شيخ الأزهر يدعو المجتمع الدولي إلى مواجهة إرهاب اليمين المتطرف

TT

شيخ الأزهر يدعو المجتمع الدولي إلى مواجهة إرهاب اليمين المتطرف

أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب أن «اليمين المتطرف بات يمارس الإرهاب والقتل في المجتمعات الغربية، وأصبح خطراً يهدد المواطنين الآمنين، ويتخذ أسلوب جماعات التطرف والإرهاب نفسه في الشرق»، محذراً من «تمدد هذه الجماعة الإرهابية التي تربت على كراهية المسلمين واستباحة سفك دمائهم البريئة، ونشر الخوف والرعب بين الآمنين في الغرب بمن فيهم المواطنون المسلمون».
وطالب شيخ الأزهر في بيان تنديد بالهجوم الذي استهدف أسرة مسلمة في مقاطعة أونتاريو الكندية وأدى إلى مقتل 4 أشخاص وجرح طفل، المجتمع الدولي بـ«المبادرة لوضع حد لهذا التيار الإرهابي وأمثاله قبل أن تندلع شروره وآثاره المدمرة والمهلكة للحجر والبشر، وتصنيفه جماعة إرهابية، وإدراجه ضمن تيارات الإرهاب في العالم». وحذر من أن «اليمين المتطرف و(داعش) وجهان لعملة واحدة، والإرهاب ليس صناعة شرقية، وإنما كما يثبته (الهجوم في كندا) صناعة غربية أيضاً تنمو وتترعرع بصمت دولي مريب»، على حد قوله.
وأدانت القاهرة حادث الدهس الذي وقع في مقاطعة أونتاريو الكندية الذي أسفر عن مقتل أربعة أفراد من عائلة مسلمة وجرح طفل. وأعربت عن «خالص تعازيها ومواساتها لذوي الضحايا الأبرياء، وتمنياتها بسرعة الشفاء للطفل المصاب»، مؤكدة «وقوفها مع كندا في مواجهة هذا الحادث الإرهابي البغيض». وشددت وزارة الخارجية المصرية في بيان على «موقفها الرافض لكل أعمال الإرهاب والعنف والتطرف، وكذا جرائم الكراهية والعنصرية كافة التي تتنافى مع القيم الإنسانية».
إلى ذلك، أكدت مصر والفلبين على «تعزيز التعاون لمواجهة الأفكار المتطرفة» ضمن جهود «ترسيخ الحوار وثقافة التسامح»، عبر «إرسال أئمة وخبراء إلى الفلبين لنشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير ومواجهة الفكر المتشدد والمتطرف ونشر صحيح الدين وتصحيح المفاهيم الخاطئة، فضلاً عن زيادة أعداد الطلاب الفلبينيين الدارسين على منحة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف المصرية».
وأشار وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة إلى سعي وزارته «الدائم للتواصل الحضاري، وترسيخ أسس الحوار البناء، ونشر صحيح الدين وسماحة الإسلام ووسطيته، وثقافة التسامح والسلام». وأشار خلال لقائه سفير الفلبين في القاهرة سولبيشيو إم كونفيادو إلى «أننا نؤمن بقوة بالمشترك الإنساني، والاهتمام بالإنسان بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه، فكل الأديان رحمة وتسامح وسلام، وتعمل على ترقية الذوق والحس الإنساني، ومن ثم يجب أن نعمل جميعاً لصالح الإنسانية».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.