إدانات كردية لدعوة رئيس الائتلاف المعارض إلى تدخل تركي

TT

إدانات كردية لدعوة رئيس الائتلاف المعارض إلى تدخل تركي

رفض «المجلس الوطني الكردي» و«مجلس سوريا الديمقراطية» دعوة رئيس الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري، إلى تدخل الجيش التركي، لطرد «قوات سوريا الديمقراطية» من مدينتي منبج وتل رفعت بريف محافظة حلب، بعد استهداف مستشفى مدني، الأسبوع الماضي، في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية.
وقال «المجلس الكردي» في بيان نُشر على حسابه الرسمي، إن دعوة الحريري للرئاسة التركية بالتدخل العسكري في مناطق أخرى من سوريا «استباحة لسيادة الدولة السورية وتجاوز على مبادئ الثورة السورية وقيمها، وتسيء إلى العلاقات بين مكونات الائتلاف نفسه»، في وقت أكد فيه بيان «سوريا الديمقراطية»، أن دعوة رئيس الائتلاف تأتي في سياق «احتلال المزيد من الأراضي السورية، وتهجير المزيد من السوريين، في إطار مشروع بات واضحاً للجميع؛ بأنه لا يحمل أي أجندة وطنية لسوريا».
وكان نصر الحريري رئيس الائتلاف السوري المعارض، قد طالب في مؤتمر صحافي عقده في 14 من الشهر الحالي بمدينة إسطنبول التركية؛ الرئاسة التركية، بتحرك عسكري جديد لطرد «قوات سوريا الديمقراطية» من مدينتي منبج وتل رفعت الواقعة شمال شرقي حلب، مضيفاً: «نطالب تركيا وفخامة الرئيس إردوغان وكل دول العالم الحر، بالتدخل العسكري إلى جانب الشعب السوري والجيش الوطني، لإخراج الميليشيات الإرهابية من مدينتي منبج وتل رفعت وجميع المناطق السورية»، في إشارة إلى «قوات سوريا الديمقراطية».
تعليقاً على دعوة الحريري، قال سعود الملا رئيس «المجلس الكردي» لـ«الشرق الأوسط»، إن تلك التصريحات «تعبر عن رأيه الشخصي الذي يرفضه المجلس الكردي، ولا تعبر عن موقف أحد مكونات الائتلاف، ولم يتم تناولها في هيئاته»، وأكد أن تصريحاته تتعارض مع أهداف الائتلاف «الذي يعمل من أجل تحقيق الحرية للشعب السوري والحفاظ على استقراره وكرامته، في دولة حرة ديمقراطية ذات سيادة». وأشار الملا إلى أن المجلس وأحزابه السياسية طالبت باستمرار المجتمع الدولي والأمم المتحدة في العمل على إيقاف التدخلات العسكرية وتسريع العملية السياسية: «لإيجاد حل للأزمة السورية تنهي معاناة السوريين، ولم يجد في التدخلات العسكرية حلاً لذلك بل إمعاناً فيما يتعرض له السوريون من عذابات».
أما أمينة عمر رئيسة «مجلس سوريا الديمقراطية»، الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية»، فقد علقت بأن الائتلاف السوري لم يقدم شيئاً للشعب السوري «منذ أن أصبح ورقة بيد الأتراك ومرتهناً لأجنداتها، فكان الأداء سخيفاً ضمن مسرحية هزيلة وخطة هشة لم تنطلِ على أحد، خصوصاً أن العالم كله بات يعرف من هم قتلة المدنيين الأبرياء»، على حد تعبيرها، ورفضت تحميل مسؤولية انفجار مستشفى عفرين الحادث الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصاً، بينهم طبيب و3 عاملين بالمشفى وطفل؛ لـ«قوات قسد»، مضيفة: «نرفض تلك الدعوات وعرقلة مهمة (قوات قسد) الأساسية المتمثلة بمحاربة التنظيمات الإرهابية وخلاياها المتجددة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».