تنسيق مصري ـ ليبي لوضع «إخراج الأجانب» في أولوية «برلين 2»

وزير الخارجية المصري مستقبلاً نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري مستقبلاً نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
TT
20

تنسيق مصري ـ ليبي لوضع «إخراج الأجانب» في أولوية «برلين 2»

وزير الخارجية المصري مستقبلاً نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري مستقبلاً نظيرته الليبية نجلاء المنقوش في القاهرة أمس (الخارجية المصرية)

عززت القاهرة وطرابلس من تنسيقهما استعداداً لانعقاد مؤتمر «برلين 2»، المقرر الأربعاء المقبل. وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، ونظيرته الليبية، نجلاء المنقوش في مباحثات استضافتها القاهرة، أمس، على ضرورة وضع قضية «إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة»، وكذلك وقف التدخلات في ليبيا، كأولوية بأجندة عمل المؤتمر.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك، مع نظيرها المصري، اعتبرت المنقوش أن «الحل الوحيد لدعم الاستقرار والسلام في ليبيا يتمثل في إنهاء التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي، وخروج القوات الأجنبية والمرتزقة».
وأوضحت المنقوش أن «حكومة الوحدة»، بقيادة عبد الحميد الدبيبة «تواجه «تحديات أمنية واقتصادية، وكذلك تركة الانقسام لسنوات».
ومع إشارتها إلى أن «العملية السياسية تتطور ببطء» فإنها تحدثت عما وصفته بـ«بوادر أمل يمثلها عقد اجتماع دولي خلال أيام في برلين».
وخاطبت المنقوش مواطنيها بالقول إنه «يجب على الشعب الليبي أن يكون في مستوى المسؤولية، ولا بد من إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا».
بدوره، قال شكري إن «مصر تدعم جهود الأشقاء الليبيين لاستعادة الأمن والاستقرار»، مضيفاً أن مباحثاته مع المنقوش تناولت «سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتشاور بشأن سبل دفع العملية السياسية في ليبيا، والجهود المستمرة للوصول إلى آفاق أوسع؛ بما يلبي طموحات الشعبين، إلى جانب مساندة جهود الأشقاء الليبيين الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية».
كما أكد شكري على ضرورة تعزيز «سيادة ليبيا وأهمية إجراء الانتخابات نهاية العام الجاري، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب»، موضحاً أنه «تم تناول التحضيرات الجارية لمؤتمر برلين وأهمية إنجاحه».
كما اعتبر الوزير المصري أن «مؤتمر (برلين 2)، المقرر خلال أيام «فرصة لاستعادة الأمن والاستقرار» في ليبيا، كما سيتيح الفرصة كذلك للمجتمع الدولي للتعبير عن دعمه ليبيا». مشدداً على أن «ملف القوات الأجنبية والميليشيات المسلحة سيكون حاضراً على جدول أعمال المؤتمر بهدف العمل على إعادة الاستقرار والأمن إلى ليبيا، ومنع انزلاقها إلى الصراع مجدداً».
وعلى الصعيد الثنائي، أكدت المنقوش أن «العلاقات بين الشعبين المصري والليبي أكبر من المصالح المشتركة»، مشيدة بتميز العلاقات على الأصعدة كافة، ومتطلعة لدعم مصر للاستقرار في ليبيا وخريطة الطريق.
في سياق ذلك، أبدى شكري استعداد مصر «لمساعدة الليبيين في تحقيق بنود (مبادرة استقرار ليبيا)، حتى تستعيد ليبيا استقرارها ووحدة أراضيها».
وقبل أيام دعت وزيرة الخارجية الليبية إلى إطلاق «مبادرة استقرار ليبيا»، وعرضتها على وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الأسبوع الماضي في قطر، وتتضمن أهدافها «وقف إطلاق النار، وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة وتوحيد المؤسسة العسكرية».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.