ائتلاف معارض يطالب بـ«استفتاء» على نظام الحكم في تونس

«المستقلون» يحصدون أكثر من 83 % من المقاعد في انتخابات بلدية جزئية

هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية (د.ب.أ)
هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية (د.ب.أ)
TT

ائتلاف معارض يطالب بـ«استفتاء» على نظام الحكم في تونس

هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية (د.ب.أ)
هشام المشيشي رئيس الحكومة التونسية (د.ب.أ)

طالب حسام الحامي، المنسق العام لائتلاف «صمود» المعارض، بتنظيم استفتاء شعبي مباشر على النظام السياسي القائم حالياً في تونس، وإعادة السلطة إلى الشعب للفصل في «المنظومة التي باتت عاجزة عن إنقاذ البلاد من طمع وجشع السلطة الحاكمة»، خصوصاً بعد فشل كل مبادرات الحوار السياسي بين الرئاسات الثلاث، وتعطل مؤسسات الدولة بسبب أزمة التعديل الوزاري، الذي أُجري منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، دون أن يجد طريقه للتنفيذ، وتعطيل المحكمة الدستورية منذ نحو ست سنوات، علاوة على الأزمات السياسية المتكررة، التي تواجه منظومة الحكم المعتمدة على تقاسم السلطة.
وقال الحامي، لـ«الشرق الأوسط» إن ائتلاف «صمود» يدعو «الغيورين على تونس والرافضين لانهيار الدولة ولفشل الانتقال الديمقراطي إلى الانخراط في عملية إنقاذ البلاد، من خلال المساهمة النشيطة في التعبئة، والضغط السلمي لفرض تغيير للنظام السياسي عبر آلية الاستفتاء»، على حد قوله، مؤكداً سعي هذا الائتلاف لـ«إنجاح التعبئة العامة، والحشد الشعبي لفرض الاستفتاء بهدف تغيير المنظومة السياسية القائمة، التي فشلت على الواجهة السياسية والصحية والاجتماعية والاقتصادية».
كما انتقد الحامي ما سمّاه «عجز الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين عن الحسم في دستورية مشروع القانون المتعلق بالمحكمة الدستورية، وإحالته من جديد إلى رئيس الجمهورية»، معتبراً هذا القرار «حلقة إضافية في مسلسل تخبط منظومة الحكم العقيمة، وعجزها عن إيجاد مخرج للأزمات التي يفرضها الواقع السياسي لضمان حد أدنى من الاستقرار»، مؤكداً في هذا السياق أن منظومة الحكم «باتت تمثل عائقاً حقيقياً أمام السير العادي لأجهزة الدولة، وهي بذلك تسهم أكثر في تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، التي تعيشها تونس».
على صعيد متصل، أكد غازي الشواشي، رئيس حزب التيار الديمقراطي، وجود مساعٍ حثيثة للانفتاح على بعض الأحزاب المعارضة، وعلى شخصيات ذات توجه وسطي اجتماعي، بهدف تجميع ما سمّاه «العائلة الاجتماعية الديمقراطية»، حول أرضية عمل موحدة، وإيجاد مشروع سياسي جامع «يفرض نفسه على المشهد السياسي، ويكون قريباً من التونسيين»، على حد تعبيره، مشيراً في هذا السياق إلى أن «الصعود اللافت للمنظومة الرافضة للنظام القائم، ومواصلة الأحزاب الحاكمة نفس السياسات التي أدت إلى تخريب الاقتصاد المحلي، سيدفعان مختلف الأطراف السياسية إلى إنجاح هذه المشاورات الهادفة لضبط الإطار المناسب لعمل هذه الأحزاب، المتفقة على رفض منظومة الحكم الحالية».
من ناحية أخرى، دعت حركة النهضة إلى «التضامن بين مراكز الحكم في قرطاج وباردو والقصبة، والتعالي عن المناكفات السياسية الحادة والمزايدات، والابتعاد عن الخطابات الشعبوية غير المسؤولة، التي لا تراعي المصالح العليا للبلاد».
وقالت الحركة، بمناسبة احتفالها بالذكرى الأربعين للإعلان عن تأسيسها، إن الجلوس إلى طاولة الحوار دون إقصاء، بهدف دعم الشراكة السياسية في إدارة الشأن الوطني، والتوافق حول حلول مناسبة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي تتعمق مع مرور الوقت، والتزام جميع الأطراف بدعمها وتوفير شروط نجاحها، هو السبيل الكفيل بالمحافظة على التجربة التونسية»، معتبرة أن الاستقرار السياسي من «أهم شروط تحقيق التعافي الاقتصادي المنشود، لأنه وحده الذي يمنح الحكومة القدرة على تنفيذ الإصلاحات، واستعادة الدورة العادية لإنتاج الثروة وتحقيق التنمية».
في غضون ذلك، أفضت النتائج الأولية للانتخابات البلدية الجزئية، التي جرت أول من أمس في بلدية عين الصبح - الناظور بمعتمدية طبرقة (شمال غربي)، إلى هزيمة مدوية للأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات، مقابل سيطرة المستقلين على 15 مقعداً، وهو ما يمثل نسبة 83.3 في المائة من المقاعد. وتصدرت قائمة «الإقلاع» (مستقلة) لائحة الفائزين بحصولها على 7 مقاعد بلدية من إجمالي 18 مقعداً، وحلت قائمة «الخُمسة» (مستقلة) في المرتبة الثانية، بعد حصولها على 4 مقاعد، فيما احتلت قائمة «التحدي» (مستقلة) الرتبة الثالثة بحصولها على 4 مقاعد أيضاً. أما فيما يتعلق بالمشاركة الحزبية، فإن قائمة حركة النهضة حصلت على مقعدين، وقائمة حركة الشعب على مقعد وحيد من مجموع 18 مقعداً.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.