«الأوقاف» المصرية تُغلظ عقوباتها لمنع غير المؤهلين من الخطابة

TT

«الأوقاف» المصرية تُغلظ عقوباتها لمنع غير المؤهلين من الخطابة

واصلت المؤسسات الدينية المصرية تحركاتها لمنع غير المؤهلين من الفتوى والخطابة. فغداة دعوة دار الإفتاء إلى «إصدار تشريع ملزم بإبعاد غير المتخصصين عن مجال الدعوة والإفتاء»، غلظت وزارة الأوقاف، أمس، من عقوباتها لمن يعاونهم على العمل وتجاوز التحذيرات القائمة، وأكدت أنها «ستنهي خدمة أي منتسب إليها يسمح أو يمكّن شخصاً غير مصرح له بالخطابة من صعود المنبر، أو يروج على صفحته أو حسابه لأي من المتطرفين».
وجدد وزير الأوقاف مختار جمعة في بيان، أمس، تحذيره لجميع العاملين في الوزارة من «أي آراء غير منضبطة أو أي سجال غير منضبط أو الخوض في قضايا لا تتسق وشخصية الإمام أو المفتش وطبيعة عمله على مواقع التواصل حتى لا يتعرض للمساءلة الإدارية والقانونية فيما خرج فيه عن الفكر الوسطي أو عما تقتضيه طبيعة عمله من التزام علمي وخلقي ووطني وأدب حوار... والتحذير في ذلك عام لجميع العاملين في الأوقاف».
وشدد جمعة كذلك على «حظر إنشاء أو فتح أي صفحات باسم الأوقاف أو أي من الجهات أو المديريات أو الإدارات التابعة لها أو المساجد إلا بتصريح مكتوب من رئيس القطاع الديني معتمداً من السلطة المختصة». وحدد «مهلة لمدة شهر للصفحات القائمة بأسماء المديريات أو الإدارات أو المساجد لاعتمادها بعد تقديم طلب».
وكانت دار الإفتاء المصرية دعت، أول من أمس، إلى «إصدار تشريع قانوني ملزم بإبعاد غير المتخصصين عن مجال الدعوة والإفتاء»، في خطوة عدها مراقبون مهمة «لمواجهة فوضى الفتاوى والآراء الدينية التي تصدر عن شخصيات غير مؤهلة». وقال مفتي مصر شوقي علام إن «الفتوى صنعة لها منهجية علمية وإطار محدد، ومن العبث إسناد أمر الفتوى إلى غير المؤهلين لهذه المهمة»، داعياً طالب الفتوى إلى «أن يلجأ لأهل الاختصاص».
ورأى المفتي أن «كلمة شيخ استبيحت وأصبحت تطلق على غير المؤهلين»، لافتاً إلى أن «كلمة شيخ تعني أن هذا الشخص الموصوف بها قد بلغ رتبة عالية من العلم الشرعي، وفق منهجية علمية سليمة، وهي من المصطلحات الراقية».
وسبق أن طالب نواب مصريون بإقرار قانون «لتنظيم الظهور الإعلامي» نص في مسودته الأولى على أنه «على كل مؤسسة إعلامية التحقق من حصول عالم الدين على ترخيص سارٍ من المؤسسات الدينية الرسمية في مصر، قبل السماح له بالظهور إعلامياً للحديث في الشأن الديني».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.