من الفضاء البعيد»، وصوت للاعب توتنهام، إريك لاميلا، للفوز بجائزة أفضل هدف في الموسم، عن هدفه الرائع الذي أحرزه بطريقة رابونا (حركة يقوم فيها اللاعب باستخدام ساقه الأقل قوة من أجل تثبيت جسمه فوق الأرض ثم لف ساقه الثانية حول الأولى لتسديد الكرة بالقدم الأقوى) في ديربي شمال لندن في مارس (آذار) الماضي.
وغالباً ما يحاول بعض النقاد والمحللين إخفاء تحيزهم لبعض الأندية، لكن إيان رايت لا يخفي أبداً حبه الشديد لآرسنال، ومع ذلك فإنه يحظى بشعبية كبيرة ومحبوب من الجميع. لقد كان يشعر بحزن شديد عندما يخسر آرسنال، وكان يقفز فرحاً داخل الاستوديو في حالة الفوز. ومع ذلك، لا تقتصر مهارات رايت في التحليل على أنه يمتلك حماساً شديداً أو ولاء واضحاً لنادٍ معين، لكنه غالباً ما يطرح وجهات نظر ثاقبة وموضوعية. وأظهر في فيلم «هوم تراثز» (حقائق المنزل) - فيلم وثائقي أنتج حديثاً ويتناول الظروف الصعبة والعنيفة التي نشأ فيها (هو وغيره) - جانباً آخر لمهاراته الإذاعية. ودائماً ما كان رايت يمتلك شخصية جذابة للغاية، سواء داخل أو خارج الملعب، لكن ما يجعله شخصاً محبوباً جداً هو قدرته على أن يمزج بين تلك الكاريزما والتواضع الشديد. وعلاوة على كل ذلك، يهتم رايت بمظهره ويعرف كيف يرتدي الملابس المناسبة في المناسبات المختلفة.

غاري نيفيل
هل كان رد الفعل العنيف على اقتراح إقامة بطولة دوري السوبر الأوروبي قاسياً دون غاري نيفيل؟ ربما، لكن الانتقاد اللاذع والتلقائي من جانب أسطورة مانشستر يونايتد لهذه البطولة الانفصالية في ظهر ذلك اليوم - بعد دقائق معدودة من تداول الأنباء، لكن قبل ساعات قليلة من الإعلان الرسمي من قبل الأندية - كان إحدى اللحظات الحاسمة في الموسم. كانت هناك مخاوف من أن بعض مشجعي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز الستة سوف يقفون إلى جانب هذا الجشع ويؤيدون إقامة بطولة دوري السوبر الأوروبي، لكن الخطاب العاطفي الذي قاله نيفيل - والذي وصف فيه الانفصال بأنه «عمل إجرامي» - كان موجزاً وغنياً بالمعلومات. ولم يكتفِ نيفيل بذلك، لكنه طالب جهة تنظيمية مستقلة بالتحقيق في الأمر من خلال تقديم التماس إلى حكومة المملكة المتحدة جمع 127 ألف توقيع في يوم واحد. ويمكن القول إن نيفيل هو أفضل محلل للمباريات في المملكة المتحدة، سواء من خلال البرامج التلفزيونية التي يظهر فيها، أو من خلال الحوارات الشيقة التي يجريها مع أبرز نجوم اللعبة.
أليكس سكوت

ستكون أليكس سكوت المقدمة الجديدة لبرنامج «فوتبول فوكاس» الموسم المقبل، وهنا شبه إجماع على أنها خيار ممتاز لتحل محل دان ووكر. ربما تطرح سكوت مزيداً من الأسئلة في المستقبل، لكن إجاباتها كانت مليئة بالإحصائيات والأرقام منذ فترة طويلة، ويُعتقد أنها من أفضل المحللين من حيث الاستعداد والتحضير للبرامج في هذا المجال، وهو أمر لا يثير الدهشة نظراً لخبرتها الكبيرة وشهادتها الجامعية في مجال الصحافة. لا تزال سكوت مذيعة بارعة، وتعمل بسلاسة ولديها قدر كبير من المعرفة والمعلومات، سواء في كرة القدم للرجال أو للسيدات، ويمكن القول إنها تفوقت على كلير بالدينغ ولينكر وغابي لوغان في حفل استضافة أفضل شخصية رياضية لهذا العام في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وقالت سكوت لدى تعيينها لتقدم برنامج «فوتبول فوكاس»، وفي عام ما زالت تعاني فيه مقدمات البرامج الرياضية من كثير من الإساءات عبر الإنترنت: «عندما كنت طفلة، لم أكن أشاهد التلفزيون أبداً، ولم أكن أعتقد أن شخصاً مثلي يمكنه تقديم برنامج مثل فوتبول فوكاس».

تروي ديني
قام تروي ديني بعمل رائع خلال العام الجاري. فداخل الملعب، لا يزال قائداً وأسطورة في نادي واتفورد. وخارج الملعب، يحظى بشعبية كبيرة في البرامج التلفزيونية والإذاعية، كما يكتب عموداً في إحدى الصحف، ويظهر بشكل منتظم على محطة «توك سبورت» الإذاعية، ويتحدث بصدق وبصراحة عن مجموعة مختلفة من الموضوعات، بدءاً من حركة «حياة السود مهمة»، وصولاً إلى التدقيق الذي واجهه لاعبو كرة القدم من السياسيين بسبب الإغلاق.
لقد تحدث ديني بكل بصراحة عن الفترة التي قضاها في السجن ووفاة والده في أحد البرامج، بل وبدأ برنامجه الخاص، الذي يحمل اسم «ديني توك»، والذي أجرى فيه مؤخراً مقابلة مع إلتون جون. يتحدث ديني، البالغ من العمر 32 عاماً، بكل بثقة، سواء كان هو مقدم البرنامج أو الشخص الذي تتم مقابلته، ويبدو أنه لا يهتم بما إذا كان رأيه يحظى بشعبية أم لا.

سيسك فابريغاس
لم يكن من الغريب أن ينجح سيسك فابريغاس في العمل كناقد ومحلل للمباريات. فعندما تقضي مسيرتك الكروية بين أكاديمية «لاماسيا» الشهيرة للناشئين بنادي برشلونة وأن تكون إحدى الركائز الأساسية في فريق آرسنال الذي لا يُقهر، وعندما تلعب في جميع المراكز، بدءاً من محور الارتكاز وصولاً إلى المهاجم الوهمي، وعندما تفوز بكل الألقاب الممكنة تقريباً على مستوى الأندية والمنتخبات، فمن الطبيعي أن تكون مؤهلاً للحديث عن الجوانب الخططية والتكتيكية للمباريات أكثر من أي شخص آخر. وعلاوة على ذلك، لا يخشى فابريغاس أن ينتقد النقاد الآخرين علناً. وعلى الرغم من أن ظهوره المتميز على قناة «بي تي سبورت» كان يحدث بشكل عرضي ومتقطع، فإن أداءه الرائع جعل المديرين التنفيذيين لقناة «بي بي سي» يطلبون منه الانضمام إلى فريق عمل القناة في بطولة كأس الأمم الأوروبية المقامة حالياً. ويتميز فابريغاس بأنه موضوعي وصادق، ويجيد كثيراً من اللغات، وهي الصفات التي تجعل المرء يشعر بأن اللاعب البالغ من العمر 34 عاماً مؤهلاً تماماً للعمل مديراً فنياً فور انتهاء مسيرته كلاعب مع موناكو الفرنسي، لكن تحليل مباريات كأس الأمم الأوروبية للحصول على بعض الأموال في هذه الفترة ليس أمراً سيئاً بالطبع!



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».