واشنطن تفرض عقوبات على شبكة تبييض أموال حوثية ـ إيرانية

عاقبت 11 شخصاً وكياناً... ورفعت عقوبات عن 3 إيرانيين وشركات أخرى

TT

واشنطن تفرض عقوبات على شبكة تبييض أموال حوثية ـ إيرانية

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد من اليمنيين والإيرانيين وكيانات أخرى، بسبب تسهيل عمليات نقل أموال تقدر بملايين الدولارات إلى جماعة الحوثي المسلحة، ضمن شبكة دولية تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أمس، بأن الإدارة الأميركية ممثلة بوزارة الخزانة، أدرجت 11 شخصاً على قائمة العقوبات وفقاً للأمر التنفيذي 13224، وذلك لانخراطهم في تقديم عشرات الملايين من الدولارات إلى جماعة الحوثي، بالتعاون مع كبار قادة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
وأوضحت أن من بين الأشخاص المفروض عليهم عقوبات، سعيد أحمد محمد الجمل، المقيم في إيران، وهاني عبد المجيد محمد أسعد، المقيم في تركيا، بالإضافة إلى ذلك، رفعت وزارة الخزانة الأميركية ووزارة الخارجية العقوبات المفروضة على ثلاثة مسؤولين سابقين في الحكومة الإيرانية، وشركتين شاركتا سابقاً في شراء أو حيازة أو بيع أو نقل أو تسويق المنتجات البتروكيماوية الإيرانية.
واتهمت وزارة الخارجية أفراداً وكيانات آخرين منخرطين في شبكة دولية ينتمون إلى شبكة تنظيم الجمل عملوا كواجهات ووسطاء يبيعون السلع، مثل البترول الإيراني، في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما وراءه، ويوجهون جزءاً كبيراً من الإيرادات إلى الحوثيين في اليمن.
وأضاف «الأشخاص الـ11 الآخرون والشركات والسفن الخاضعة للعقوبات، كانت تلعب أدواراً رئيسية في هذه الشبكة غير المشروعة، بما في ذلك، هاني أسعد الذي عمل محاسباً يمنياً سهل التحويلات المالية إلى الحوثيين، وجامع علي محمد، أحد المنتسبين إلى الحوثيين وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي ساعد سعيد الجمل في شراء السفن وتسهيل شحنات الوقود، وتحويل الأموال لصالح الحوثيين».
وأكدت وزارة الخارجية أنها تعمل في مساعدة حل النزاع في اليمن، وتقديم الإغاثة الإنسانية الدائمة للشعب اليمني، كما أن هجوم الحوثيين المستمر على مأرب، يتعارض بشكل مباشر مع هذه الأهداف، ويشكل تهديداً للوضع الإنساني المتردي في اليمن، «ويحتمل أن يؤدي إلى زيادة القتال في جميع أنحاء اليمن».
وشددت على أنه حان الوقت لأن يقبل الحوثيون بوقف إطلاق النار، وأن تستأنف جميع الأطراف المحادثات السياسية، مؤكدة أن «وقف إطلاق النار الشامل على الصعيد الوطني، الوحيد الذي يمكن أن يجلب الإغاثة العاجلة التي يحتاجها اليمنيون، ولا يمكن حل الأزمة الإنسانية في اليمن إلا باتفاق سلام».
وتعهدت الولايات المتحدة مواصلة ممارسة الضغط على الحوثيين، بما في ذلك من خلال العقوبات المستهدفة، لتحقيق هذه الأهداف.
وفيما يخص رفع العقوبات عن بعض الشركات الإيرانيين والأشخاص الإيرانيين، عزت ذلك إلى «نتيجة تغيير تم التحقق منه في الوضع أو السلوك من جانب الأطراف الخاضعة للعقوبات، وهذه الإجراءات توضح التزامنا برفع العقوبات في حالة حدوث تغيير في الوضع، أو السلوك من قبل الأشخاص الخاضعين للعقوبات».
بدوره، أوضح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية، أن أعضاء شبكة تهريب يمنية وإيرانية ساعدت في تمويل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وجماعة الحوثي في اليمن، يقودها الممول الحوثي سعيد الجمل عبر شبكة تدر عشرات الملايين من الدولارات من عائدات بيع السلع، مثل البترول الإيراني، والتي يتم بعد ذلك توجيه جزء كبير منها عبر شبكة معقدة من الوسطاء والتبادل، في دول متعددة للحوثيين في اليمن.
وأشارت إلى أن الدعم المالي لهذه الشبكة، يتيح للحوثيين إطلاق هجمات «مؤسفة» تهدد البنية التحتية المدنية والحرجة في اليمن، وكذلك السعودية، مؤكدة أن إنهاء معاناة ملايين اليمنيين، هو مصدر قلق بالغ للولايات المتحدة، وستواصل محاسبة المسؤولين عن «البؤس المنتشر وحرمانهم من الوصول إلى النظام المالي العالمي».
وأكدت في البيان، أنه منذ بداية الصراع في اليمن، اعتمد الحوثيون على دعم من الحرس الثوري الإيراني خصوصاً فيلق القدس، لشن حملتهم ضد الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً والتحالف الذي تقوده السعودية، رغم الدعوات المتزايدة للسلام، واصل الحوثيون تصعيد هجماتهم المميتة داخل اليمن وفي المنطقة، مع عواقب وخيمة على المدنيين اليمنيين وجيران اليمن.
وأضاف «استخدم الحوثيون الصواريخ الباليستية والمتفجرات والألغام البحرية والطائرات دون طيار لضرب الأهداف العسكرية والمراكز السكانية والبنية التحتية والشحن التجاري القريب، في المملكة العربية السعودية، على طول طرق التجارة الدولية الرئيسية».
وبينت أن الأشخاص والكيانات الأخرى المدرجة في العقوبات الأخيرة، هم عبدي علي ناصر محمد مقيم في تركيا، متهم بتبييض الأموال مع سعيد الجمل، وعمل أيضاً مع شركة عدون العامة للتجارة مقرها في دولة الإمارات، والفرع الآخر للشركة في تركيا، حوّل من خلالها ملايين الدولارات لصالح الحوثيين.
وكذلك مانوج سابهاروال، الهندي المقيم في دولة الإمارات، هو متخصص في الشحن البحري يدير عمليات الشحن لشبكة سعيد الجمل، وجامع علي محمد، رجل أعمال صومالي وحوثي ومساعد في الحرس الثوري الإيراني فيلق القدس، وكذلك المواطن السوري طالب علي حسين الأحمد الراوي والمواطن السوري المقيم في اليونان عبد الجليل ملاح، عملوا على تسهيل معاملات بملايين الدولارات لشركة «سويد وأبناؤه» وهي شركة صرافة مقرها اليمن مرتبطة بالحوثيين.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.