تخطى «خام برنت» 73.5 دولار أمس مع دفقة معنويات مرتفعة (رويترز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
البشائر تدفع «برنت» فوق 73.5 دولار
تخطى «خام برنت» 73.5 دولار أمس مع دفقة معنويات مرتفعة (رويترز)
ارتفعت أسعار النفط، الاثنين، مواصلة المكاسب التي استمرت على مدار 3 أسابيع بفضل تحسن توقعات الطلب على الوقود، وكذلك مساهمة تطعيمات «كوفيد19» في رفع قيود السفر، فضلاً عن شح في الإمدادات. وارتفع «مزيج برنت» 81 سنتاً؛ ما يوازي واحداً في المائة إلى 73.50 دولار للبرميل بحلول الساعة 14:30 بتوقيت غرينيتش، بعدما سجل في وقت سابق من الجلسة 73.64 دولار، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2019. وزاد «خام غرب تكساس الوسيط» 68 سنتاً؛ ما يعادل 0.96 في المائة، إلى 71.59 دولار، وهو الأعلى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2018. وعادت حركة السيارات لمستويات ما قبل الوباء في أميركا الشمالية ودول كثيرة في أوروبا، وزادت رحلات الطيران، مع تخفيف القيود لمكافحة فيروس «كورونا»، مما أدى لارتفاع الخامين على مدى 3 أسابيع. وقالت وكالة الطاقة الدولية، يوم الجمعة، إنه ينبغي على منظمة «أوبك» وحلفائها في مجموعة «أوبك+» زيادة الإنتاج للوفاء بالطلب المتعافي. وتقيد «أوبك+» الإنتاج لتدعم الأسعار بعدما قلص وباء «كوفيد19» الطلب في 2020، وأكدت على التزام قوي بالإنتاج المستهدف المتفق عليه في مايو الماضي. وقالت الوكالة إن «(أوبك+) تحتاج إلى رفع الإنتاج حتى تحصل الأسواق العالمية على إمدادات كافية». بينما توقع بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس» أن يصل سعر «خام برنت» إلى 80 دولاراً للبرميل هذا الصيف في الوقت الذي يعزز فيه توزيع اللقاحات المضادة ضد «كوفيد19» الأنشطة الاقتصادية حول العالم. في غضون ذلك، صرح وزير المعادن والبترول الأنغولي ديامانتينو أزيفيدو بأنه من المتوقع أن تنتج بلاده 1.193 مليون برميل من النفط يومياً في عام 2021، وهو أقل من التقدير الأولي بإنتاج 1.22 مليون برميل يومياً. ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن أزيفيدو القول إن الانخفاض في إنتاج النفط يرجع لأسباب أبرزها تراجع الإنتاج من الحقول الناضجة، والتي وصلت إلى ذروة الإنتاج وأصبحت حالياً في تراجع. وأشار إلى إمكانية عكس هذا التراجع أو التخفيف من حدته بالاستثمار في التنقيب عن النفط. وقال أزيفيدو، في مقابلة مع وكالة أنباء «لوسا»، إن إنتاج البلاد في 2020 بلغ 1.271 مليون برميل يومياً؛ أي أقل من التوقعات الأولية بـ1.283 مليون برميل يومياً. وأضاف أن الحكومة تعمل على زيادة طاقة تكرير النفط في البلاد بخطة لبناء 3 مصاف جديدة. ومددت أنغولا في وقت سابق من الشهر الحالي جولة ترخيص لتسعة قطاعات نفطية حتى 9 يوليو (تموز) المقبل.
شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
فوز ترمب يعيد رسم خريطة الأسواق
شاشات التلفزيون في قاعة بورصة نيويورك تعرض الأخبار في 6 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
ارتفعت مؤشرات «وول ستريت» الرئيسية إلى مستويات قياسية جديدة يوم الأربعاء، بعد فوز الجمهوري دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، بعد 4 سنوات من خروجه من البيت الأبيض.
مع هذا الفوز، تتوقع الأسواق الاقتصادية الأميركية موجة من التعديلات الكبرى، تشمل تخفيضات ضريبية، وتخفيف القيود التنظيمية، وتطبيق سياسات قد تعيد هيكلة المشهد الاقتصادي الأميركي.
في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون تأثير السياسات المحتملة لترمب على الأسواق، من بينها احتمالات زيادة التعريفات الجمركية التي قد تؤدي إلى تفاقم التضخم والعجز. ونتيجة لذلك، شهدت أسواق الأسهم قفزات ملحوظة، مع ارتفاع العوائد على السندات الأميركية، وصعود «بتكوين» إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، كما عزّز الدولار من موقعه في الأسواق العالمية.
قفزات ملحوظة للأسواق الأميركية
مع بداية يوم التداول، شهدت أسواق الأسهم الأميركية قفزات قوية، حيث سجّل مؤشر «داو جونز» الصناعي زيادة قدرها 1190 نقطة، ما يعادل 2.82 في المائة ليصل إلى 43412.81 نقطة.
كما سجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» ارتفاعاً بنسبة 1.62 في المائة، بينما ارتفع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 1.69 المائة.
وأوضح المحلل الأول في شركة «تريد نيشن»، ديفيد موريسون، أن الأسواق شعرت «بارتياح» نتيجة للنتيجة السريعة والواضحة للاقتراع، وهو ما ساهم في تعزيز الثقة بشكل كبير.
