أميركا تتوقع زيادة الهجمات المعلوماتية وتحض الشركات على حماية نفسها

خزان وقود لشركة كولونيال بايبلاين الأميركية التي تعرضت لهجمات سيبرانية كلفتها ملايين الدولارات (رويترز)
خزان وقود لشركة كولونيال بايبلاين الأميركية التي تعرضت لهجمات سيبرانية كلفتها ملايين الدولارات (رويترز)
TT

أميركا تتوقع زيادة الهجمات المعلوماتية وتحض الشركات على حماية نفسها

خزان وقود لشركة كولونيال بايبلاين الأميركية التي تعرضت لهجمات سيبرانية كلفتها ملايين الدولارات (رويترز)
خزان وقود لشركة كولونيال بايبلاين الأميركية التي تعرضت لهجمات سيبرانية كلفتها ملايين الدولارات (رويترز)

شددت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو الأحد على التهديد الدائم الذي تشكله الجرائم الإلكترونية ومسؤولية الشركات الخاصة في حماية نفسها من هذه الآفة التي يمكن أن تتزايد، بحسب قولها. وقالت لشبكة «أي بي سي»: «أعتقد أن أول شيء يجب أن نعترف به هو واقع - وعلينا نحن والشركات أن نفترض - أن هذه الهجمات (المعلوماتية) موجودة هنا للأبد وربما تتكثف».
وتعرضت شركات أميركية أو أخرى تعمل في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة لعدة هجمات معلوماتية واسعة النطاق أدت إلى إبطاء أو حتى وقف إنتاجها.
كانت آخر الهجمات المعلوماتية التي استهدفت قطاع الطاقة في الساحل الأميركي، الهجوم على شركة كولونيال بايبلاين التي أقرت بدفع 4.4 مليون دولار للقراصنة، وأدى رغم ذلك في مطلع مايو (أيار) إلى مشاكل كبرى في إمدادات الوقود في جنوب شرقي الولايات المتحدة ما جعل هذه الهجمات أمراً ملموساً بالنسبة للأميركيين بعدما كانت تمر بصمت في الشركات. يعتبر العديد من الخبراء أن قراصنة المعلوماتية الذين يقفون وراء هذه الهجمات موجودون في روسيا.
ويرتقب أن يجعل الرئيس الأميركي جو بايدن الذي طرح الأربعاء فكرة ردود محتملة ضد موسكو بعد هذه الهجمات، أن يجعل من ذلك أحد المواضيع الرئيسية لجولته في أوروبا خلال قمة مجموعة السبع اعتباراً من الجمعة في بريطانيا ثم خلال لقائه نظيره فلاديمير بوتين في جنيف في 16 يونيو (حزيران).
رداً على سؤال حول رد فعل أميركي أقوى أو حتى رد عسكري قالت الوزيرة الأميركية الأحد إن «كل الخيارات ممكنة»، مؤكدة أن ذلك يشكل «أولوية» لإدارة بايدن.
رغم أن مسؤولية الحماية في مواجهة مثل هذا الخطر تقع على عاتق الشركات، فإن حكومة الولايات المتحدة لا تريد اتخاذ إجراءات ملزمة. وقالت الوزيرة: «في الوقت الراهن، نحض الشركات» على القيام بذلك.
في الأسابيع الأخيرة، تعرضت شركة «كولونيال بايبلاين» المشغلة لخط أنابيب نفط أميركي ضخم وشركة اللحوم العالمية العملاقة «جي بي إس» لهجمات برمجيات الفدية التي يستغل منفذوها ثغرات أمنية لتعطيل أنظمة معلوماتية والمطالبة لاحقاً بفدية من أجل إعادة تشغيلها.
الهجوم على شركة كولونيال بايبلاين التي أقرت بدفع 4.4 مليون دولار للقراصنة، أدى رغم ذلك في مطلع مايو إلى مشاكل كبرى في إمدادات الوقود في جنوب شرقي الولايات المتحدة ما جعل هذه الهجمات أمراً ملموساً بالنسبة للأميركيين بعدما كانت تمر بصمت في الشركات. من جانب آخر، دعا السيناتور الأميركي مارك وارنر وهو ديمقراطي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، الأحد عبر شبكة «إن بي سي» إلى أن يبدي القطاع الخاص شفافية أكبر في هذا المجال عبر الإبلاغ بشكل منهجي عن الهجمات التي يتعرض لها. كما أثار احتمال حظر دفع مثل هذه الفديات.
على صعيد آخر، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، إن خطة إنفاق الرئيس جو بايدن، والبالغة 4 تريليونات دولار، ستكون مفيدة للولايات المتحدة، حتى لو ساهمت في ارتفاع التضخم وأدت إلى ارتفاع أسعار الفائدة.
وقالت يلين في مقابلة مع وكالة بلومبرغ لدى عودتها من اجتماع لوزراء مالية دول مجموعة السبع الكبرى في لندن إنه «إذا انتهى بنا المطاف بوضع، يكون سعر الفائدة فيه أعلى قليلاً، فسيكون ذلك في الواقع إضافة لوجهة نظر المجتمع ووجهة نظر مجلس الاحتياط الاتحادي».
واحتدم الجدل بشأن التضخم في الأشهر القليلة الماضية، بين أولئك الخبراء ممن يتبنون وجهة نظر يلين، الذين يجادلون بأن الزيادات الحالية في الأسعار مدفوعة بحالات شاذة عابرة ناشئة عن الجائحة، كحدوث اختناقات بسلسلة التوريدات وقفزة في الإنفاق مع إعادة فتح الاقتصادات، ومنتقدين يقولون إن المساعدات الحكومية بتريليونات الدولارات قد تغذي ارتفاعاً في التكاليف لمدة طويلة.
وأشارت إلى أن حزم مساعدات بايدن ستضيف للإنفاق سنوياً ما يصل إلى نحو 400 مليار دولار، معتبرة أن هذا لا يكفي للتسبب في تضخم مفرط، مضيفة أن أي «طفرة» في الأسعار ناتجة عن حزمة الإنقاذ ستتلاشى العام المقبل.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الاقتصاد الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

سجلت عقود «داو جونز» الآجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، محققة مكاسب ملحوظة بين عقود مؤشرات الأسهم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
TT

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)
رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)

ارتفعت سندات لبنان السيادية المقوَّمة بالدولار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، يوم الثلاثاء؛ حيث راهن المستثمرون على أن الهدنة المحتملة مع إسرائيل قد تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الوضع الاقتصادي في البلاد.

وعلى الرغم من أن هذه السندات لا تزال تتداول بأقل من 10 سنتات للدولار، فإنها حققت مكاسب تتجاوز 3 في المائة هذا الأسبوع. وكان سعر استحقاق عام 2031 قد وصل إلى 9.3 سنت للدولار، وهو أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2022، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، أشار برونو جيناري، استراتيجي الأسواق الناشئة في شركة «كيه إن جي» للأوراق المالية الدولية، إلى أن «بعض المستثمرين يتساءلون ما إذا كان الوقت مناسباً للشراء؛ حيث تُعدُّ الهدنة الخطوة الأولى اللازمة لإعادة هيكلة السندات في المستقبل».

ورغم استمرار الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان يوم الثلاثاء، والتي أسفرت عن تدمير البنية التحتية وقتل الآلاف، فإن هذا الارتفاع غير المتوقع في قيمة السندات يعد بمثابة انعكاس للرغبة في إعادة تنشيط النظام السياسي المنقسم في لبنان، وإحياء الجهود لإنقاذ البلاد من أزمة التخلف عن السداد.