الصين تسعى لتحقيق تفوق عالمي تسعى أميركا لمواجهته

TT

الصين تسعى لتحقيق تفوق عالمي تسعى أميركا لمواجهته

يرى محللون أن الاستراتيجية الدولية للصين تهدف إلى ترسيخ تفوقها في منطقة آسيا - المحيط الهادئ، وقيادة النظام الدولي.
ومع ازدياد الصين قوة يوماً بعد يوم، تكنولوجياً، وعسكرياً، واقتصادياً، وسياسياً، وقد أصبحت منافساً رئيسياً لا يستهان به على المستوى العالمي في كافة المجالات، مما دفع القوى الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة، إلى أن تأخذها في الاعتبار بجدية كبيرة عند اتخاذ أي خطوة. وتكثف مراكز الأبحاث العالمية تركيزها على استكشاف إمكانات الصين، وتقدمها المستمر، وقدراتها التنافسية. ونشرت مؤسسة الأبحاث والتطوير الأميركية (راند) تحليلاً بعنوان «سعي الصين للتفوق العالمي». وشارك في إعداد التحليل تيموثي هيث، وهو باحث دولي بارز بالمؤسسة، وحاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة جورج مانسون، ودريك جروسمان المحلل العسكري البارز في «راند»، الذي عمل سابقاً بجهاز الاستخبارات الأميركية، وهو أستاذ مساعد بجامعة كاليفورنيا الجنوبية. ويتمثل الهدف، كما جاء في تحقيق الوكالة الألمانية، من تركيز معدي التحليل على الأبعاد الدولية والعسكرية للتنافس بين الولايات المتحدة والصين، في أمور ثلاثة، وهي أولاً: أن يكون بمثابة أداة للتخطيط من خلال عرض الاستراتيجيات الدولية والعسكرية التي يمكن أن تتيح للصين التفوق على الولايات المتحدة، وثانياً: توعية الرأي العام بشأن استراتيجية الصين وعملياتها في مجال السياسة، وثالثاً: السعي لتشجيع المزيد من المناقشات العامة بشأن طبيعة التنافس ومخاطره.
وتسعى هذه الاستراتيجية إلى تحقيق هذا الهدف عبر طرق سلمية، رغم أنها لا تستبعد إمكانية وقوع أزمات ذات طابع عسكري، أو حتى نزاعات محدودة النطاق، مثل الحروب بالوكالة. ويقول هؤلاء إن جوهر الاستراتيجية الدولية المقترحة هو الاعتماد على قوة الصين الاقتصادية والمناورات الدبلوماسية لوضع بكين في مكانة متميزة، لا يمكن للولايات المتحدة اقتلاعها منها. وهناك استراتيجية عسكرية تكميلية تهدف إلى تقييد قدرة واشنطن على منع الصين من التفوق عليها، وذلك من خلال بناء جيش صيني متفوق يؤكد أن مخاطر مواجهته في أي صراع عسكري ستكون كبيرة للغاية.
وإحدى المسؤوليات العسكرية الصينية الرئيسية تتمثل في دعم الجهود الدبلوماسية لتهيئة ظروف دولية مواتية من خلال إقامة علاقات أمنية قوية مع الدول التي تتعامل معها، وتشويه، أو إضعاف، جاذبية الولايات المتحدة كبديل للصين. ومن النتائج التي توصل إليها التحليل اعتراف السلطات الصينية بحتمية التنافس مع الولايات المتحدة، لكنها ترفض فكرة أن الصراع أمر حتمي.
ولن تكون قيادة الصين الدولية مماثلة كثيراً لأشكال القيادة التي مارستها دول كانت تتمتع بالقيادة العالمية في السابق؛ وسوف تتسم القيادة الدولية الصينية، التي سوف تمارس هيمنة عالمية جزئية تتركز أساساً على منطقة أوراسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، بالاعتماد على التمويل، والتواصل الدبلوماسي، والمساعدات الأمنية، لممارسة النفوذ مع الحفاظ على وجود عسكري متواضع في الخارج. ومن ناحية أخرى، من الممكن أن تكون عواقب نجاح الصين في التنافس الاستراتيجي شديدة بالنسبة للولايات المتحدة، إذ إنه في حالة عدم قدرة أميركا على إزاحة الصين من طريقها، من الممكن أن تواجه احتمالات اقتصادية متضائلة، وتهميشاً دولياً، وقدرة ضعيفة على تشكيل الأمور العالمية. ومن التوصيات التي قدمها التحليل الحاجة إلى مزيد من الاهتمام بالطرق الابتكارية الكثيرة التي يمكن من خلالها أن توجه الصين العمل العسكري لتحقيق مزايا تتعلق بالمواقع في أي تنافس طويل المدى. كما يتعين أن تهدف السياسة الأميركية إلى إضعاف قوة الانتقادات الصينية من خلال إظهار القيادة الأميركية الفعالة، سريعة الاستجابة، وبالتالي يتم الحد من الحافز الذي يدفع الدول الأخرى إلى دعم جهود بكين لتجديد المنظمات الدولية بطرق تلحق الضرر بالمصالح الأميركية. كما تضمنت التوصيات حاجة وزارة الدفاع الأميركية إلى الحفاظ على وجود كبير في الشرق الأوسط كوسيلة لتعزيز موقف الولايات المتحدة في منطقة آسيا - المحيط الهادئ. وسوف يصبح التنسيق الأوثق بين الاستراتيجيات التنافسية داخل منطقة الهند - الباسفيكي وخارجها أمراً أكثر أهمية. وأكدت التوصيات أنه من الممكن أن يساعد وضع استراتيجية تشمل درجة ما من الطمأنة والتعاون في استقرار التنافس، والحد من أخطار الحسابات الخاطئة والحوادث الخطرة، وأنه لتعظيم الردع وحماية المصالح الأميركية، يتعين أن يكون هناك قدر أكبر من التنسيق بين أبعاد السياسة الدفاعية والخارجية لأي استراتيجية تنافسية. وخلص معدو التحليل إلى أنه أبرز للحكومة ووزارة الدفاع الأميركية الأهمية الدائمة لتحالفات وشراكات الولايات المتحدة، وأن الصين تدرك أن هذه الشبكة من التحالفات والشراكات ميزة استراتيجية هائلة للولايات المتحدة، وتسعى إلى أن تكون لديها شبكة مثلها.



لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.