البيشمركة تتصدى لهجوم واسع شنه 15 انتحاريًا وسط سنجار

سيطرة القوات العراقية على تقاطع مهم تمهد لتحرير الحويجة

البابا فرنسيس لدى استقباله في الفاتيكان أمس رئيس حكومة إقليم كردستان والوفد المرافق له (أ.ف.ب)
البابا فرنسيس لدى استقباله في الفاتيكان أمس رئيس حكومة إقليم كردستان والوفد المرافق له (أ.ف.ب)
TT

البيشمركة تتصدى لهجوم واسع شنه 15 انتحاريًا وسط سنجار

البابا فرنسيس لدى استقباله في الفاتيكان أمس رئيس حكومة إقليم كردستان والوفد المرافق له (أ.ف.ب)
البابا فرنسيس لدى استقباله في الفاتيكان أمس رئيس حكومة إقليم كردستان والوفد المرافق له (أ.ف.ب)

تصدت قوات البيشمركة أمس لهجوم شنه مسلحو «داعش» من 4 محاور على مواقعها وسط مدينة سنجار (غرب الموصل) مستخدمين انتحاريين يقودون عربات مفخخة.
وقال العميد هاشم سيتيي، قائد قوات البيشمركة في سنجار، لـ«الشرق الأوسط»: «بدأ مسلحو داعش هجومهم في الساعة الخامسة فجرا بتفجير 3 عربات مفخخة، فيما حاول 15 انتحاريا اختراق جبهاتنا الأمامية، لكنهم فشلوا في محاولاتهم، ومن ثم اندلعت اشتباكات دامت أكثر من 3 ساعات تمكنت خلالها قوات البيشمركة من تكبيد التنظيم خسائر كبيرة وقتلت أكثر من 50 مسلحا». وبالنسبة لخسائر البيشمركة، أشار سيتيي إلى مقتل أحدهم وإصابة عدد آخر بجروح.
من ناحية ثانية، كشف القيادي الإيزيدي، محما خليل، عن تحرير المئات من الأسرى الإيزيدييين لدى «داعش». وقال خليل لـ«الشرق الأوسط»: «حرر حتى الآن أكثر من 650 أسيرا إيزيديا بوساطة شخصيات وأناس وطنيين، وفي الوقت نفسه بذلت حكومة إقليم كردستان جهودا حثيثة وعلى كافة الأصعدة لدعم هذا الملف، وتوفير أرضية جيدة لاستقبالهم». وتابع خليل: «هناك أكثر من 3600 إيزيدية محتجزة في سجون التنظيم في قضاء تلعفر، ومحافظة الأنبار، أما الباقيات فتمت المتاجرة بهن، ونقلن إلى الرقة ودير الزور في سوريا، فيما نقل قسم آخر منهن إلى الشيشان وأفغانستان».
في غضون ذلك، كشف هاوكار جاف، عضو مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظة نينوى، لـ«الشرق الأوسط» أن تنظيم داعش فجر أمس مقبرة المسيحيين في الحي العربي، في الجانب الأيسر من مدينة الموصل، مضيفا أن التنظيم المتطرف أعدم 15 مسلحا عراقيا وأجنبيا في منطقة باب الطوب وسط الموصل بسبب هروبهم من جبهات القتال في تكريت.
وبين جاف أن «عددا كبيرا من مسلحي التنظيم العراقيين في الموصل تركوا صفوفه ولجأوا إلى مناطق مجهولة خوفا من بطشه». وأضاف أن سيطرة القوات العراقية على تقاطع الفتحة جنوب الموصل أثرت بشكل كبير على حركة تنظيم داعش، لأن هذا التقاطع يربط الموصل بكركوك وتكريت ولن يتمكن «داعش» من الحركة باتجاه تكريت أو المناطق التي يسيطر عليها في كركوك، متوقعا في الوقت ذاته انطلاق عملية تحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك خلال اليومين المقبلين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.