السعودية تقصر الحج على 60 ألف مواطن ومقيم

تأييد إسلامي وعربي للقرار... وإطلاق «البوابة الإلكترونية» للراغبين في التسجيل لأداء الشعيرة

وزير الصحة توفيق الربيعة في المؤتمر الصحافي أمس (رويترز)
وزير الصحة توفيق الربيعة في المؤتمر الصحافي أمس (رويترز)
TT

السعودية تقصر الحج على 60 ألف مواطن ومقيم

وزير الصحة توفيق الربيعة في المؤتمر الصحافي أمس (رويترز)
وزير الصحة توفيق الربيعة في المؤتمر الصحافي أمس (رويترز)

أعلنت السعودية رسمياً قصر أداء شعيرة الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين في الداخل، حفاظاً على سلامة الحجيج، ووفقاً لإجراءات وبروتوكولات احترازية وصحية عالية لتفادي تفشي فيروس كورونا. وأكدت وزارة الحج والعمرة أن هذا الترتيب يأتي من منطلق حرص المملكة الدائم على صحة الحجاج وسلامتهم وأمنهم وسلامة بلدانهم، مبينة أن حج هذا العام سيكون بإجمالي 60 ألف حاج من جميع الجنسيات ومواطني السعودية.
ووفقاً للوزارة، سيكون الحج مقصوراً على الفئات العمرية من 18 إلى 65 عاماً الحاصلين على اللقاح، وفق الضوابط والآليات المتبعة في المملكة لفئات التحصين، وهي: محصن، أو محصن أكمل جرعة واحدة وأمضى 14 يوماً، أو محصن متعافٍ من الإصابة. كما سيتعين على الراغبين في الحج هذا العام ضرورة أن تكون الحالة الصحية لهم خالية من الأمراض المزمنة.
وشددت وزارة الحج والعمرة على أن الحكومة السعودية تولي دوماً سلامة الحجاج وصحتهم وأمنهم حرصاً بالغاً وعناية تامة، وتضع ذلك في مقدمة أولوياتها «امتثالاً لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية»، مع تقديمها كل التسهيلات اللازمة التي تيسر لضيوف الرحمن أداء مناسك الحج والعمرة، وتمكنهم من الوصول إلى المشاعر المقدسة بكل يسر وسهولة.
وتطلق وزارة الحج والعمرة البوابة الإلكترونية في المرحلة الأولى للراغبين بالتسجيل لحج هذا العام من المواطنين والمقيمين في المملكة، ابتداءً من الساعة الواحدة مساء اليوم (الأحد) وحتى الساعة 10 مساءاً من يوم الأربعاء 23 يونيو (حزيران) الحالي.
وأكدت الوزارة أن التسجيل سيكون متاحاً للفئات العمرية وفق الضوابط والآليات المتبعة لفئات التحصين، مشيرة إلى عدم وجود أولوية للتسجيل المبكر، على أن يبدأ الحجز وشراء الباقات الساعة الواحدة ظهراً من يوم الجمعة 25 يونيو الحالي.
- إجراءات صحية مشددة
وكشفت الوزارة أن المملكة تشرفت خلال السنوات العشر الماضية فقط بخدمة ما يزيد على 150 مليون حاج. وأفادت الوزارة بأنها حرصت على وضع الخطط التنفيذية لتحقيق جميع الاشتراطات، وتوافر جميع المعايير الصحية، مع التأكيد على ضرورة اتباع جميع الإجراءات الاحترازية وتطبيقها في أثناء تأدية الحاج للمناسك.
ولفت وزير الصحة السعودي، توفيق الربيعة، إلى أنه من أهم أسباب اتخاذ هذا القرار أن العالم ما زال يعاني من جائحة كورونا على الرغم من توفر اللقاحات، وبعض الدول تشهد زيادة في عدد الحالات، إلى جانب المتحورات. وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحافي: «نحن حريصون على عدم تنقلها بين الحجاج، وحرصنا على أن يكون الحج مقصوراً على حجاج الداخل هو لعدم انتشار متحورات جديدة بين دول العالم».
وشدد الربيعة على وجوب أن يكون العاملون في الحج محصنين، لافتاً إلى متابعة دقيقة لسلامة الحجاج، عبر قياس الحرارة ورصد أي أعراض لضمان سلامة الجميع، وأن الأنظمة الإلكترونية تسجل بدقة كل من أخذ اللقاح، ولا يوجد أي احتمالية لشهادات مزورة. وكشف وزير الصحة أن هناك 3 مستشفيات إضافية ستكون مهيأة في حج هذا العام، بالإضافة إلى مستشفيات مكة المكرمة، لضمان سلامة الجميع.
