الراحل عبد العزيز الربيعي... عشق المتنبي وشغل الأدباء بسبب شاعر عراقي

لمع اسمه كمثقف سعودي تنويري منذ سبعة عقود

عبد العزيز الربيعي
عبد العزيز الربيعي
TT
20

الراحل عبد العزيز الربيعي... عشق المتنبي وشغل الأدباء بسبب شاعر عراقي

عبد العزيز الربيعي
عبد العزيز الربيعي

فقد الوسط الثقافي في السعودية، عبد العزيز عبد الله الربيعي، أحد الرموز الأدبية والثقافية في السعودية من جيل الرواد، الذي سجل اسمه في قائمة الأدباء والمفكرين السعوديين الذين قادوا في العقود الماضية حركة التنوير الثقافي، وظهروا بقوة في المشهد كقامات وطنية حققوا إنجازات لافتة تعدت محيطهم المحلي إلى العربي. وكل هذا حدث في ظل ظروف بالغة الصعوبة لعل أبسطها ضعف مصادر المعرفة، بل وانعدامها بالكلية، إلا من خلال الكتاب الذين كان يتطلب الحصول عليه أن يكون طالبه «سندباداً» يرحل إلى دول تؤلف، ودول تطبع، ودول تقرأ، ليجد ضالته، ويعود إلى وطنه ويدلف مكتبته مبتهجاً، غير عابئ أو مكترث بما صرفه من مال، ادخره للحصول على هذا الكنز الثمين الذي لا يساوي شيئاً إلا في بورصة القراءة.
لمع اسم عبد العزيز الربيعي، كقلم وطني قبل سبعة عقود، بعد أن وضع نفسه في الصفوف الأمامية في طابور طويل، يجمع الأدباء والمفكرين والكتّاب والمثقفين، وكان الزحام شديداً، والتدافع هو السائد للوصول لبوابة الدخول إلى عالم المعرفة بكل أبعادها. كانت المعارك تدور على أشدها، بأسلحة عتادها المعرفة، حاملين أقلامهم للوصول إلى دهاليز وساحات «صحافة الأفراد»، التي فتحت أبوابها لهم وتقديم طلبات الالتحاق ككتّاب فيها، وكان الشرط الوحيد لقبولهم كفاءاتهم الكتابية والثقافية.
معركة أحمد الصافي النجفي
مع رحيل عبد العزيز الربيعي ومواراته الثرى يوم أمس في مقبرة النسيم الرياض، فتحت صفحات ناصعة البياض حملت أسماء راحلين مروا على جادة الأدب والثقافة، كان من أبرزهم الربيعي نفسه الذي ولد في الزلفي وعاش في الغاط، وعمل في الفلاحة ثم تنقل في أعمال حكومية متعددة أغلبها في قطاع الزراعة والمياه، ثم التحق في الصحافة وأسس مجلة الجزيرة التي توارت ثم أصبحت جريدة وكتب في صحف ومجلات سعودية وعربية وختمت سيرته بالقول: «كان عاشقًا للمتنبي لدرجة أنه سمى أحد أبنائه (مُحسد) على اسم ابن المتنبي شاعر العربية الكبير».
قبل سنوات ست دلف الكاتب والمؤلف السعودي الدكتور عبد الله القفاري خزينة الأدب وفتحها بحثاً عن مجلة (الأديب) اللبنانية، تصفح المجلة على عجل واستوقفته دراسة نشرت قبل أكثر من نصف قرن، نسخ القفاري ما كتبته المجلة ونشرها للملأ في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2015، في جريدة (الرياض) السعودية، حيث كان أحد كتابها المتميزين، يقول القفاري: «لقد حاولت مع أصدقاء أعزاء أن يكتبوا أو يملوا شيئاً... فقد كان لديهم الكثير مما يمكن أن يشكل قراءة في سيرة مجتمع ووطن وإنسان... أو شهادة للتاريخ... إلا أن دعوتي تلك تأتي دوماً في الوقت الضائع... فلا أرى حماساً ولا رغبة... فقد كانوا في هزيع العمر الأخير... وشمسهم تؤذن بالمغيب».
