السعودية: «التجارة» تبحث مع «العمل» نسب التوطين في مجال الصناعات التحويلية

اللجنة الصناعية تنادي بوضع تسعيرة تنافسية للسكك الحديدية للمناطق النائية وتحسين الإجراءات الجمركية

السعودية: «التجارة» تبحث مع «العمل» نسب التوطين في مجال الصناعات التحويلية
TT

السعودية: «التجارة» تبحث مع «العمل» نسب التوطين في مجال الصناعات التحويلية

السعودية: «التجارة» تبحث مع «العمل» نسب التوطين في مجال الصناعات التحويلية

كشف المهندس صالح السلمي وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة السعودية، عن مباحثات جارية مع وزارة العمل، بخصوص نسب التوطين في مجال الصناعات التحويلية.
وأكد السلمي أن وزارة التجارة والصناعة، تعمل - حاليا - على آلية تفعيل وتبسيط الاستراتيجية الوطنية للصناعة، انطلاقا من إيمانها بأن الصناعة هي المحرك الرئيسي للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الوزارة تستقبل أي بلاغات في هذا الخصوص وتتعامل معها بحزم.
ولفت إلى أن هناك جهودا تبذل لتعزيز الجانب الخدمي للقطاع الصناعي، بالإضافة إلى تفعيل جانب التطوير والدعم وتأهيل الصناعة للرفع من مستوى المصانع الوطنية، خصوصا أن المنتج السعودي أصبح له قيمة كبيرة في الأسواق الخارجية.
جاء ذلك لدى اجتماع اللجنة الصناعية الوطنية السعودية الثاني، مع كل من المهندس صالح بن شباب السلمي وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة والمهندس أحمد بن عبد العزيز الحقباني رئيس هيئة تنمية الصادرات السعودية.
وناقشت اللجنة الصناعية بمجلس الغرف السعودية في اجتماعها الثاني برئاسة المهندس سعد إبراهيم المعجل، الكثير من المطالب والتحديات التي تواجه مختلف القطاعات المرتبطة بالنشاط الصناعي بالبلاد. وشارك في اللقاء سليمان الحربي الوكيل المساعد لوزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة، وعبد العزيز الخريف مدير إدارة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالوزارة، والمهندس سهيل أبانمي مستشار وكيل الوزارة لشؤون الصناعة.
وأوضح السلمي أن الوزارة تشدد على أهمية تفضيل المنتج الوطني من خلال التأكيد على الجهات الحكومية الالتزام في مختلف عقود ومناقصات المشروعات الحكومية على تفضيل المنتج الوطني انطلاقا من سياساتها لدعم وتشجيع الصناعة الوطنية والتزاما بالقرارات الصادرة بهذا الشأن. من جهتها، شددت اللجنة الوطنية الصناعية السعودية، على ضرورة تفعيل الاستراتيجية الخاصة بالقطاع، والتسعير العادل لتغذية المخزون من الشركات الكبيرة للشركات الصغيرة والمتوسطة، وإيجاد قاعدة بيانات للمواد الكيميائية المنتجة والمستهلكة.
ودعت اللجنة إلى أهمية تشجيع إقامة الشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال الحوافز، وتشجيع الشركات الكبيرة بتجهيز مرافق الخدمات اللوجيستية، ووضع تسعيرة السكك الحديدية بأسعار تنافسية للمناطق النائية، وتحسين الإجراءات الجمركية.
ونادت اللجنة بتقليل الوقت اللازم لإنهاء إجراءات التصدير لإعطاء تنافسية أكبر للمنتج الوطني المصدر، وإعطاء التراخيص اللازمة للمشروعات الصناعية باستقدام العمالة اللازمة وعدم اشتراط الترخيص الصناعي النهائي، مما يعطي مرونة أثناء بناء المصنع لبناء عمليات وطرق التشغيل وتدريب الشباب السعودي في تلك المرحلة والاستفادة من العامل الزمني.
من جهته، نوه المهندس محمد الجعيد عضو اللجنة الصناعية ببعض الأمثلة لبعض الصعوبات التي يواجهها المستثمرون الصناعيون لدى بعض الجهات عند التصدير، ومنها أن المنتجات البترولية تواجه عملية طويلة من الإجراءات للتصدير، مؤملا أن يكون للوزارة دور في تسهيل تلك الإجراءات.
وشدد فهد القحطاني رئيس اللجنة الصناعية بغرفة الأحساء، على أهمية توفير المعلومات للقطاع الصناعي لبناء قاعدة صناعية تكون مرجعا للصناعيين، لافتا إلى أهم العوائق والصعوبات التي تواجه المستثمرين الصناعيين في المدن الصناعية. وأوضح المهندس فيصل القريشي رئيس اللجنة الصناعية بغرفة الشرقية إلى أهمية تطبيق قرار إعطاء الأفضلية للمنتجات الوطنية في العقود التي تبرمها أجهزة الدولة لتنفيذ مشروعاتها. واقترح عبد الله الصانع نائب رئيس اللجنة الصناعية بغرفة الشرقية، إنشاء مركز للتكامل الصناعي بالوزارة، يختص بتوفير المعلومات وتقديم الخدمات، في حين نوه أحمد الشيخة عضو اللجنة الصناعية بغرفة جدة إلى بعض الإشكالات في الإعفاءات الجمركية للمعدات والأجهزة. ودعا بندر الصمعاني عضو اللجنة الصناعية بغرفة القصيم إلى تبني استراتيجية لتصدير المنتج الوطني، وأكد أيمن سمارن رئيس اللجنة الصناعية بغرفة المدينة المنورة ضرورة الأخذ بخطابات التأييد التي تمنح للمستثمرين الصناعيين لتقديمها لوزارة العمل.
واستعرض أعضاء اللجنة الوطنية الصناعية أهم المطالب التي ظلوا يطالبون بتحقيقها لأهميتها للقطاع الصناعي وللصناعيين، وتتمثل في إنشاء شبكة وطنية للغاز الطبيعي وربطها بالمدن الصناعية، وربط المدن الصناعية بشبكة القطارات الداخلية المزمع إنشاؤها بالسعودية.