ومن جانبه، أوضح نائب وزير الحج والعمرة، عبد الفتاح مشاط، أن الوزارة حرصت على تطبيق أعلى المعايير والبروتوكولات الصحية لسلامة الحجيج، وقال إن تحديد الرقم بـ60 ألف حاج من الداخل يعود إلى أن التجمعات البشرية قد تزيد من انتشار الوباء، خاصة مع التحورات الموجودة. ولأن شعائر الحج تتم في أماكن وأوقات محددة، كان لا بد من تطبيق عالٍ جداً للمعايير والبروتوكولات الصحية. وأشار نائب الوزير إلى أن التسجيل سيكون متاحاً لجميع الجنسيات عبر المسار الإلكتروني على موقع الوزارة قريباً، على أن تعلن الآليات بشفافية عالية.
وأفاد مشاط بأن الوزارة أبلغت الجهات المختصة في الدول مضامين القرار، ووجدت تفهماً كبيراً جداً، مضيفاً: «الجميع يستشعر المسؤولية».
- هيئة كبار العلماء
إلى ذلك، أيدت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالسعودية ما أعلنت عنه وزارة الحج والعمرة، بقصر حج هذا العام على المواطنين والمقيمين داخل المملكة بإجمالي 60 ألف حاج، وقالت: «إن النصوص الشرعية والمقاصد والقواعد الكلية تدل على وجوب المحافظة على الأنفس، وإن ذلك من المقاصد الشرعية الإسلامية».
وأوضحت الأمانة أنه لأجل ذلك، جاءت النصوص الصحيحة الصريحة التي تدل على وجوب الاحتراز من الأوبئة، وأن تبذل كل الأسباب التي تؤدي إلى التقليل من تفشيها، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت ببذل الأسباب التي تؤدي إلى عدم انتقال الأوبئة والأمراض من بلد إلى آخر، أو التقليل من ذلك.
وأضافت: «نظراً إلى ما قرره أهل الاختصاص من أن التجمعات تعد السبب الرئيس في انتقال العدوى، في ظل ما يشهده العالم من جائحة كورونا وتحوراتها، وأن التقليل من هذه التجمعات هو الحل الأمثل حتى يأذن الله بارتفاع هذا الوباء، فإن ما قررته حكومة المملكة العربية السعودية يعد قراراً موفقاً ومسؤولاً ومطلوباً اتخاذه حفاظاً على الأنفس البشرية، وقياماً بواجب المسؤولية تجاه هذه الشعيرة العظيمة، وتجاه المسجد الحرام والمشاعر المقدسة».
ورحبت عدة دول ومنظمات إقليمية ودولية بقرار السعودية قصر الحج هذا العام على المواطنين والمقيمين، نظراً لاستمرار جائحة كورونا، والتحورات الناتجة عنها، معتبرين هذا القرار استمراراً لنهج المملكة في حفظ سلامة وأمن الحجيج. وأصدرت رابطة العالم الإسلامي بياناً باسم العلماء المنضوين تحت مظلتها الجامعة (المجلس الأعلى، والمجمع الفقهي الإسلامي، والمجلس الأعلى العالمي للمساجد، وهيئة علماء المسلمين)، أيدت فيه الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة المملكة لمواجهة السلالة المتحورة الجديدة من جائحة كورونا. وأوضح الشيخ الدكتور محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين، أن نصوص وقواعد الشريعة الإسلامية تؤكد حتمية أخذ احترازات السلامة كافة في مثل هذه الجائحة.
وأشار البيان إلى أن عدداً من كبار مفتي وعلماء العالم الإسلامي قد تواصلوا مع رابطة العالم الإسلامي، منوهين بحكمة هذا الإجراء الاحترازي الذي تقتضيه الضرورة الشرعية الداعية إلى بذل الأسباب كافة لحفظ الأبدان والأرواح، مثمناً الجهود الاستثنائية المبذولة من حكومة المملكة التي توضح بجلاء حرصها على سلامة قاصدي المسجد الحرام، من حجّاج وعمّار، وزوّار المسجد النبوي الشريف.
- منظمة التعاون الإسلامي