كما حقّق مؤشر «راسل 2000» للأسهم الصغيرة أكبر المكاسب بين المؤشرات الرئيسية، حيث ارتفع بنسبة 4.1 في المائة ليصل إلى أعلى مستوى له منذ 3 سنوات.
ويتوقع المستثمرون أن تستفيد الشركات المحلية من بيئة تنظيمية وضريبية أكثر تساهلاً، بالإضافة إلى أن هذه الشركات ستكون أقل تأثراً بالتعريفات الجمركية التي قد يتم فرضها على الواردات الأجنبية.
كما انخفض مؤشر الخوف، الذي يقيس تقلبات السوق، بما يقارب 5 نقاط، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر (أيلول). وقبل النتائج، كان المستثمرون يستعدون لعدة أيام من عدم اليقين بشأن من سيفوز في الانتخابات.
وقال كبير الاستراتيجيين الاستثماريين في «سي إف آر إيه»، سام ستوفال: «مع احتمال زيادة التحفيز وتخفيف القيود أو اللوائح على الصناعات، قد نرى السوق تحقق انتعاشاً قوياً بين الآن ونهاية العام».
وشهدت الأسهم المرتبطة بسياسات ترمب القوية خلال ولايته الثانية مكاسب كبيرة، حيث ارتفعت أسهم مجموعة «ترمب ميديا» بنسبة 16 في المائة.
الذهب يتراجع والدولار يقوي من موقفه
على الرغم من المكاسب التي حقّقتها أسواق الأسهم والعملات المشفرة، فإن الذهب الذي يعدّ ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات عدم اليقين شهد انخفاضاً حاداً.
فقد انخفض سعر الذهب بنسبة تزيد عن 3 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له في 3 أسابيع، في وقت توجه فيه المستثمرون نحو الدولار الأميركي الذي شهد ارتفاعاً هو الأكبر له في يوم واحد منذ يونيو (حزيران) 2016.
ويرى كثير من المستثمرين أن السياسات الاقتصادية لترمب قد تساهم في تحفيز الاقتصاد الأميركي، ما يؤدي إلى تعزيز قوة الدولار.
كما أن احتمالات فرض زيادة في التعريفات الجمركية وارتفاع التضخم قد يؤديان إلى رفع عوائد السندات الأميركية، وهو ما يضغط على الذهب.
قطاعا البنوك والمالية في الصدارة
ارتفعت معظم قطاعات مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، حيث قادت المالية المكاسب بزيادة قدرها 5.1 في المائة لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، في ظل ارتفاع العوائد وتوقعات بفوائد أقل من اللوائح.
كما سجّلت أسهم البنوك الكبرى مكاسب ملحوظة. وارتفعت أسهم «جيه بي مورغان تشيس» بنسبة 8.3 في المائة، في حين زادت أسهم القطاع المالي في «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 5.1 في المائة، وهي الزيادة الأكبر بين 11 قطاعاً ضمن المؤشر.
ويعزى هذا الارتفاع إلى التفاؤل بنمو اقتصادي أقوى، ما سيساهم في زيادة الطلب على القروض والتمويل، وكذلك تخفيف اللوائح التي تفرضها الحكومة على القطاع المالي.
«تسلا» وصعود العملات المشفرة
ومن بين الشركات التي استفادت بشكل خاص من فوز ترمب، برزت أسهم «تسلا»، التي ارتفعت بنسبة 15.1 في المائة، ما يعكس الثقة المتزايدة في الشركة تحت قيادة ترمب.
ويرتبط هذا الصعود أيضاً بدعم الرئيس التنفيذي إيلون ماسك لترمب في الحملة الانتخابية الأخيرة.
في المقابل، انخفضت أسهم منافس تسلا «ريفيان» بنسبة 7.3 في المائة، في حين كانت أسهم «تسلا» تواصل تقدمها نحو آفاق جديدة.
ومن المتوقع أن تحقق «تسلا» مكاسب كبيرة تحت إدارة ترمب بسبب حجمها، مع توقعات بأن الإعانات الموجهة للطاقة البديلة والسيارات الكهربائية قد تكون مهددة.
وبينما سيكون هذا الأمر سلبياً بشكل عام للصناعة كلها، فإنه قد يعطي «تسلا» ميزة بفضل حصتها في السوق.
في المقابل، هبطت أسهم الشركات المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية بشكل حادّ يوم الأربعاء.
وفي قطاع العملات المشفرة، أعلن ترمب عزمه جعل الولايات المتحدة «عاصمة العملات المشفرة في العالم»، ما عزّز من قيمتها في الأسواق.
وسجّلت عملة «بتكوين» أعلى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزة حاجز 75000 دولار، كما شهدت العملات المشفرة الأخرى مثل «دوجكوين» مكاسب ملحوظة.
وارتفعت أسهم شركات مثل «كوينباس» بنسبة 19.4 في المائة.
التضخم والفائدة
بينما يترقب المستثمرون ما سيسفر عنه قرار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث من المتوقع أن يتم تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، فإن سياسات ترمب قد تؤدي إلى ضغط إضافي على التضخم، خاصة في ظل احتمالات رفع التعريفات الجمركية.
وتشير التوقعات إلى أن هذه السياسات قد ترفع العوائد على السندات الأميركية، حيث ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.47 في المائة، من 4.29 في المائة، في أواخر يوم الثلاثاء، وهو تحرك كبير لسوق السندات. كما أنها ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أغسطس (آب)، عندما كانت دون 4 في المائة.