هذه الدراسة كانت للربيعي، التي نشرها قبل 45 سنة، وتحديداً في مايو (أيار) 1970. في مجلة «الأديب» اللبنانية عن الشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي، تحت عنوان «أحمد الصافي النجفي متنبي هذا العصر». كان لتلك الدراسة وقع خاص لا من حيث رفع مكانة الشاعر الصافي النجفي إلى منزلة أبي الطيب المتنبي، ولكن أيضاً تداولاً وقراءة وتعليقاً إلى الحد الذي يصفه الشاعر النجفي نفسه، في رسالة خاصة للربيعي بأنها «أثارت إعجاب الأدباء فبادروا إلى نقلها في صحفهم، فبعد أن نقلتها مجلة «العرفان»، ها هي مجلة «الجديد» اللبنانية تعيد نشرها وكان إعجابهم بها كقطعة أدبية ودراسة تحليلية خالصة لوجه الفن والأدب...»، وأنه لم يتبقَ لديه منها إلا نسخة واحدة كان البعض يستنسخها حرصاً على قراءتها واقتنائها».
وأثارت هذه المقالة ضجة كبيرة، فها هو الدكتور محمد رجب البيومي يكتب مقالاً مطولاً في «الأديب» في عدد يونيو (حزيران) 1973بعنوان «فتى المروءة» يريد به الربيعي، وهي شهادة نبل ومروءة تجسدت في مواقف خبرها وعايشها للربيعي... إلا أنه لم يتنازل عن بعض رأيه في أبي الطيب المتنبي، وهو شاعر الربيعي الأول، الذي لا يرى في عالم الشعر العربي سواه...
بل ها هو يقتص من الربيعي... «لكننا نقول للأستاذ عبد العزيز يا أخي كيف جاز لك في أحاديثك أن تنكر مقارنة المتنبي بأبي العلاء وأبي تمام، والثلاثة قريب من قريب من قريب... ثم تقول في حديثك عن النجفي إن شعره يقف بثقة أمام شعر أبي الطيب... أنا لا أنكر أن الأستاذ أحمد الصافي النجفي شاعر كبير، وأنه فنان أصيل، وأن مقامه جهير في الشعر المعاصر! ولكني أنكر أن يقرنه عبد العزيز بأبي الطيب ثم يرفض أن يجعل المتنبي مقارناً لأمثال أبي تمام وأبي العلاء والبحتري والشريف؟ أهي مروءة الأدب قد بسطت أريحيتها الواسعة على النجفي في ساعة صفاء حتى لفته مع المتنبي في دثار واحد».
الربيعي المتطرف في عشقه لأبي الطيب، شكل أيضاً نموذجاً لجيل مختلف مهما بعدت به اهتماماته وانشغالاته في شؤون الحياة... بل إنه في ستينيات القرن الماضي ادخر جزءاً من دخله القليل ليسافر للقاهرة، بحثاً عن كتاب أو لقاء أديب، ومنهم صديقه عبد الله القصيمي على اختلاف في الرؤى وتباين في التوجه وخلاف لا يفسد بهجة اللقاء... ومن القاهرة رحل لبيروت فقط ليلتقي بالشاعر الصافي النجفي... حيث انعقدت بينهما صداقة لم يكن الأصل فيها سوى انجذابه لتلك الأيقونة النجفية، المليئة بالآلام والأحزان، الطافحة بالتشاؤم، المغموسة بالكآبة والتعاسة وبالحرمان والأسى والتشرد والشرود... كما يقول عنه الربيعي في دراسته.
في دارته بالملز، وجدت الأستاذ عبد العزيز الربيعي، رغم العقود الثمانية (حدث هذ قبل ست سنوات) التي يحملها على كتفيه، لم تعجزه عن استعادة ومضات تلك المرحلة بلغة وبريق وحضور جميل تنهك الأيام الجسد... إلا أن الحضور الذهني أسبغ على صوته الجهوري ولغته الحيوية الجميلة ألقاً من نوع آخر.
رحل عبد العزيز الربيعي، الذي ظل زاده طوال حياته في معركته مع المعرفة بيت أبي الطيب المتنبي:
أعز مكان في الدنا سرج سابح/ وخير جليس في الزمان كتاب



