شاشة الناقد

من «عن اللانهاية»
من «عن اللانهاية»
TT

شاشة الناقد

من «عن اللانهاية»
من «عن اللانهاية»

A Lean Soul
***
• إخراج: تشو سي - تشي | Chu Hsien‪ - ‬Che
• تايوان | تسجيلي (2021)
كي دجنشنغ رسام وروائي لم يعرف شهرة تذكر خارج تايوان والمنطقة الصينية. حتى في تلك الأنحاء فإن نقاده كثيرون وأترابه من الكتاب لم ينبروا للدفاع عنه في وجه الاتهامات بأنه كاتب من الدرجة الثالثة ولديه أسلوب كتابة غير راق ومواقف غير أخلاقية. هذا لم يمنع المخرج تشو سين - تش من تحقيق فيلم عنه وفيلم جيد. إذا ما كانت الادعاءات صحيحة حول هذا الكاتب فإن الفيلم، على الأرجح، أفضل مما كتابات المؤلف.
ليس أن دجنشغ لم يدافع عن نفسه أمام هجوم الآخرين عليه، بل فعل ذلك وعلى طريقته. في أحد مشاهد الفيلم يذكر أنه أحد ثلاثة فنانين فقط (لجانب ليوناردو دا فينشي وڤنسنت ڤان غوخ) فهموا لغز الحياة في رسوماتهم. وجواباً على سؤال حول رواياته يذكر بأنها منفردة في نوعها ولا تضاهى. ثم يجيب عن سؤال وجه إليه حول أسباب توقفه عن الكتابة قائلاً «لأنني انتهيت من وضع أهم الأعمال في العالم».
قيمة الفيلم ليست في متابعة هذا المؤلف وآرائه بل في اختياراته الفنية حين يصل الأمر إلى كيفية تقديم أعماله. في هذا الصدد تتوزع مشاهد الفيلم بين المقابلات (مع نقاد وكتاب وأصدقاء) وبين وثائقيات حوله وإلقاء صوتي (Voice‪ - ‬Over) و- الأهم - إعادة تمثيل مشاهد من رواياته. ليس التمثيل الدرامي في مشاهد متوالية، بل يأخذنا الفيلم إلى ترجمة صورية لبعض كتاباته. بذلك الفيلم تسجيلي - تمثيلي لكنه ليس روائياً.
هذا الفيلم هو مشروع ثقافي قامت بتبنيه مؤسسة Pegatron Corp، وهي شركة تنتج أدوات وآلات مكتبية متعددة من أجهزة الكومبيوتر إلى دفاتر الكتابة ومن المكاتب إلى تصميم المواقع وأجهزة التلفزيون. جزء من أرباحها وجهته إلى صنع أفلام عن الكتاب من جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية بهدف تعريف الجيل الحالي بهم. تبعاً لذلك، يمكن فهم السبب وراء ابتعاد الفيلم عن الحكم على دجنشنغ وإبقاء السجال حاضراً حول قيمته الفعلية. للفيلم نبرة هادئة وبصريات تمر هادئة بإيقاع تأملي حافل [الجائزة الأولى في مهرجان تايبي للسينما التسجيلية]

