قبل بدء منافساته في {يورو 2020}... المنتخب الإنجليزي ما زال يقدم عروضاً باهتة

المدرب ساوثغيت لم يستقر بعد على التشكيلة الأساسية أو الخطة التي سيلعب بها في البطولة

هجمة رومانية على المنتخب الإنجليزي من ركلة حرة (أ.ب)
هجمة رومانية على المنتخب الإنجليزي من ركلة حرة (أ.ب)
TT

قبل بدء منافساته في {يورو 2020}... المنتخب الإنجليزي ما زال يقدم عروضاً باهتة

هجمة رومانية على المنتخب الإنجليزي من ركلة حرة (أ.ب)
هجمة رومانية على المنتخب الإنجليزي من ركلة حرة (أ.ب)

لطالما كانت فكرة عدم قدرة المدير الفني للمنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت على مقاومة إغراء الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع، والطبقة الإضافية المريحة من الأمان التي توفرها هذه الطريقة للمدير الفني الواقعي والبرغماتي بطبيعته، مصدر قلق بالغ لأولئك الذين يرغبون في أن يتخلى ساوثغيت عن حذره المعهود خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020. ومن المؤكد أن هذه الأوقات صعبة للغاية بالنسبة لساوثغيت، الذي يُنظر إليه بشكل متزايد على أنه يفتقر إلى الخيال اللازم لتحويل المنتخب الإنجليزي إلى فريق يقدم كرة قدم هجومية مثيرة وممتعة. ويتم تصوير ساوثغيت بهذا الشكل منذ بضعة أشهر، وسيكون من الصعب تغيير هذا الانطباع لو اعتمد المدير الفني للمنتخب الإنجليزي على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي خلال مواجهة كرواتيا على ملعب ويمبلي في 13 يونيو (حزيران) الجاري.
ومع ذلك، كان هناك الكثير من العلامات المثيرة للقلق خلال الفوزين الباهتين اللذين حققهما المنتخب الإنجليزي على نظيريه النمساوي والروماني ودياً، رغم أن المنتخب الإنجليزي دخل هاتين المباراتين وهو يفقد جهود عدد من اللاعبين الأساسيين. لقد كان من السهل جداً على المنتخبين النمساوي والروماني أن يخلقا الفرص ويخترقا دفاعات المنتخب الإنجليزي، وهو ما يثير قلق ساوثغيت من أنه لا يملك المدافعين الجيدين الذين يجعلونه يعتمد على أربعة لاعبين في الخط الخلفي أمام كرواتيا في حال غياب قائد مانشستر يونايتد هاري ماغواير بسبب الإصابة في الكاحل.
ويبدو من غير المحتمل أن يلحق ماغواير بمباراة كرواتيا. لقد استأنف ماغواير الجري للتو، ومن المحتمل أن يغيب عن دور المجموعات بأكمله. الوقت يمر بسرعة، وإذا لم يتمكن اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً من اللعب بجوار جون ستونز ضد كرواتيا، فمن الصعب أن يشعر ساوثغيت بالثقة أو الراحة ويقرر الاعتماد على تايرون مينغز أو كونور كوادي بدلاً من ماغواير ويلعب بأربعة مدافعين في الخط الخلفي. في الحقيقة، لم يقدم مينغز وكوادي أمام النمسا ورومانيا وكوادي أمام النمسا ما يشفع لهما للمشاركة في التشكيلة الأساسية - فالأول كان محظوظاً لأنه أفلت من العقوبة لارتكابه خطأ واضحاً عندما ضرب ساسا كالاجدزيتش من دون كرة – ومن المحتمل أن يتغلب ساوثغيت على هذه المشكلة بالاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، على أن يلعب كايل ووكر كمدافع ناحية اليمين.
لكن المشكلة تكمن في أن الاعتماد على ثلاثة لاعبين في خط الدفاع ستكون له عواقب وتداعيات أخرى في الملعب. فعندما كان المنتخب الإنجليزي يلعب بطريقة 4 - 3 – 3، فإن ذلك كان يسمح لساوثغيت بأن يكون أكثر ميلاً إلى المغامرة، وكان يسمح له بالاعتماد على اثنين من اللاعبين في مركز محور الارتكاز - ديكلان رايس وجوردان هندرسون إذا كان الأخير لائقاً – ويسمح له أيضاً بالدفع بأربعة لاعبين لديهم نزعة هجومية كبيرة. لكن سيتعين على ساوثغيت أن يتخلى عن لاعب من هؤلاء اللاعبين الأربعة إذا قرر تغيير طريقة اللعب إلى 3 - 4 - 3. وإذا افترضنا أن رحيم سترلينغ لن يلعب كظهير وجناح أيسر، فإن ساوثغيت سيجد صعوبة كبيرة في اختيار اللاعبين اللذين سيلعبان خلف المهاجم الصريح هاري كين.