التوترات الجيوسياسية الخطر الرئيسي على التجارة العالمية

سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
TT

التوترات الجيوسياسية الخطر الرئيسي على التجارة العالمية

سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)
سفن وحاويات في ميناء صيني (رويترز)

قال كبير الاقتصاديين في منظمة التجارة العالمية، رالف أوسا، إن التوترات الجيوسياسية، ولاسيما تلك المندلعة في الشرق الأوسط، ما زالت الخطر الرئيسي على التجارة العالمية.

وقال أوسا، وفق وكالة أنباء «شينخوا» الصينية، إن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط قد يؤدي إلى نقص الإمدادات وارتفاع أسعار النفط، مضيفاً: «ارتفاع أسعار النفط سيؤثر على النشاط الاقتصادي الكلي، وكذلك على التجارة الدولية». وهبط برنت بأكثر من 7 في المائة خلال الأسبوع الماضي، بينما خسر خام غرب تكساس نحو 8 في المائة، وهو أكبر انخفاض أسبوعي لهما منذ الثاني من سبتمبر (أيلول)، وذلك بعد أن خفضت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) ووكالة الطاقة الدولية، توقعاتهما للطلب العالمي على النفط في عامي 2024 و2025.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.39 دولار أو 1.87 في المائة إلى 73.06 دولار للبرميل عند التسوية، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.45 دولار أو 2.05 في المائة إلى 69.22 دولار للبرميل. ونما الاقتصاد في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، في الربع الثالث بأبطأ وتيرة منذ أوائل 2023، لكن البيانات المتعلقة بالاستهلاك والإنتاج الصناعي فاقت التوقعات في سبتمبر.

وقال جون كيلدوف، الشريك في «أجين كابيتال» في نيويورك: «الصين مهمة في المعادلة فيما يتعلق بالطلب، لذا يؤثر ذلك بشدة على الأسعار هنا اليوم». كما انخفض إنتاج مصافي التكرير في الصين للشهر السادس على التوالي إذ أثر ضعف استهلاك الوقود وتراجع هوامش التكرير سلباً على عمليات المعالجة.

وقال نيل أتكينسون، محلل الطاقة المستقل المقيم في باريس، والرئيس السابق لقسم النفط في وكالة الطاقة الدولية: «لا يمكننا تجاهل أثر المركبات الكهربائية في الصين». وأضاف: «هناك عوامل عدة مؤثرة هنا، الضعف الاقتصادي في الصين، ولكن أيضاً التحرك صوب تحويل قطاع النقل إلى العمل بالكهرباء». وقفزت مبيعات المركبات الكهربائية في الصين 42 بالمائة في أغسطس (آب)، وسجلت مستوى قياسياً مرتفعاً بما يزيد على مليون مركبة. وطرح البنك المركزي الصيني خطتين للتمويل، ستضخان مبدئياً 800 مليار يوان (112.38 مليار دولار) في سوق الأسهم من خلال أدوات سياسة نقدية تم إطلاقها حديثاً.

وقال ريشي راجانالا، الشريك في «إيجس هيدجنج»: «تظهر البيانات الصينية علامات مؤقتة على التحسن، لكن الإحاطات الأحدث عن التحفيز الاقتصادي الإضافي جعلت المشاركين في السوق يشعرون بالإحباط».

وفي تقرير صادر في أوائل أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، توقعت منظمة التجارة الدولية أن ينمو حجم تجارة السلع العالمية بنسبة 2.7 في المائة في عام 2024، بزيادة طفيفة عن توقعاتها في أبريل (نيسان) الماضي، التي أشارت إلى نموه بنسبة 2.6 في المائة.

وكانت التوقعات الإقليمية تحديثاً مهماً في التقرير الجديد. في ضوء ذلك، قال أوسا: «نرى أن أداء آسيا أقوى مما توقعنا، بينما كان أداء أوروبا أضعف مما توقعنا»، مضيفاً: «تظل آسيا المحرك الرئيسي للتجارة الدولية، سواء في الاستيراد أو التصدير».

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تزيد الصادرات في آسيا بنسبة 7.4 بالمائة في عام 2024، وذلك مقارنة بزيادة وارداتها بـ4.3 في المائة.

وأردف أوسا: «كنا نتوقع انتعاش التجارة في أبريل الماضي، وما زلنا نتوقع انتعاشها اليوم، يرجع ذلك بشكل كبير إلى عودة التضخم إلى طبيعته والتخفيف المقابل للسياسة النقدية».

وقال إن الصين تظهر أداءً قوياً في التصدير، مشيراً إلى أنه من الممكن أن تعزز سياسة التحفيز الأخيرة التي نفذتها الحكومة الصينية، الطلب المحلي داخلها، وتساعد على إعادة التوازن في التجارة الدولية.

ومن أجل معالجة التحديات المتعددة، دعا أوسا إلى الدفاع عن نظام التجارة متعدد الأطراف، بحيث تمثل منظمة التجارة العالمية نواته، مؤكداً أهمية تكييف منظمة التجارة العالمية لتناسب متطلبات القرن الحادي والعشرين.

وفيما يتعلق بتأثير الذكاء الاصطناعي، سلط أوسا الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في خفض تكاليف التجارة والتغلب على الحواجز اللغوية وتوسيع الخدمات المقدمة إلكترونياً.