Awake
***
• إخراج: مارك راسو | Mark Raso
• ‪الولايات المتحدة‬ | تشويق (2021)
مثل A Quiet Place المشكلة تأتي من السماء. مثله أيضاً تتعامل مع الحواس. هناك لا يمكن لك أن تصدر صوتاً، وهناك لا يمكن لك أن تنام. مثله أيضاً هو، جانبياً، عن أم وأولادها (اثنين هنا، ثلاثة في الفيلم الآخر).
المقدمة سريعة وتقتحم الموضوع مباشرة. جيل (جينا رودريغيز) مطلقة تعمل كأمن خاص لإحدى المؤسسات. في صباح يوم تتعطل فيه السيارة التي تقودها على حين غرة. المكبح لا يعمل فتصطدم بسيارة شرطة فقدت السيطرة على نفسها أيضاً. في الواقع، كل الإلكترونيات والأجهزة التي تعتمد على الكهرباء تتوقف عن العمل، لكن الأهم هو أن الناس (في كل أميركا دفعة واحدة) تفقد القدرة على النوم. في مطلع الفيلم، وبعد إثبات أن السيارات لم تعد تعمل نرى سيارتي جيش تتقدمان. تسأل جيل أحد الأفراد عن كيف حدث إن سيارته ما زالت تعمل اعتيادياً. سيبقى السؤال مطروحاً بلا إجابة والغالب أن المخرج وشقيقه جوزف راسو الذي شاركه الكتابة أرادا القفز على هذا السؤال المحرج ولو إلى حين. لن يهم الموضوع لأن المحور يبقى ملك شخصية جيل التي كانت لاحظت إن ابنتها الصغيرة لم تتعرض للتأثير ذاته فنامت ملء جفونها في تلك الليلة.
يسجل الفيلم نقاطاً عالية في طريقة عرضه لما يقع أمامنا. لقطات منفردة ولو قصيرة. توظيف المعلومات العلمية حول ما قد يحدث للإنسان إذا ما فقد القدرة على النوم بعد 48 ساعة وما بعد. الرأس يتحول إلى خلية مدمرة للأعصاب. الأبدان سترتجف وبعد حين لن يستطيع أحد التحكم على أفعاله. شيء غير بعيد عما يثيره أصحاب نظرية المؤامرة حول النتائج المتوخاة من التلقيح ضد كورونا.
لا يستطيع الفيلم نزع التهمة الاستهلاكية. الدراما التي يعرضها تبقى موجهة للعموم. التصوير والموسيقى وإيقاع الفيلم تبعاً للتوليف، تعمل حسب المطلوب في هذا الاتجاه. هناك القدر الكافي من الإثارة بحيث تبقى صاحياً بدورك [نتفلكس].

About Endlessness
****
‫• إخراج: روي أندرسن | Roy Anderson‬
‫• السويد - النرويج | خارج التصنيف (2019)‬
بوصول الفيلم الذي تم إنتاجه قبل عامين (عرضه مهرجان ڤنيسيا حينها) إلى صالات أميركية وأوروبية بعد انحسار موجة كورونا، يثار مجدداً، في أروقة النقد، الأسلوب الفريد الذي ينتهجه المخرج السويدي روي أندرسن في كل مرة ينجز فيها أحد أفلامه.
«عن اللانهاية» لا يضارع فيلمه السابق «حمامة جلست على غصن تتأمل في الوجود» لكنه يحفل بعلامات النبوغ ذاتها. تلك التي ينفرد أندرسن في تصويرها معتمداً على أسلوب الحكايات نصف المروية صمتاً والمواقف التي توحي بنظرته الساخرة (والسوداوية) للعالم في الأمس والحاضر.
وصف المخرج فيلمه (الذي قد يكون آخر أعماله) بأنه مجموعة من أبيات الشعر القصيرة حول الوجود» (العنوان منقول من شاعر البيرو سيزار ڤالييو) وعلى المشاهد أن يحترم هذا الوصف ولو أن الفيلم يدلف من خلاله إلى حالات يبدو فيها الوجود أقرب إلى العدم.
مشاهدة هي تلك الحكايات وتبدأ بالنادل يحمل زجاجة مشروب ويتقدم من زبون جالس يقرأ صحيفته. يصب النادل قليلاً في الكأس. يتذوقه الزبون ويهز برأسه إيجاباً. لكن النادل يملأ الكأس ويتركه يفيض. من بعيد نسمع تعليق سيدة تقول «رأيت رجلاً شارداً». المشهد هنا مثل كاريكاتور كذلك معظم ما سيلي ومنها المشهد الذي يتوقف فيه سائق سيارة. يخرج من سيارته ويترك الباب مفتوحاً. ثوان وتمر شاحنة تقتلع الباب من أساسه.
أندرسن يعرف كيف يوصل المادة الساخرة مباشرة ومن دون أن تلعب الكاميرا أي دور باستثناء إنها مفتوحة على المشهد ومن دون حركة تذكر وأحياناً من دون حركة مطلقاً. مشاهده تطرح وتتوقف. لا يهم المخرج شرح ما وصل إليك (أو حتى ما لم يصل). يترك للمشهد (رجل يربط حذاء ابنته الصغيرة تحت المطر المنهمر) يبوح عن نفسه ويمضي عنه. يفيض هذا المشهد عاطفة صامتة. وفي مشهد رجل وامرأة يطيران فوق المدينة (الصورة) مزج بين الخيال والروحانيات. في جله فإن الحكايات الواردة تصنع عملاً خلاباً في مطلق الأحوال.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.