قد يكون الخيار الأول في هذه الحالة هو ميسون ماونت، الذي قدم موسماً رائعاً مع تشيلسي، وتألق مع البلوز في أي من الطريقتين. ومع ذلك، من المحتمل ألا يعتمد ساوثغيت على اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً في خط الوسط بجوار ديكلان رايس في حال عدم تعافي ماغواير وعودته إلى التشكيلة الأساسية. ومن المرجح أن يلعب ماونت كمهاجم متأخر من العمق إذا لعبت إنجلترا بطريقة 3 - 4 - 3. وهذا يعني أن ساوثغيت سيتعين عليه اختيار لاعب واحد فقط من بين كل من فيل فودين وجاك غريليش وماركوس راشفورد وجادون سانشو وسترلينغ!
وبالتالي، سيجد ساوثغيت نفسه في ورطة كبيرة. وسيكون الاختيار الأقرب، الذي يفضله قطاع كبير من الجمهور، هو الاعتماد على ماونت في خط الوسط بجوار ديكلان رايس، والدفع بفودين وغريليش كمهاجمين متأخرين خلف هاري كين. على الورق، يبدو أن ذلك سيمنح المنتخب الإنجليزي الكثير من الإبداع والقدرة على الاحتفاظ بالكرة. ومع ذلك، سيضع ذلك الكثير من الضغوط على بن تشيلويل وريس جيمس لتقديم الواجبات الهجومية والتقدم للأمام من الأطراف. وفي هذا السيناريو، فإن مصدر القلق الرئيسي يتمثل في أن هاري كين قد يواجه مشكلة، نظراً لأن نجم توتنهام يفضل الرجوع للعمق من أجل خلق مساحات للقادمين من الخلف وتمرير الكرة لهم بشكل رائع، لكن ماونت وفودين وغريليش لا يملكون القدرة الكبيرة على التقدم في المساحات الخالية خلف المدافعين.
وبالتالي، هناك قلق من أن يؤدي اللعب بهذه الطريقة إلى مساعدة الفرق المنافسة على الضغط على المنتخب الإنجليزي، وهناك فرصة كبيرة لأن يقرر ساوثغيت الاعتماد على سترلينغ، الذي تراجع مستواه بشكل ملحوظ، أو راشفورد، الذي ما زال يعاني من بعض الإصابات ولم يتعافَ بالكامل. لقد أصبح هناك شعور الآن بأن هناك حالة من الارتباك وعدم الاستقرار على التشكيل الأساسي أو الخطة التي سيلعب بها المنتخب الإنجليزي بعد أيام في بطولة قوية مثل كأس الأمم لأوروبية. وهناك قلق آخر من أن المنتخب الإنجليزي سيكون مفتوحاً للغاية في خط الوسط، ومن الواضح أن المنتخب الإنجليزي ليس بالقوة التي تجعله يترك ديكلان رايس يقوم بالمهام الدفاعية في خط الوسط بمفرده. ورغم أن بيلينغهام قدّم أداءً مشجعاً أمام النمسا، فقد كانت هناك لحظات يشعر فيها المشاهد بأن تمركز اللاعب البالغ من العمر 17 عاماً من دون كرة كان نقطة ضعف يمكن استغلالها من قبل المنافسين الأقوياء.
لهذا السبب يريد ساوثغيت الاعتماد على هندرسون، رغم أن لاعب خط وسط ليفربول لم يشارك في أي مباراة مع المنتخب الإنجليزي منذ 20 فبراير (شباط) الماضي، بسبب تعرضه لإصابة في الفخذ. لقد كان غياب هندرسون أمام النمسا بمثابة ضربة قوية للمنتخب الإنجليزي، وتمكن قائد ليفربول من اللعب لبعض الوقت أمام رومانيا وأضاع ركلة جزاء. بالنظر إلى كل هذه المشاكل، من المنطقي أن يعتقد ساوثغيت أن استعدادات إنجلترا للبطولة كانت أكثر تعقيداً من أي منتخب آخر. لقد خسر جهود وخدمات ترينت ألكسندر أرنولد بداعي الإصابة، ولن تتاح له فرصة تجربة أقوى تشكيلة لديه قبل مواجهة كرواتيا.
من الواضح أن فترة الإعداد لنهائيات كأس الأمم الأوروبية ليست مثالية. وعلاوة على ذلك، يتمثل أحد المفاهيم الخاطئة بشأن المنتخب الإنجليزي في أنه قد يلعب بشكل أفضل إذا اعتمد ساوثغيت على أكبر عدد ممكن من اللاعبين الذين يملكون قدرات هجومية. لكن ذلك يتجاهل حقيقة أن المباريات التي تُلعب في البطولات الكبرى غالباً ما تكون صعبة وتكون المساحات بها ضيقة للغاية، وغالباً ما يعتمد المديرون الفنيون فيها على الجوانب الأكثر واقعية. ويجب أن يكون المنتخب الإنجليزي متوازناً، ولا يجب أن يُنظر إلى الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي على أنه شر لا داعي له، فاللعب بهذه الطريقة قد يمنح هذا المنتخب، الذي يعاني، بعض الاستقرار إذا لم يتعافَ ماغواير، بل قد يكون أفضل رهان لإنجلترا إذا تمكن ساوثغيت من إيجاد المزيج الصحيح من اللاعبين في خط الوسط وخط الهجوم.


