مصر تقترب من تجاوز الموجة الثالثة

انخفاض لافت في أعداد الوفيات

اجتماع الحكومة المصرية لبحث تداعيات «كورونا» (صفحة مجلس الوزراء على فيسبوك)
اجتماع الحكومة المصرية لبحث تداعيات «كورونا» (صفحة مجلس الوزراء على فيسبوك)
TT

مصر تقترب من تجاوز الموجة الثالثة

اجتماع الحكومة المصرية لبحث تداعيات «كورونا» (صفحة مجلس الوزراء على فيسبوك)
اجتماع الحكومة المصرية لبحث تداعيات «كورونا» (صفحة مجلس الوزراء على فيسبوك)

أشارت السلطات الصحية في مصر إلى «الاقتراب من تجاوز الموجة الثالثة للفيروس»، وذلك تزامناً مع انخفاض وفيات «كورونا» بالبلاد. وأكد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، أنه «يحرص يومياً على متابعة موقف توافر المستلزمات الطبية المختلفة لمواجهة الفيروس وكذا توافر الأكسجين بالمستشفيات، بالإضافة إلى متابعة نسب تلقي المصريين للقاح، والشحنات الجديدة التي تصل تباعاً، بهدف العمل على تأمين أكبر كمية من اللقاحات لتوفيره لأكبر عدد ممكن من المواطنين». ولفت مدبولي خلال اجتماع مجلس الوزراء المصري لبحث تداعيات «كورونا» أمس، إلى أنه «من المقرر أن يشهد الأسبوع المقبل إنتاج أول عبوة من لقاح (سينوفاك) الذي يتم تصنيعه في مصر حالياً». فيما أعلنت وزيرة الصحة المصرية، هالة زايد، أمس «وصول مليون جرعة من لقاح (سينوفارم) الصيني منتصف الأسبوع المقبل»، لافتة إلى أن «إجمالي ما وصل من لقاح (سينوفارم) لمصر حتى الآن تخطى 2.5 مليون جرعة، أما ما وصل من لقاح (أسترازينيكا) فقد تخطى 2.6 مليون جرعة، وجار العمل على تحديد الكميات المطلوب توريدها خلال الفترة المقبلة، هذا فضلاً عن لقاح (سينوفاك) الذي من المقرر أن يصل منه نصف مليون جرعة خلال الشهر الحالي».
وأكدت وزيرة الصحة بمصر «التوسع في إقامة المراكز الخاصة بتلقي اللقاحات للمواطنين على مستوى ربوع البلاد، والتي تمت إقامتها داخل الجامعات، والمدارس، وأماكن وجود أصحاب المعاشات، وداخل المطارات والموانئ، إلى جانب توفير الخدمة لغير القادرين، وكذا بالمناطق الصناعية، والعاملين بالقطاع السياحي، ومراكز غسل الكلى». وسجلت وفيات الفيروس انخفاضا لافتاً في البلاد مع تسجيل 38 حالة وفاة جديدة أمس، بعد أن كانت الوفيات أكثر من ذلك خلال الأيام الماضية، فيما سجلت الإصابات 773 حالة جديدة. ووفق وزارة الصحة، فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس حتى مساء أول من أمس، هو 269527 من ضمنهم 197832 حالة تم شفاؤها، و15437 حالة وفاة».
وقالت مستشار وزيرة الصحة المصرية، نهى عاصم، إنه «من المتوقع انخفاض منحنى إصابات (كورونا) الأيام المقبلة بشكل ملحوظ»، لافتة إلى أن «إصابات (كورونا) تراجعت مؤخراً بنسبة 30 في المائة»، مضيفة في تصريحات متلفزة مساء أول من أمس، أننا «اقتربنا من مرحلة تجاوز الموجة الثالثة للفيروس»، موضحة أن «الأعراض التي تظهر على المتعافين من الفيروس في كل أجهزة الجسم، تأتى على حسب كل حالة، خاصة التي دخلت الرعاية المركزة يكون الوضع لديها أصعب». وتؤكد وزارة الصحة المصرية أن «لقاح (كورونا) لا يسبب الإصابة بالفيروس، وأن اللقاح يعطي الجهاز المناعي فرصة لتكوين الأجسام المضادة لمواجهة الفيروس». وجددت «الصحة» أمس التأكيد على أن «اللقاح (آمن وفعال)، ولا يشكل خطورة على الصحة، والأعراض التي تظهر مؤشر على فاعليته الكاملة».
إلى ذلك، بحثت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، مع المنسق المقيم للأمم المتحدة لدى مصر، إيلينا بانوفا، والمنسق المقيم للأمم المتحدة لدى الكويت، طارق الشيخ، أمس، أوضاع المهاجرين بعد جائحة «كورونا» وقضايا العالقين والأطفال في ظل هذه الأزمة العالمية. وأوضحت الوزيرة المصرية أن «الوزارة على تواصل دائم معهم، وتقوم بإعلامهم أولا بأول بالشروط والإجراءات التي تتخذها الدول مع مراعاة كامل الاحترام لسيادة كل دولة»، مؤكدة أنه «من الضروري النظر إلى الأوضاع الإنسانية للمهاجرين في ظل الأزمة التي تسببت فيها الجائحة عالمياً»، مشددة على أن «الدولة المصرية لم تدخر جهداً مع أبنائها بالخارج، حيث حرصت وزارة الهجرة على إطلاعهم على جميع المستجدات».
وبحسب بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» أمس فقد «دعت وزيرة الهجرة إلى التعاون والتنسيق بشأن إقامة حملات توعية للمهاجرين والعاملين في الخارج بإجراءات كل دولة في ظل الجائحة، كما أوصت بتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية للهجرة المنظمة».