العباس بن الأحنف صرخة عذرية في عصر إباحي

العباس بن الأحنف صرخة عذرية في عصر إباحي
TT
20

العباس بن الأحنف صرخة عذرية في عصر إباحي

العباس بن الأحنف صرخة عذرية في عصر إباحي

إذا كانت نقاط التقاطع بين صخب الحياة العباسية المدينية، وبين بوادي الحجاز التي كانت مأهولة بالحرمان وشظف العيش في العصر الأموي، هي من الندرة بمكان، بحيث يصعب أن نعثر في العصر العباسي الأول على نسخ عذرية مماثلة لمجنون ليلى، وجميل بثينة، وكثيّر عزة. إلا أن ما تقدم لا يعني بالضرورة الغياب التام لحالات التتيم العاطفي وتجارب العشق الصادقة في ذلك العصر. ذلك أن الإشباع الجسدي لا يوقف وجيب القلوب، والحصول على المتعة لا يروي عطش الروح، ولا يوفر للشخص المعني ما يحتاج إليه من الحب والعاطفة الصادقة. وهي الفرضية التي تجد ضالتها المثلى في حالة العباس بن الأحنف، الذي لم تحل حياته المترفة ووسامته الظاهرة، وظرفه المحبب، دون وقوعه في حب «فوز»، المرأة التي شغلته عن كل ما عداها من النساء.

ومع أن الرواة قد اختلفوا حول نشأة العباس ونسبه، حيث ذكر الأصفهاني أنه نشأ في بغداد وينتمي إلى بني حنيفة العرب، وقال الأخفش إنه كان من عرب خراسان، ورأى آخرون أنه نشأ في البصرة ثم وفد إلى بغداد، فقد أجمع المبرّد والصولي والأصمعي على تقريض شعره، ورأى الجاحظ أنه كان شاعراً غزِلاً شريفاً مطبوعاً، وله مذهب حسن ولديباجة شعره رونق وعذوبة، وأنه لم يتجاوز الغزل إلى مديح أو هجاء. لكن اللافت أن الأصفهاني لم يولِ العباس وأخباره الكثير من الاهتمام، ولم يركز إلا على أشعاره الصالحة للغناء، دون أن يأتي على ذكر فوز، أو أيٍّ من معشوقاته الأخريات.

ورغم أن العباس يعرض في ديوانه للكثير من النساء، مثل ظلوم وذلفاء ونرجس ونسرين وسحر وضياء، ومعظمهن من الجواري، فإن فوز هي التي احتلت النصيب الأوفر من شعره الغزلي. ومع ذلك، فقد ظلت هويتها الحقيقية في دائرة الغموض واللبس. وحيث ذهب البعض إلى أنها والجارية ظلوم تسميتان لامرأة واحدة، إلا أن قصائد الشاعر تؤكد أن فوز لم تكن جارية، بل امرأة من الأشراف ذات نسب عريق. وفي مواضع عدة يشير العباس إلى أنه أخفى اسم حبيبته الحقيقي خشية على نفسه وعليها، كما في قوله:

