لقاحات «كورونا» قد لا توفر حماية كاملة للذين يعانون من ضعف المناعة

عاملة طبية تقوم بتحضير جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا (رويترز)
عاملة طبية تقوم بتحضير جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا (رويترز)
TT

لقاحات «كورونا» قد لا توفر حماية كاملة للذين يعانون من ضعف المناعة

عاملة طبية تقوم بتحضير جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا (رويترز)
عاملة طبية تقوم بتحضير جرعة من لقاح مضاد لفيروس كورونا (رويترز)

كشف تقرير جديد أنه إذا كنت تعاني من ضعف في جهاز المناعة، فقد تقل فاعلية لقاح «كورونا» لديك. ولكن، يقول الخبراء إنه لا يزال من المهم جداً بالنسبة لك ولمن حولك الحصول على التطعيم، ولكن قد يكون من الضروري لأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة اتخاذ احتياطات إضافية بعد التطعيم.
وقالت الدكتورة ليندا فين، مديرة قسم أمراض الدم وزرع نخاع العظام في «أوشسنير هيلث»، لشبكة «إيه بي سي نيوز»: «نحن ندرك أن هؤلاء السكان قد لا يكون لديهم نفس الاستجابة المفيدة للقاحات التي نراها في الآخرين الذين لا يعانون من ضعف في المناعة... ما زلنا نوصي باللقاحات، لكن لا يزال عليهم اتباع الاحتياطات الأخرى عن كثب».
ورغم أن التجارب السريرية وجدت أن اللقاحات كانت فعالة للغاية في الوقاية من عدوى «كوفيد - 19» العرضية أو الشديدة، فإن هذه التجارب استبعدت إلى حد كبير الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة. ويعني ذلك أن هذه التقديرات قد لا تنطبق على الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل الأشخاص المصابين بالسرطان أو فيروس نقص المناعة البشرية.
ويمكن أن يشمل ذلك أيضاً الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تضعف جهاز المناعة لإدارة الحالات الطبية مثل أولئك الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية أو الذين خضعوا لعمليات زرع. ويعاني ما يقرب من 3 في المائة من سكان الولايات المتحدة من نقص المناعة، وفقاً لاستطلاع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن بعض الحالات المرضية أو العلاجات للحالات تتداخل مع قدرة الجسم على تكوين أجسام مضادة تساعد في الحماية من «كوفيد - 19» بعد التطعيم.
وقال الدكتور غادي حيدر، من المركز الطبي بجامعة بيتسبرغ: «إنه أمر محبط، من الواضح، أن يبدأ المرضى في إدراك أن فاعلية اللقاحات التي تصل إلى نسبة 95 في المائة، والتي سمعوا عنها في التجارب، لا تنطبق بالضرورة عليهم».
وعادة ما ينتج الشخص الملقح بالكامل أجساماً مضادة لـ«كوفيد - 19». لكن بعض الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل والذين يعانون من نقص المناعة قد فوجئوا عندما علموا أنهم لا ينتجون ما يكفي من الأجسام المضادة.
في إحدى الدراسات، كان لدى أكثر من نصف مرضى سرطان الدم ونخاع العظام وسرطان العقد الليمفاوية أجسام مضادة تقريباً. في حالة أخرى، كان لدى أقل من 40 في المائة من مرضى سرطان الدم (ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن) استجابة مناعية وأجسام مضادة.
ولم يُعرف بعد سبب حدوث ذلك. قد يكون انخفاض استجابة الأجسام المضادة ناتجاً عن الأمراض الكامنة لدى هؤلاء المرضى أو الأدوية التي يتناولونها أو كليهما. هناك حاجة لدراسات إضافية لمعرفة ذلك.
ويعتقد الخبراء أن اللقاح يجب أن يوفر بعض الحماية لأولئك الذين يعانون من نقص المناعة، لكنهم ما زالوا يعملون لتحديد مقدار فاعلية هذه اللقاحات.
ويتفق الخبراء على أن حالة نقص المناعة لدى المريض ليست سبباً لعدم تناول لقاح «كويفد - 19»، وأن التطعيم ليس آمناً فحسب، ولكنه مهم جداً، حيث قد يكون المرضى أكثر عرضة للإصابة بأعراض شديدة من الفيروس.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

آسيا أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس كورونا المستجد في قسم كوفيد-19 في مستشفى في بيرغامو في 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: انتشار أمراض الجهاز التنفسي في الصين وأماكن أخرى متوقع

قالت منظمة الصحة العالمية إن زيادة حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الشائعة في الصين وأماكن أخرى متوقعة