مقالات ذات صلة

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك جرعة من لقاح «كورونا» (رويترز)

رجل يتهم لقاح «فايزر» المضاد لـ«كورونا» بـ«تدمير حياته»

قال مواطن من آيرلندا الشمالية إن لقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا دمر حياته، مشيراً إلى أنه كان لائقاً صحياً ونادراً ما يمرض قبل تلقي جرعة معززة من اللقاح.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الحوثيون ينشئون آلية للجبايات تحت مزاعم دعم القضاء

الجماعة الحوثية تعتزم فرض ضرائب دخل على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)
الجماعة الحوثية تعتزم فرض ضرائب دخل على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)
TT

الحوثيون ينشئون آلية للجبايات تحت مزاعم دعم القضاء

الجماعة الحوثية تعتزم فرض ضرائب دخل على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)
الجماعة الحوثية تعتزم فرض ضرائب دخل على مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)

تتجه الجماعة الحوثية في اليمن إلى توسيع دائرة مواردها من خلال ابتكار آليات ووسائل جديدة للجبايات بالتزامن مع مساعيها إلى إعادة هيكلة المؤسسات الحكومية في مناطق سيطرتها، وأنشأت أخيراً آلية جديدة تحت اسم «موارد دعم القضاء»، إلى جانب توجهها لفرض جبايات على صناعة المحتوى الإلكتروني، وعلى عدد من الخدمات العمومية.

وكشفت وثيقة جرى تسريبها عن قرار أصدره القيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى (مجلس الحكم الانقلابي) بدمج عدد من المؤسسات في السلطة القضائية بوزارة العدل وحقوق الإنسان في حكومة الجماعة التي لا يعترف بها أحد، وإعادة تنظيم مهام وأهداف الكيان الجديد، بما في ذلك تولي تحصيل موارد ما سماه «صندوق دعم القضاء».

قرار حوثي بإعادة هيكلة مؤسسات حكومية تضمن الإشارة إلى صندوق موارد لصالح القضاء (إكس)

وبينما لم تعلن الجماعة الحوثية إنشاء هذا الصندوق أو مهامه رسمياً، ترجح مصادر قانونية مطلعة في العاصمة المختطفة صنعاء صدور قرار بإنشاء الصندوق دون الإعلان عنه، خصوصاً أن الجماعة تتحفظ على الإعلان عن قراراتها الأخيرة بشأن دمج وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة المختطفة، ومنها هذا القرار الذي جرى تسريب بعض مواده.

وتوقعت المصادر أن يكون قرار إنشاء صندوق بهذا الاسم بوابة لتحصيل جبايات مختلفة من مصادر متعددة، سواء من المؤسسات أو القطاعات الإيرادية، بهدف السيطرة على إيراداتها وضمان دخولها في أرصدة تابعة للجماعة في البنوك، أو من الشركات التجارية والتجار ورجال الأعمال، وحتى من صغار الباعة ومختلف المهن والأعمال.