كتمتُ اسمها كتمان من صار عرضةً وحاذر أن يفشو قبيح التسمُّعِ

فسمّيتها فوزاً ولو بحتُ باسمها

لسُمِّيتُ باسمٍ هائل الذكْر أشنعِ

وفي بحثها النقدي الاستقصائي عن العباس بن الأحنف، ترى الكاتبة العراقية عاتكة الخزرجي أن حبيبة الشاعر لم تكن «كائناً متخيلاً، بل امرأة من لحم ودم، وأن ديوانه الشعري كان سيرته وقصة قلبه». إلا أن الخزرجي تذهب إلى أبعد من ذلك، فترجح أن تكون فوز هي الاسم المعدل لعليّة بنت المهدي، أخت هارون الرشيد، وأن العباس أخفى هويتها الحقيقية خوفاً من بطش الخليفة، الذي كان الشاعر أحد جلسائه.

وقد كان يمكن لاجتهاد الخزرجي حول هوية فوز، أن يكون أكثر مطابقة للحقيقة، لو لم يشر الشاعر في غير موضع إلى أن حبيبته قد انتقلت للعيش في الحجاز، في حين أن عليّة، ظلت ملازمة لبغداد ولقصر أخيها الرشيد بالذات. وأياً تكن هوية حبيبة العباس الحقيقية، فقد بدت المسافة الشاسعة التي تفصله عنها، بمثابة النقمة والنعمة في آن واحد. فهي إذ تسببت له بالكثير من الجروح العاطفية والروحية، إلا أنها منحته الفرصة الملائمة لإحالتها إلى خانة الشعر، ولتحويلها نداءً شجياً في صحراء الغربة الموحشة، كقوله فيها:

أزيْنَ نساءِ العالمين أجيبي

دعاء مشوُقٍ بالعراق غريبِ

أيا فوز لو أبصرتِني ما عرفْتني

لطول نحولي دونكم وشحوبي

أقول وداري بالعراق، ودارها

حجازيةٌ في َحرّةٍ وسهوبِ

أزوّار بيت الله مُرّوا بيثربٍ

لحاجة متبولِ الفؤاد كئيبِ

ولو تركنا هذه الأبيات غفلاً من الاسم، لذهب الظن إلى أن ناظمها الفعلي هو جميل بثينة أو مجنون ليلى. وليس من قبيل الصدفة أن ينسب الرواة إلى العباس، ما نُسب قبله إلى المجنون، ومن بينها مقطوعة «أسرْب القطا هل من يعير جناحه؟» المثبتة في ديوانَي الشاعرين. وإذا كان لذلك من دلالة، فهي أن هاجس العباس الأهم، كان يتمثل في إعادة الاعتبار للشعر العذري بوصفه الحلقة المفقودة في الحب العباسي، إضافة إلى أنه أراد في ظل القامات الشاهقة لأبي نواس وأبي تمام وغيرهما، أن يحقق عبر الحب العذري، ما يمنحه هويته الخاصة ويمهد له الطريق إلى الخلود. وهو ما يظهر في قوله إن التجربة التي اختبرها سوف تكون «سنناً للناس»، أو قوله: «وصرنا حديثاً لمن بعدنا، تحدّث عنا القرونُ القرونا».

وإذ يقارب المستشرق الفرنسي جان كلود فاديه في كتابه «الغزل عند العرب»، تجربة العباس من زاوية كونها خروجاً على التجارب الحسية البحتة لمعاصريه، يتوقف ملياً عند حبه لفوز، متسائلاً عما إذا كانت الأخيرة قد وُجدت حقاً، أم أن الشاعر قد ألفها من عنديات توقه للمرأة الكاملة. وإذا كان فاديه قد رأى في فوز المعادل الشرقي لبياتريس، حبيبة دانتي في «الكوميديا الإلهية»، فإن النموذج الغزلي الذي راح العباس ينسج على منواله، هو نموذج عربي بامتياز. وحيث كانت البيئة الحاضنة لشعره خالية من البوادي المقفرة والفقر المدقع، فقد استعاض الشاعر عن الصحراء المحسوسة، بصحراء الحب المستحيل الذي يلمع كالسراب في أقاصي العالم، موفراً له ما يلزمه من بروق المخيلة ومناجم الإلهام.