«الشرق الأوسط» (لندن )
صحتك جائحة «كورونا» لن تكون الأخيرة (رويترز)

بعد «كوفيد»... هل العالم مستعد لجائحة أخرى؟

تساءلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن جاهزية دول العالم للتصدي لجائحة جديدة بعد التعرض لجائحة «كوفيد» منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية play-circle 01:29

فيروس رئوي قد يتسبب بجائحة عالمية

فيروس تنفسي معروف ازداد انتشاراً

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أحد الأرانب البرية (أرشيفية- أ.ف.ب)

الولايات المتحدة تسجل ارتفاعاً في حالات «حُمَّى الأرانب» خلال العقد الماضي

ارتفعت أعداد حالات الإصابة بـ«حُمَّى الأرانب»، في الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز فرص الحمل

الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)
الذكاء الاصطناعي يسهم في تحسين نتائج التلقيح الصناعي (جامعة إمبريال كوليدج لندن)

توصلت دراسة من جامعة إمبريال كوليدج لندن في بريطانيا إلى أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعزز فرص الحمل لدى السيدات الخاضعات للتلقيح الصناعي.

وأوضح الباحثون أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين نتائج العلاج وتقديم رعاية أكثر دقة للمريضات، ونُشرت النتائج، الأربعاء، في دورية (Nature Communications).

ويذكر أن التلقيح الصناعي إجراء طبي يساعد الأزواج الذين يعانون من مشاكل في الإنجاب على تحقيق الحمل. وفي هذا الإجراء، يتم استخراج البويضات من المبايض لدى السيدات بعد تحفيزها بواسطة أدوية هرمونية، ثم يتم تخصيبها بالحيوانات المنوية للرجال في المختبر. وبعد التخصيب، يتم مراقبة نمو الأجنة في المختبر، ثم يتم اختيار أفضل الأجنة لنقلها إلى رحم المرأة في أمل حدوث الحمل.

وتمر العملية بخطوات أولها تحفيز المبايض باستخدام أدوية هرمونية لزيادة إنتاج البويضات، ثم مراقبة نمو الحويصلات التي تحتوي على البويضات عبر جهاز الموجات فوق الصوتية. وعند نضوج البويضات، تُجمع بواسطة إبرة دقيقة وتُخصّب في المختبر. وبعد بضعة أيام، تنُقل الأجنة المتطورة إلى الرحم لتحقيق الحمل.

ويُعد توقيت إعطاء حقنة الهرمون أمراً حاسماً في نجاح العملية، حيث يستخدم الأطباء فحوصات الموجات فوق الصوتية لقياس حجم الحويصلات، لكن تحديد التوقيت المناسب يعد تحدياً.

وفي هذه الدراسة، استخدم الباحثون تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أكثر من 19 ألف سيدة خضعن للعلاج. ووجدوا أن إعطاء حقنة الهرمون عندما يتراوح حجم الحويصلات بين 13 و18 ملم كان مرتبطاً بزيادة عدد البويضات الناضجة المسترجعة، مما أدى إلى تحسن ملحوظ في معدلات الحمل.

وبينما يعتمد الأطباء حالياً على قياس الحويصلات الأكبر فقط (أكثر من 17-18 ملم) لتحديد توقيت الحقن، أظهرت الدراسة أن الحويصلات المتوسطة الحجم قد تكون أكثر ارتباطاً بتحقيق نتائج إيجابية في العلاج.

كما أظهرت النتائج أن تحفيز المبايض لفترات طويلة قد يؤدي لارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون، مما يؤثر سلباً على نمو بطانة الرحم ويقلل من فرص نجاح الحمل.

وأشار الفريق إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتيح للأطباء اتخاذ قرارات أكثر دقة في توقيت هذا الإجراء، مع الأخذ في الاعتبار أحجام الحويصلات المختلفة، وهو ما يتجاوز الطرق التقليدية التي تعتمد فقط على قياس الحويصلات الكبرى.

وأعرب الباحثون عن أهمية هذه النتائج في تحسين فعالية التلقيح الصناعي وزيادة نسب النجاح، مشيرين إلى أن هذه التقنية تقدم أداة قوية لدعم الأطباء في تخصيص العلاج وفقاً لاحتياجات كل مريضة بشكل فردي.

كما يخطط الفريق لتطوير أداة ذكاء اصطناعي يمكنها التفاعل مع الأطباء لتقديم توصيات دقيقة خلال مراحل العلاج؛ ما سيمكنهم من تحسين فرص نجاح العلاج وتحقيق نتائج أفضل.