وذهبت المصادر في توقعاتها إلى أن مثل هذا الصندوق قد يستخدم في ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات والبيوت التجارية، من قبيل أن عدم مساهمتهم في رفد موارد القضاء قد يتسبب في تعطيل مصالحهم أو معاملاتهم القانونية، وإجراءات التقاضي الخاصة بهم.

وبدأت الجماعة الحوثية منذ أسابيع تقليص الهيكل الإداري للدولة ومؤسساتها في مناطق سيطرتها من خلال عمليات دمج وإلحاق وإلغاء، بهدف مزيد من السيطرة عليها وإزاحة الموظفين فيها من غير الموالين للمشروع الحوثي.

ملاحقة صناعة المحتوى

وذكرت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تدرس منذ عدة أسابيع إنشاء آلية لفرض رسوم على صناعة المحتوى الإلكتروني من خلال فرض جبايات على المواقع الإلكترونية، وعلى صناع المحتوى والمشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقاً للمصادر فمن المتوقع أن يجري فرض الجبايات تحت اسم ضريبة الدخل، ويجري تحصيلها مقابل ما يتحصل عليه صناع المحتوى ومالكو المواقع الإلكترونية من مبالغ، سواء كانت عائدات من نشاطهم، أو من الإعلانات التي يقدمونها.

مبنى مجلس القضاء الأعلى في صنعاء الذي تسيطر عليه الجماعة الحوثية وتفرض جبايات باسمه (فيسبوك)

وبينت المصادر أن الجماعة تدرس آليات ووسائل فرض هذه الرسوم من خلال تتبع أنشطة صناع المحتوى، ومراقبة المواقع الإلكترونية وما تعرضه من إعلانات على صفحاتها، وتسعى إلى الاستفادة من تجارب عدد من الدول في هذا الشأن.

إلا أن الجماعة تواجه تحدياً كبيراً في تنفيذ نياتها، ويتمثل ذلك في قلة صناع المحتوى اليمنيين، ووجود كثير منهم خارج البلاد، حيث لا تساعد سرعات وأسعار الإنترنت في مناطق سيطرة الجماعة على إتاحة الفرصة لصناعة محتوى يدر مداخيل كبيرة.

كما أن غالبية مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن لا يحصلون على إيرادات كبيرة، ويكتفي أغلبهم بالحصول على هدايا من الجهات التي يقدمون لها خدمات إعلانية.

ومنذ قرابة شهر ونصف الشهر أخطرت وزارة إعلام الجماعة الحوثية ملاك المواقع الإخبارية ومحركات البحث، بتقديم تخفيضات بنسبة 70 في المائة على رسوم الحصول على تراخيص مزاولة النشاط، ولمدة لا تتجاوز الشهرين، مهددة بإجراءات عقابية على من يتخلف عن السداد والحصول على التراخيص.

جبايات جديدة فرضتها الجماعة الحوثية على نتائج اختبارات النصف الأول من العام الحالي (إعلام حوثي)

ومن المتوقع أن تبدأ الجماعة فرض إجراءات عقابية بحق المواقع الإلكترونية، مثل الحجب، واقتحام المكاتب، ومصادرة الأجهزة والمعدات، ضد كل من تخلف عن الحصول على تلك التراخيص.

وأخيراً فرضت الجماعة الانقلابية رسوماً على نتائج اختبارات طلبة المدارس للنصف الأول من العام الدراسي الحالي في مناطق سيطرتها.

وذكر أولياء أمور الطلاب على مواقع التواصل الاجتماعي أن الرسوم التي فرضتها الجماعة الحوثية مقابل الحصول على النتائج تراوحت بين أقل من نصف دولار إلى أكثر من دولار (بين 300 و600 ريال، حيث تفرض الجماعة سعراً ثابتاً للدولار بـ534 ريالاً)، وجرى تحصيلها من دون سندات.

واستنكر أولياء الأمور هذه الجبايات الجديدة، التي تضاف إلى ما يجري فرضه عليهم وعلى أبنائهم من رسوم منذ بداية العام الدراسي، والتي ضاعفت من الأعباء المفروضة عليهم، خصوصاً مع توقف الرواتب، وغلاء الأسعار، وتردي أحوالهم المعيشية.