قمر بريطاني ضخم يحل ضيفاً على كاتدرائية في فرنسا

قمر ستراسبورغ
قمر ستراسبورغ
TT

قمر بريطاني ضخم يحل ضيفاً على كاتدرائية في فرنسا

قمر ستراسبورغ
قمر ستراسبورغ

يترك زوار مدينة ستراسبورغ أسواقها وآثارها وحدائقها الجميلة خلفهم ويتوجهون لمطالعة قمر فريد من نوعه معلق داخل كاتدرائية. إنه عمل من نوع التجهيز الفني أنجزه النحات البريطاني لوك جيرام وأطلق عليه اسم «متحف القمر». وقد جرى تعليقه مطلع الشهر الحالي في كنيسة «نوتردام» ضمن الدورة الثانية لمهرجان «الصناعة المدهشة» الذي تستضيفه عاصمة شرق إقليم الألزاس، شرق فرنسا.
ويبلغ قطر العمل 7 أمتار، وهو مؤلف من صور لسطح القمر من مقتنيات وكالة الفضاء الأميركية. ويندرج العمل في تيار الفن المتنقل، حيث يمكن لقمر الكاتدرائية التجول من بقعة إلى أخرى في سقفها الشاهق. ورغم حداثته وارتباطه برحلة الإنسان من كوكب الأرض إلى الكوكب الفضي، فإن القمر يبدو متناسقاً مع قبة الكاتدرائية المشيدة عام 1439 التي تعد من روائع الفن القوطي. ويبلغ ارتفاع القبة 142 متراً. وجاء في تقديم العمل أن الفنان البالغ من العمر 47 عاماً سعى لإقامة حوار بين القرنين الخامس عشر والعشرين. ونظراً لأن السياحة والزيارات لا تكتمل دون صور الـ«سيلفي»، فقد كان من الطريف مشاهدة مئات القادمين من ألمانيا وسويسرا وبلجيكا وهم يقفون تحت القمر ويخفضون هواتفهم لكي يلتقطوا صورة ذاتية معه. وفي حديث للتلفزيون الفرنسي، قال إيفون وزوجته ريجين، وهما متقاعدان جاءا من أقصى غربي فرنسا، إنهما يستغلان مرحلة التقاعد للقيام بجولات يزوران فيها كل كاتدرائيات فرنسا. وأضاف إيفون: «رأينا منحوتات وجداريات ونوافذ زجاجية بديعة، لكننا للمرة الأولى نرى قمراً يتجول في كنيسة».
ويضم مهرجان «الصناعة المدهشة» الثقافي 32 عملاً معروضاً في شوارع المدينة، ويسلط الضوء على ما بلغته براعة الصناع الماهرين المعاصرين وهم يستفيدون من الإمكانات التقنية الجديدة في الإبداع الفني.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.