تركيا تستبق «برلين 2» بتكثيف تحركاتها في الملف الليبي

لقاء غير رسمي بين جاويش أوغلو والمنقوش

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش التقت نظيرها التركي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش التقت نظيرها التركي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT
20

تركيا تستبق «برلين 2» بتكثيف تحركاتها في الملف الليبي

وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش التقت نظيرها التركي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش التقت نظيرها التركي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

كثفت تركيا من تحركاتها واتصالاتها في الملف الليبي، في ظل الاستعدادات لعقد مؤتمر «برلين 2» حول ليبيا.
وفي هذا الإطار، أعلن في أنقرة أمس أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، عقد مع نظيرته الليبية نجلاء المنقوش لقاء غير رسمي في أنقرة، تناول الاستعدادات لمؤتمر «برلين 2»، وأنه سيقوم بزيارة إلى ليبيا الأسبوع المقبل لمواصلة التشاور، والتنسيق حول الموضوع بالشكل الذي يحقق الأهداف المرجوة من المؤتمر المرتقب.
وبحسب مصادر تركية، فقد بحث الجانبان القضايا المشتركة بين البلدين، وتنسيق جهود تنفيذ خريطة طريق المرحلة الانتقالية، وتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وأضافت المصادر ذاتها أن جاويش أوغلو جدد خلال اللقاء دعم بلاده الكامل لليبيا، ولجهود حكومة «الوحدة» الوطنية في تحقيق الاستقرار على جميع الأصعدة. كما تم الاتفاق على الاستمرار في التنسيق المشترك بين البلدين قبل مؤتمر «برلين 2»، حيث أكد جاويش أوغلو أنّه سيزور ليبيا الأسبوع المقبل لاستكمال التشاور والتنسيق بالشكل الذي يحقق الأهداف المرجوة من المؤتمر، الذي يعد الثاني الذي تحتضنه برلين، بعد المؤتمر الذي عقد في يناير (كانون الثاني) 2020.
في السياق ذاته، عقد جاويش أوغلو مباحثات ليل الثلاثاء - الأربعاء، مع نظيره المغربي ناصر بوريطة عبر الفيديو كونفرنس، تناولت التنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الملف الليبي.
وأكد جاويش أوغلو تقارب وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ونوه بجهود المغرب في تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأكد الجانبان أهمية استمرار التنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما في ليبيا، والشرق الأوسط والبحر المتوسط، واتفقا على تفعيل آليات الحوار والتعاون، وعقد لقاءات جديدة للحوار السياسي واللجنة المشتركة.
وفي الشأن الليبي أيضا، عقد مسؤولون من وزارتي الخارجية التركية والروسية، إلى جانب المبعوث الأممي لليبيا يان كوبيش، مباحثات بمقر الخارجية الروسية في موسكو، أول من أمس، حيث جرى التأكيد على إحراز تقدم في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية، قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
واتفق الجانبان التركي والروسي خلال المباحثات، التي شارك فيها نائب وزير الخارجية التركي سادات أونا، ونائب وزير الخارجية مبعوث الرئيس الروسي إلى ليبيا ميخائيل بوغدانوف، على مواصلة الحوار بين تركيا وروسيا لحل الأزمة في ليبيا.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.