ومع أن العباس كان يسير عبر قصائده الغزلية والعاطفية، في اتجاه معاكس لنظرائه ومجايليه من الشعراء، فإن من يقرأ ديوانه لا بد أن ينتابه شعور ما، بأنه ليس إزاء شاعر واحد متجانس التجربة والمعجم والأسلوب، بل إزاء نسختين أو أكثر من الشخص إياه. فهناك القصائد الطويلة المترعة بالحسرة والوجد، التي تحتل فوز مكان الصدارة فيها، وهناك بالمقابل النصوص القصيرة ذات المعاني والمفردات المستهلكة، التي يدور معظمها حول مغامرات الشاعر العابرة مع القيان والجواري. إلا أن ما يدعو إلى الاستغراب هو أن يكون بين المنظومات المهداة إلى فوز ما هو متكلف ومستعاد وسطحي، كمثل قوله:

أيا سيدة الناسِ

لقد قطّعت أنفاسي

يلوموني على الحبّ

وما في الحب من باسِ

ألا قد قدُمتْ فوزٌ

فقرَّت عينُ عباسِ

رغم أن العباس يعرض في ديوانه للكثير من النساء، ومعظمهن من الجواري فإن فوز هي التي احتلت النصيب الأوفر من شعره الغزلي

ولعل الأمر يجد تفسيره في كون العباس لم يحصر اسم فوز في المرأة التي محضها قلبه، بل استعاره لغير واحدة من نسائه العابرات. إضافة إلى أن رغبته بأن تصدح بهذا الاسم حناجر المغنين والمغنيات، جعلته يتنازل عن سقف شعريته العالي، لمصلحة النصوص السهلة والصالحة للغناء، خصوصاً أن احتفاء عصره بهذا الفن، لم يكن موازياً لاحتفاء الأمويين به فحسب، بل كان متجاوزاً له بفعل التطور والرخاء واختلاط الشعوب والثقافات.

وعلينا ألا نغفل أيضاً أن النزوع النرجسي للعباس، قد دفعه إلى أن يصيب بقصائده ومقطوعاته أكثر من هدف. فرغبته في أن يحاكي التجربة الفريدة لعمر بن أبي ربيعة، والتي جعلته يكرس بعضاً من النصوص لسرد فتوحاته ومغامراته العاطفية التي يواجه فيها المخاطر ليظفر بامرأته المعشوقة، لم تحل دون رغبته الموازية في التماهي مع تجارب العذريين الكبار، وما يستتبعها من بوح صادق وشفافية مفرطة.

إلا أن المقارنة بين النموذجين الحسي والمتعفف في تجربة الشاعر، لا بد أن تصبح في مصلحة هذا الأخير، حيث يذهب العباس بعيداً في الشغف وحرقة النفس، وفي الأسئلة المتصلة بالحب واللغة والفراق والموت. وهو إذ يحول العناصر والمرئيات مرايا لروحه الظامئة إلى الحب، تتراءى له فوز في كل ما يلوح له من الأشياء وظواهر الطبيعة، حتى إذا أبصر السيل منحدراً من أعالي الهضاب، تذكر أن ثمة في مكان قريب، حبيبة له «مسيلة» للحنين والدموع وآلام الفراق، أنشد قائلاً:

جرى السيلُ فاستبكانيَ السيلُ إذ

جرى وفاضت له من مقلتيّ سروبُ

وما ذاك إلا حيث أيقنتُ أنه

يمرُّ بوادٍ أنتِ منه قريبُ

يكون أجاجاً دونكمْ فإذا انتهى

إليكمْ تلقَّى طيبكمْ فيطيبُ

أيا ساكني شرقيّ دجلةَ كلُّكمْ

إلى النفس من أجل الحبيب حبيبُ