ورحب الدكتور يوسف العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بالتدابير التي أعلنت عنها وزارة الحج السعودية أمس، وقرارها تنظيم شعيرة الحج لهذا العام وفق تدابير صحية وإجراءات محددة، وقصر أداء الشعيرة على المواطنين والمقيمين داخل المملكة. وثمن الأمين العام قرار حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس القمة الإسلامية، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، الذي يأتي امتداداً لنجاح المملكة في تنظيم شعيرة الحج الموسم الماضي وفق جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي اتخذتها المملكة، دولة مقر منظمة التعاون الإسلامي، منذ بداية ظهور الجائحة، والتي ساهمت على نحو فاعل في تقليل الآثار السلبية، والحيلولة دون انتشار الوباء.
ولفت الأمين العام إلى أن المملكة تضطلع بمسؤوليتها تجاه تنظيم شعيرة الحج، والمحافظة على الأرواح التي ينص عليها مبدأ المحافظة على النفس، وهو أحد الضرورات الخمس التي جاءت بها مقاصد الشريعة الإسلامية، الأمر الذي يدعو المملكة لاتخاذ قرارات وإجراءات صارمة تستند إلى المعطيات الصحية الراهنة والقواعد الفقهية الراسخة، وتتماهى مع الرخص الشرعية التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده عندما يصعب أداء العبادات أو المناسك.
وثمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية قرار السعودية، في ظل ما يشهده العالم من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا، الذي قالت عنه إنه يترجم حرص حكومة المملكة على إقامة شعائر الحج بشكل آمن.
ونوه الدكتور نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، لخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، والجهود المخلصة التي تبذلها المملكة في هذا السبيل، مؤكداً أن القرار ينطلق من العناية القصوى التي توليها المملكة لصحة ضيوف الرحمن وسلامتهم، وبذل العناية اللازمة لهم، بما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ومع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية كافة للحد من انتشار الوباء بين الحجاج.
- إشادات بالقرار
من جانبه، أكد الشيخ خالد بن علي آل خليفة، وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف البحريني، تأييد مملكة البحرين التام للقرار الذي اتخذته السعودية، باقتصار موسم حج هذا العام على مواطني المملكة والمقيمين فيها، وذلك في ظل ما يشهده العالم من استمرار تطورات جائحة فيروس كورونا، وظهور تحورات جديدة له، لافتاً إلى أن هذا القرار الصادر من وزارة الحج والعمرة جاء حافظاً لشعيرة الحج، ملبياً لمقتضيات الضرورة الشرعية التي تحفظ النفس البشرية، داعماً للمتطلبات والمعايير الدولية لمكافحة هذا الوباء.
وأعربت الكويت والإمارات عن ترحيبهما بقرار المملكة، وتأييدهما للخطوات والإجراءات المتخذة، وأشادتا بالجهود الكبيرة المقدرة التي تبذلها المملكة في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام، والحرص على سلامتهم.
ومن جهته، أشاد مفتي مصر، الدكتور شوقي علام، بقرار السعودية تنظيم فريضة الحج هذا العام، مؤكداً تأييده ودعمه بكل قوة مواقف المملكة، وحرصها الشديد على أمن واستقرار المشاعر المقدسة. وثمن مفتي مصر جهود المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، في خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج.
وسجلت السعودية (أمس) 1077 حالة إصابة جديدة، و16 حالة وفاة، فيما سجلت 906 حالة تعافٍ، وبلغت الحالات النشطة 10267 حالة، منها 1562 حالة حرجة.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)