أطول سلسلة مكاسب للأسهم الأوروبية منذ عامين

بفضل التفاؤل حيال التعافي

ارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثامنة على التوالي أمس (إ.ب.أ)
ارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثامنة على التوالي أمس (إ.ب.أ)
TT

أطول سلسلة مكاسب للأسهم الأوروبية منذ عامين

ارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثامنة على التوالي أمس (إ.ب.أ)
ارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثامنة على التوالي أمس (إ.ب.أ)

ارتفعت الأسهم الأوروبية للجلسة الثامنة على التوالي أمس (الثلاثاء)، إذ أدى التفاؤل حيال تعافٍ اقتصادي سريع في المنطقة إلى صعود أسهم الشركات الصناعية، بينما اقتدت أسهم شركات التكنولوجيا بقفزة نظرائها في الولايات المتحدة الليلة السابقة.
ولم يطرأ تغيُّر يُذكر على المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» عند الفتح، إذ يترقب المستثمرون مؤشرات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) هذا الأسبوع بشأن ما إذا كانت قفزة التضخم في الآونة الأخيرة ستؤدي إلى تشديد السياسة في وقت أقرب من المتوقع.
وصعد المؤشر «داو جونز الصناعي» 3.35 نقطة بما يعادل 0.01% إلى 34397.10 نقطة، وفتح المؤشر «ستاندرد آند بورز 500» مرتفعاً 0.13 نقطة إلى 4255.28 نقطة، وانخفض المؤشر «ناسداك المجمع» 7.51 نقطة أو 0.05% إلى 14166.64 نقطة.
وفي أوروبا، ارتفع المؤشر «ستوكس 600» للأسهم الأوروبية 0.3% بحلول الساعة 07:15 بتوقيت غرينتش، وهي أطول موجة مكاسب فيما يزيد على عامين مع مراهنة المستثمرين أيضاً على إبقاء البنوك المركزية صنابير التحفيز مفتوحة.
وارتفعت أسهم القطاع الصناعي في أوروبا 0.5%، في حين زادت أسهم التكنولوجيا 0.7% بعدما أغلق المؤشر «ناسداك» الزاخر بشركات التكنولوجيا على مستوى قياسي، أول من أمس.
أسيوياً، أغلقت الأسهم اليابانية مرتفعة، إذ تلقت الدعم من أسهم التكنولوجيا وتلك التي تركز على النمو عقب إغلاق قوي للمؤشر «ناسداك» الليلة السابقة، بينما واصلت شركات صناعة الأدوية مكاسبها.
وقفز المؤشر «نيكي» 0.96% إلى 29441.30 نقطة، مسجلاً أكبر مكسب منذ أواخر مايو (أيار)، بينما ارتفع المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.8% إلى 1975.48 نقطة، ليغلق عند أعلى مستوياته منذ أوائل أبريل (نيسان).
وتعززت معنويات السوق بآمال تعافي التجارة العالمية وإعادة فتح الاقتصاد في البلاد، وقال جون موريتا، المدير العام لقسم الأبحاث لدى «تشيباجين» لإدارة الأصول، إن «الإغلاق القوي للسوق ببساطة رد فعل على المكاسب في (ناسداك) الليلة الماضية. المستثمرون استعادوا الثقة في السوق مع سلاسة وسرعة توزيع لقاحات مضادة لـ(كوفيد – 19)».
وتصدر قطاع صناعة الأدوية قائمة الرابحين بين 33 قطاعاً فرعياً في بورصة طوكيو بارتفاع 1.65%. وقفز سهم «إيساي» 6.59% ليتصدر قائمة الأسهم الرابحة على المؤشر «نيكي».
وشهدت أسهم «إيساي» تذبذباً منذ تلقى عقار لمرض ألزهايمر، طوّرته الشركة بالتعاون مع «بيوجين»، موافقة الجهات التنظيمية الأميركية الأسبوع الماضي. وتواجه إدارة الغذاء والدواء الأميركية انتقادات متزايدة بشأن الموافقة على العقار. وصعد سهم «تاكيدا» للأدوية 1.69% وتتولى الشركة توريد لقاح «نوفافاكس» المضاد لـ«كوفيد - 19» في اليابان. وأظهرت تجارب سريرية أن لقاح الشركة الأميركية فعال بأكثر من 90% في مواجهة مجموعة سلالات للفيروس. وتقدم سهم «طوكيو إلكترون»، وهي مورّد كبير لمعدات صناعة الرقائق، 1.68%، بينما قفز سهم «تويوتا موتورز» 1.77% ليبلغ مستوى قياسياً.



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.