مقالات ذات صلة

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أوروبا بوتين محاطا بمقاتلين شيشانيين في جامعة القوات الخاصة الروسية في جوديرميس في الشيشان (إ.ب.أ)

بوتين يتفقد قوات شيشانية تستعد للقتال في أوكرانيا

أبلغ قديروف بوتين في اجتماع منفصل أمس الثلاثاء بأن الشيشان أرسلت أكثر من 47 ألف جندي منذ بداية الحرب لقتال أوكرانيا، بينهم نحو 19 ألف متطوع.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند وصوله إلى مطار غروزني بالشيشان في 20 أغسطس 2024 (أ.ف.ب) play-circle 00:57

بوتين يزور الشيشان للمرة الأولى منذ عام 2011 (فيديو)

وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مساء الثلاثاء، إلى الشيشان، الجمهورية الروسية في منطقة القوقاز، التي يتزعّمها حليفه رمضان قديروف، في أول زيارة لها منذ 2011.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا حاكم الشيشان رمضان قديروف يقود سيارة تسلا من طراز «سايبرتراك» (لقطة من فيديو)

شاهد... قديروف يتباهى بسيارة «سايبرتراك» مزودة بمدفع رشاش

تباهى حاكم الشيشان رمضان قديروف بشاحنة فاخرة من شركة «تسلا» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا عناصر من الكتيبة الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتفقدون منطقة وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في بلدة باخموت بأوكرانيا في 11 نوفمبر 2022 (رويترز)

قلق «كتيبة الشيخ منصور» الشيشانية الموالية لأوكرانيا يتصاعد على الجبهة الشرقية

تعدّ بلدة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، أحد معاقل المقاومة الأخيرة لمقاتلي حروب الشيشان، حيث تقاتل فيها «كتيبة الشيخ منصور» الموالية لأوكرانيا ضد القوات الروسية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رمضان قديروف (أرشيفية - رويترز)

قديروف: مقاتلو «فاغنر» السابقون يتدربون مع قواتنا

قال الزعيم الشيشاني، رمضان قديروف، اليوم الاثنين، إن مجموعة كبيرة من المقاتلين السابقين بمجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة بدأت التدريب مع قوات خاصة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».